وصل المبعوث الأمريكى المستقيل "جيسون جرينبلات" إلى إسرائيل من أجل بحث خطة السلام الأمريكية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن زيارة جرينبلات المفاجئة تأتي على خلفية الانتخابات التشريعية في إسرائيل وآثارها على خطة السلام الأمريكية التي سيتم الإعلان عنها قريبا.
وأوضح مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إن بنيامين نتنياهو التقى اليوم المبعوث الأمريكى إلى الشرق الأوسط، جيسون جرينبلات في مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلى.
حضر اللقاء أيضا السفير الأمريكى لدى إسرائيل ديفيد فريدمان والسفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة رون ديرمر.
وكان جرينبلات قدم استقالته من منصبه والتي ستدخل حيز التنفيذ بعد أسابيع، ويتوقع أن يتم خلال نفس الفترة الكشف عن خطة الأمريكية قريبا.
واعتبر مسؤول فلسطينى استقاله جرينبلات دليلا على فشل إضافي لخطة السلام الأمريكية، مؤكدا أن النهج الذي سار عليه جرينبلات لم يكن كذلك الذي ينتهجه الوسطاء في كل القضايا الدولية فقد أعلن صراحة إنه مع أشد المطالب الإسرائيلية تطرفا بما فيها الإستيطان وتهويد القدس واعتبر أن أراضي الضفة الغربية هي أراض متنازع عليها.
وأعلنت الحكومة الفلسطينية والفصائل المتواجدة فى غزة أن خطة السلام الأمريكية قد فشلت مع عدم تمكن نتنياهو من تحقيق الأغلبية في الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة، فضلا عن تمسك تحالف أزرق أبيض بموقفه من تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.
وتشير التقديرات إلى أن وصول جرينبلات في التوقيت الحالي يهدف أيضا إلى التأثير على النظام السياسي في إسرائيل والتأكد من أن خطة السلام الأمريكية ستكون جزءا من مشاورات الائتلاف وسيحاول جرينبلات في اجتماعاته تمهيد الطريق لعرض الخطة ومحاولة تقليل الاعتراضات.
ولن يوافق الأمريكيون على ذلك، لكن خيار حكومة الوحدة سيكون أكثر ملاءمة لهم لترويج الصفقة، لأن حكومة يمينية ضيقة قد تواجه صعوبات في تنفيذ الصفقة.
ومع ذلك، على الرغم من رد الفعل الفاتر للرئيس الأميركي الأربعاء الذي قال فيه "لم أتحدث مع نتنياهو، علاقتنا مع إسرائيل"، هناك فرضية مفادها أن زيارة غرينبلات هي جزء من خطوة منسقة بين إدارة بنيامين نتنياهو وإدارة دونالد ترامب.
وحتى الآن، تجاهلت واشنطن جانتس وفي الأيام التي سبقت الانتخابات، قدم زعماء "اليمين الجديد" أيليت شاكيد ونفتالي بينيت، معارضتهم لخطة السلام الأمريكية، مدعين أنها ستخنق المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية.
وقالت السفارة الأميركية في إسرائيل إن "جيسون جرينبلات سيجري محادثات مع مختلف الأطراف بشأن العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل والديناميات الإقليمية وجهود السلام التي تبذلها الحكومة الأمريكية".
وعمل نتنياهو على صقل صورته كرجل دولة خلال حملته الانتخابية إذ زار بريطانيا لعقد محادثات مع رئيس الوزراء بوريس جونسون ووزير الدفاع الأمريكي مارك إسبر كما التقى مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في روسيا، وذلك للترويج لخطة السلام الأمريكية إلا أن نتائج الانتخابات كانت مخيبة للآمال.
وقبل الانتخابات الماضية بفترة وجيزة وقع ترامب، ونتنياهو بجواره، اعترافا بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان. واحتلت إسرائيل هضبة الجولان في 1967 وضمتها في 1981 في خطوة لا تعترف بها أغلب القوى العالمية التي تعتبر هضبة الجولان جزءا محتلا من سوريا.
كان حزب أبيض أزرق قد أكد أنه سيعزز التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية، واصفا غور الأردن بأنه الحد الأمني الشرقي لإسرائيل لكنه لم يصل إلى حد الالتزام صراحة بضم الغور.
وسيعقد النائب العام الإسرائيلى جلسة استماع لنتنياهو مطلع أكتوبر ليدلى خلالها بدفوعه في مواجهة تهم الاحتيال والرشوة التي أعلن اعتزامه توجيهها لرئيس الوزراء الإسرائيلى في إطار تحقيقات في فساد.
وقال نتنياهو، الذي ينفي ارتكاب أي مخالفات، إنه لا ينوي الاستقالة إذا وجهت له اتهامات، ولا يوجد إلزام قانوني للقيام بذلك. ويقول حلفاء نتنياهو إنهم سيضغطون على البرلمان لكي يمنحه حصانة من المحاكمة باعتباره عضوا فيه.
وقد تسقط الأمور كلها بعد الانتخابات في أيدي ليبرمان الذي توجد بينه وبين شركاء نتنياهو الدينيين المتشددين خلافات بشأن إعفاء طلاب المعاهد الدينية اليهودية من التجنيد.