قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن دراسة جديدة أظهرت أن الأرض تحملت عصرا جليديا قديما قبل 466 مليون عام عندما تفكك كويكب عملاق أرسل موجات من الغبار صوب الأرض على مدار مليونى عام التالية، بحسب ما جاء فى دراسة علمية حديثة.
وأوضحت الشبكة أن ما يثير الدهشة أنه فى حين أن التدفق الهائل للغبار تسبب فى انخفاض درجات الحرارة عالمية على الأرض، فإنه أتاح الفرصة لازدهار أنواع جديدة.
الأمر أشبه بتحطم مكنسة كهربائية!
وأشارت "سى إن إن" إلى أن الكويكب الذى بلغ عرضه 93 ميل كان فى حزام الكويكبات الواقع بين المريخ والمشترى عندما اصطدم بشىء آخر وتفكك، مما أدى إلى كمية هائلة من الغبار تدفقت إلى النظام الشمسى الداخلى. وقال بيرجر شميتز، المؤلف الرئيسى للدراسة وأستاذ الجيولوجيا بجامعة لوند، إن الأمر يشبه أن تقف فى منتصف غرفة المعيشة الخاصة بك وتحطم المكنسة الكهربائية، ولكن على نطاق أوسع بكثير.
ولم يكن غريبا على الأرض أن تشهد تدفق مواد فضائية مثل قطع المذنبات والكويكبات. حيث يقول فيليب هيك، المشارك فى تأليف الدراسة وأمين المعارض فى متحف فيلد والأستاذ المشارك فى جامعة شيكاغو، إن الأرض عادة ما تحصد نحو 40 ألف طن من المواد القادمة من الخارج كل عام، فتخيل ضرب ذلك فى ألف أو عشرة آلاف.
وتقول "سى إن إن" إنه من أجل وضع ذلك فى منظوره الصحيح، فكر فى شاحنات شبه محملة بالغبار بين الكواكب تتوجه إلى الأرض. فعلى مدار مليونى سنة التى انقضت بعد انفجار الكويكب العملاق، غمرت الأرض بحوالى 10 مليون شاحنة من الغبار.
وتابع هيك قائلا إن فرضيتهم أن الكميات الكبيرة من الغبار من خارج كوكب الأرض على مدى فترة زمنية لا تقل عن مليونى سنة لعبت دورا هاما فى تغيير المناخ على الأرض وساهمت فى تبريده. وقد نشرت الدراسة العلمية فى مجلة “Science Advances” أمس، الأربعاء.
الغبار حجب ضوء الشمس
وتسبب غبار الكويكب فى اضطراب فى كمية ضوء الشمس الذى تحصل عليه الأرض، وهو ما أدى إلى عصر جليدى. وقد مهد هذا الطريق للظروف التى نراها على الأرض الآن، الأوضاع القطبية فى القطبين الشمالى والجنوبى، والمزيد من الظروف الاستوائية حول خط الاستواء.
وقبل هذا العصر الجليدى، كان المناخ على الأرض أكثر تشابها فى جميع أنحاء العالم، ولم يكن الكوكب مقسما إلى مناطق مناخية. إلا أن هذه المناطق المناخية وفرت أيضا وسيلة للافقاريات الأرضية للتكيف مع الظروف ودرجات الحرارة الجديدة. وقد أدى هذا التكيف إلى حدوث طفرة فى التطور.
ويوضح هيك ذلك قائلا إنه فى ظل البرودة العالمية التى قاموا بدراستها، فإنهم يتحدثون عن جداول زمنية بملايين السنين. ويختلف هذا للغاية عن التغير المناخى الذى تسببت فيه نيزك قبل 65 مليون عام، والذى تسبب فى مقتل الديناصورات، ويختلف هذا أيضا عن الاحتباس الحرارى العالمى اليوم، حيث كانت هذه الضغوط أقل وكانت البرودة العالمية بمثابة ضغط لطيف.
ولفهم كيفية حدوث العملية، وجد الباحثون أدلة من الغبار الفضائى موجودة فى صخور يعود عمرها إلى 466 مليون عام، والتى كانت من قبل قاع البحر. وتمت مقارنتها بجسيمات النيزك الدقيقة التى تم استعادتها من القارة القطبية الجنوبية. وعرف الباحثون بناء على الدراسات السابقة أن عصرا جليديا قد حدث فى هذا الوقت.