بعد 12 ساعة طيران مباشر وساعتين فى المطار وكمان اتنين فى الطريق إلى الفندق وصلت إلى نيويورك لمتابعة حضور السيد الرئيس لاجتماعات الجمعية العامة الـ74 للأمم المتحدة وكان مطلوب أن أذهب سريعا إلى حيث سيقيم الرئيس السيسى لأنه فى طريقه للوصول.
ذهبت لأجد عدد كبير من أبناء الجالية المصرية ينتظرون وصول الرئيس لساعات ولا أستطيع أن أعطيهم حقهم فى كلمات فهم مثال فى الوطنية والتجرد.
ويصل الرئيس تقريبا الساعة الحادية عشر مساء.
وترى خلية عمل أمامك من مؤسسة الرئاسة والخارجية المصرية والمخابرات العامة.
وهنا أتحدث عن الدولة المصرية التى أرى ممثلين عنها فى هذه الزيارة ، لديهم احترافية فى العمل وانسجام ودقة فى الأداء ولهم شكل مختلف عن باقى الوفود العديدة الموجوده فى نيويورك.
وعندما تتبادل أطراف الحديث مع أى من هؤلاء تجد لديه عقيدة وطنية لا تهتز.
وتبدأ فى اليوم التالى اجتماعات الرئيس والتى استضاف فيها كل من قابلهم وتلاحظ دائما فى زيارات الرئيس الخارجية هناك محاور أساسية:
المحور العربى - المحور الإفريقى - والمحور المصرى سياسيا واقتصاديا.
واعتقد أن جهات عدة تساهم فى إعداد أجندة لقاءات الرئيس خارج البلاد.
لأن الترتيبات معقدة وعدد اللقاءات كثير ومتنوع.
ويبدأ الرئيس بلقاء مدير منظمة الفاو ثم رئيس سيراليون ثم الرئيس الفلسطينى وقبله يعقد قمة مصرية أردنية عراقية وشاهدت جلالة الملك عبدالله ملك الأردن بابتسامته المعهودة وهو داخلا لمقر إقامة السيد الرئيس لحضور هذه القمة.
وما أن انتهت القمة وجدت السفير بسام راضى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية يطلع جميع الإعلامييين على أهم ما دار بها ويمدهم ببيان خرج عن هذه القمة، مضمونه يؤكد بشكل قاطع وقوف الدول المجتمعة مع السعودية فى أى تهديد لأراضيها ومع الأردن فى محاولات بعض القوى الإسرائيلية التلميح باحتلال جزء من أراضيها وأيضا لم تغب القضية الفلسطينية عن هذا البيان.
وظلت اجتماعات الرئيس من الساعات الأولى وحتى السادسة مساء تعتقد بعدها أن يوم الرئيس انتهى لكن هذا لم يحدث.
فهناك عشاء عمل مع غرفة التجارة الأمريكية حضره السيد الرئيس والسيد اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة ووزراء الخارجية والاستثمار والصحة والتضامن والبترول والبيئة ( نص الحكومة ).
وقد تلقيت دعوة لحضور هذا العشاء وأود أن أنقل لك عزيزى القارئ ما دار فى هذا الاجتماع.. حيث تستطيع أن ترى حضورا متميزا لشخص الرئيس السيسى ، تركيز شديد وتدوين لكل كلمة ، والرد على النقاط فى النقاش بموضوعية ، وتبادل الأحاديث بتواضع يثير الإعجاب.
كان لقاء رائعا تحدث فيه الرئيس ووجه رسائل لشركات بأسمائها ( ميزانيات بعضها تفوق ميزانيات دول )، مشيدا بتعاون لسنوات مع هذه الشركات ، ومؤكدا على انفتاح مصر أمام كافة أوجه الاستثمار ، وتلقى الرئيس عرضا للاستثمار فى مصر أثناء الاجتماع من رئيس إحدى الشركات الذى أشاد بما تم إنجازه فى مجال الطاقة وعرض على الرئيس أن تقوم شركته بضخ استثمارات جديدة فى محطات تحلية المياه.
كذلك صرح عدد من الحاضرين من رؤساء الشركات عن أن كل ما طلبوه العام الماضى من الرئيس بشكل مباشر قد تحقق وأغلب الطلبات كانت فى إسراع بعض الإجراءات.
كذلك لفت الرئيس النظر إلى أن مصر مهتمة بجذب استثمارات فى صناعة السيارات التى تعمل بالطاقة التظيفة ( الغاز الطبيعى ) .
تحدث الرئيس وكله فخر عن نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادى وعن برامج الحماية الاجتماعية فى مصر وعن تحمل الشعب المصرى لكثير من الصعاب.
وأوقف الرئيس حديثه فجأة ليقول : "سأعطى الفرصة لزملائى ( يقصد الوزراء ) للحديث عما قامت به مصر كل فى مجاله ويتحدث كل وزير بطريقته ويستمع إليه الرئيس بانصات واهتمام".
كان حقا اجتماعا مثمرا أتوقع أن تكون له نتائج عملية لمشروعات على الأرض فى اقرب وقت .
لينتهى الاجتماع وينتهى يوم العمل بساعاته الطويلة لننتظر اليوم التالى، حيث سيبدأ نشاط الرئيس فى السابعة صباحا.
ما أسعدنى فى رؤية موضوعية وعن قرب أننى أرى أمامى مؤسسة الرئاسة مجتمعة والرئيس نفسه وأجهزة الدولة يعملون بثقة وبموضوعية وكفاءة.
وكان لديهم هدف لن يحيدو عنه مهما كانت التحديات أو التداعيات من حولهم هذا الهدف هو كرامة أمه وعزتها وأن تحيا بلادنا مرفوعة الرأس.