أعلن التحالف العربى، الذى تقوده المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين فى اليمن، عن قرار وقف إطلاق النار فى اليمن.
وأكد العميد أحمد عسيرى، المتحدث باسم التحالف الذى تقوده المملكة العربية السعودية ويقف وراء الحملة العسكرية ضد المتمردين الحوثيين فى اليمن، أن التحالف مستعد للالتزام بوقف إطلاق النار طالما التزم المتمردون بقرار مجلس الأمن الذى يدعو إلى انسحابهم من المدن اليمنية.
وقال بيان صحفى لقوات التحالف ردا على طلب الرئيس عبد ربه منصور هادى: "انسجاماً مع الجهود التى ترعاها حكومة المملكة العربية السعودية التى تهدف لإيجاد تهدئة شاملة ووقف إطلاق النار بين الحكومة الشرعية وميليشيات الحوثى والقوات الموالية لها لحقن الدماء، ومواصلة إدخال مواد طبية وإغاثية للمحافظات والمناطق المتضررة، وبما يدعم الجهود التى تبذلها الأمم المتحدة لإيجاد أجواء إيجابية تمهيداً لإطلاق المشاورات فى الكويت، فإن قوات التحالف سوف تلتزم بوقف إطلاق النار اعتباراً من الساعة (2359) بتاريخ 3 رجب 1437 هـ الموافق 10 إبريل 2016 م، مع احتفاظها بحق الرد على أى خرق لوقف إطلاق النار".
وأضاف البيان أن قيادة التحالف إذ تعلن ذلك لتؤكد استمرارها فى دعم الشعب اليمنى والحكومة اليمنية فى سبيل إنجاح المشاورات التى ترعاها الأمم المتحدة الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وبما يساعد الحكومة على القيام بواجباتها فى حفظ الأمن والاستقرار فى اليمن، والتفرغ لمكافحة الإرهاب.
ودخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ فى اليمن تمهيدا لاستئناف مباحثات السلام بعد نزاع أكثر من عام بين القوات الحكومية المدعومة من التحالف العربى بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المدعومين من إيران.
وقبل ساعات من الهدنة المقترحة، اندلعت اشتباكات شمال العاصمة صنعاء وفى وسط البلاد قتل فيها أكثر من20 شخصا. واندلعت الاشتباكات بين القوات الموالية للشرعية ومسلحى الحوثى فى بلدة المتون شمالى العاصمة مما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من المسلحين.
وفى محافظة البيضاء وسط البلاد، قال مسئولون إن أكثر من 20 شخصا قتلوا فى معارك بين القوات المؤيدة للشرعية والمتمردين فى منطقتى السوادية والزاهر، فى وقت استمر القتال فى مدينة تعز فى الجنوب الغربى.
وتأمل الأمم المتحدة فى إنجاح وقف إطلاق النار ليتزامن مع مفاوضات مزمعة فى الكويت للوصول إلى حل للصراع الذى اندلع بعد انقلاب الحوثيين على الشرعية منذ أكثر من عام.
ويقود عبد الملك الحوثى الحوثيين فى اليمن حيث حمل راية التمرد دافاعا عن الزيدية وهى الأقلية التى تتركز فى شمال اليمن وتشمل ثلث السكان تقريبا، أمام دعوات التيارات السنية، خاض الحوثيون بين 2004 و2010 ست حروب مع صنعاء خصوصا فى معقلهم الجبلى فى صعدة، كما خاضوا حربا مع السعودية بين 2009 ومطلع 2010 فى أعقاب توغلهم فى أراضى المملكة.
وفى يوليو 2014 شن الحوثيين هجوما كاسحا فسيطروا على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية فى شمال اليمن، ثم سيطروا على صنعاء فى 21 سبتمبر مستفيدين من عدم مقاومة الجيش اليمنى لهم ومن تحالف ضمنى لكتائب فيه لا تزال موالية للرئيس السابق على عبد الله صالح.
وتقدم الحوثيون إلى الغرب والشرق والوسط قبل أن يواصلوا الزحف جنوبا حيث سيطروا فى أواخر مارس 2015 على أجزاء من مدينة عدن، ثانى كبرى مدن البلاد، ما دفع بالرئيس عبد ربه منصور هادى للانتقال إلى الرياض.وفى الشهر نفسه، بدأت السعودية بقيادة تحالف عربى بشن ضربات جوية ضد الحوثيين وحلفائهم، ووفرت لقوات هادى منذ الصيف دعما ميدانيا مباشرا، ما أتاح لها استعادة خمس محافظات جنوبية، فيما تقدم إيران الدعم للحوثيين بالمال والسلاح لزعزعة استقرار اليمن.
وبدت وحدات الجيش اليمنى الموالية للحكومة عاجزة عن مواجهة الحوثيين، وتعذر عليها استعادة زمام الوضع حتى بدء التدخل العسكرى للتحالف العربى فى أواخر مارس 2015 جوا ثم برا.
ووفرت السعودية والإمارات لأنصار الرئيس هادى معدات عسكرية متطورة وأرسلت آلاف الجنود للتحرك برا. وأتاح الهجوم المضاد استعادة خمس محافظات جنوبية ومضيق باب المندب الاستراتيجى، مع السعى المتواصل للتقدم نحو صنعاء.
فيما يسعى عناصر الحراك الجنوبى لانفصال اليمن الجنوبى مجددا، والذى كان مستقلا قبل 1990، وهم حاليا فى الصف المضاد للتمرد الحوثى، ويشمل تيارات عدة من بينها المتشددون الذين يطالبون بالانفصال والمعتدلون الساعون إلى مزيد من الاستقلالية.
ونجحت المملكة العربية السعودية وقوات التحالف العربى فى ردع الحوثيين المدعومين من إيران فى محاولاتهم الساعية لزعزعة استقرار اليمن والسيطرة على الحكم بالقوة وهو ما نجح التحالف العربى فى القضاء عليه لدعم الشرعية برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادى، ونجحت قوات التحالف العربى منذ بدأت عملياتها العسكرية مارس 2015 فى قطع خطوط التمويل والإمداد التى كانت تبعث بها إيران للمتمردين الحوثيين فى اليمن.