تتفاقم الأزمات التى تواجهها تركيا، فقد أظهرت مؤشرات صادرة عن وزارة السياحة التركية تراجع عدد السياح بنسبة 8.12% خلال شهر مارس الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من عام 2018، وهي دلالة على أن قطاع السياحة الذي يوفر أكثر من 32 مليار دولار سنويا بحسب آخر إحصائية للعام الماضي بات يواجه أزمة كبيرة، وهو ما توقعه صندوق النقد في بيان سابق له قائلًا: "المخاوف الأمنية أضرت بإيرادات تركيا من السياحة وهي مصدر رئيسي للعملة الأجنبية".
فقد وأوضح تقرير "مباشر قطر"، أن خسائر قطاع وصلت أرقاما غير مسبوقة فقد خسرت تركيا السياحة الخليجية أو على الأقل جانب كبير منها ، ولا تعتبر هذه الخسارة بالأمر الهين، فالسائح الخليجى هو الأكثر إنفاقا وبالتالى كانت تعول عليه أنقره فيما يخص رفع العائدات السياحية .
وأكدت صحيفة ذا إيكونوميست البريطانية المتخصصة فى متابعة الشؤون الاقتصادية حول العالم، أن معاناة تركيا لم تتوقف فقط عند الأزمات المتعلقة بالعملة أو الأداء السيئ على المستوى الاقتصادى، ولكن الأمر وصل إلى ضرب السياحة فى البلاد، فتركيا التى كانت تجتذب 39 مليون سائح أجنبى سنويًا، باتت الآن تعانى بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة، والتى حذرت منها سفارة الرياض بأنقرة على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
ولفت تقرير مباشر قطر، إلى أن عدد الزوار السعوديين لتركيا انخفض بنسبة 31% خلال الربع الأول من عام 2019، وذلك وفقًا للأرقام الرسمية، حيث الضربات السياحية باتت أكثر إيلامًا لتركيا من ذى قبل، خاصة وأنها تأتى فى الوقت الذى تعانى فيه أنقرة أصلًا من ضعف واضح فى الأداء الاقتصادى، متأثرة بالعقوبات السياسية والمالية التى تفرضها الولايات المتحدة عليها.
وأشارت صحيفة "زمان" التابعة للمعارضة التركية إلى تراجع عدد السياح السعوديين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2019، بنسبة 16.96 في المائة، وذلك مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى.
وبلغ عدد السياح السعوديين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2019 نحو 370265 سائحا، فيما بلغ عددهم في الفترة نفسها من 2018 نحو 445875 سائحا.
وخلال شهر يوليو فقط، تراجع عددهم بنسبة 18.1 في المائة، إذ بلغ 135273 سائحا مقارنة بـ 165331 سائحا في يوليو 2018.
يذكر أن سفارة المملكة في تركيا شددت خلال وقت سابق، على ضرورة المحافظة على جوازات السفر والمقتنيات الثمينة، والحذر خصوصا في الأماكن العامة المزدحمة، في ظل تعرض مواطنين لحالات نشل وسرقة لجوازات سفر ومبالغ مالية في بعض المناطق من قبل عصابات تستهدف السائح السعودي.
وأشارت إلى أنه في حالة وقوع أي حادث فيجب عدم مغادرة الموقع إلى حين وصول الأجهزة الأمنية والحصول على تقرير بالحادث.
التزييف
من اللافت في موسم السياحة الماضى عزوف السعوديين عن السفر إلى تركيا، حيث كشفت أحدث الإحصاءات التي نشرتها وزارة الثقافة والسياحة التركية تراجع عدد السياح السعوديين خلال الأشهر السبعة الأولى من عام 2019م بنسبة 16،96%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وبلغ عدد السياح السعوديين خلال هذه الفترة نحو 370265 سائحاً، في حين بلغ عددهم في الفترة نفسها من 2018 م نحو 445875 سائحاً، فيما تراجعت أعدادهم خلال شهر يوليو فقط بنسبة 18،1%، إذ بلغ 135273 سائحاً مقارنة بـ 165331 سائحاً في يوليو 2018، وكشف مؤشر تراجع السياح السعوديين بتركيا من المرتبة الرابعة إلى المرتبة العاشرة".
ويؤكد الانخفاض الواضح في الأرقام أن تركيا لم تعد وجهة مرغوب بها للسعوديين لعوامل كثيرة، كان من أهمها ضعف الأمن، والتحذيرات المتتالية للسفارة السعودية بعد حوادث تعرض لها مواطنين.
وكانت سفارة المملكة بأنقرة شددت في وقت سابق على ضرورة الحذر من عمليات سرقة الجوازات والمبالغ المالية في يوليو 2019م، لتعود مرة أخرى بعد ستة أيام في الشهر نفسه لتنبه بضرورة حمل أصل جواز السفر وعدم تركه في الفندق.
وأطلقت تحذيراً لاحقاً من عمليات الاعتداء والنصب في مكاتب تأجير السيارات فى تركيا، كما حذرت من تجنب الخروج بعد غروب الشمس لمنطقتي "شيشلي" و"تقسيم".
ولم تكن التحذيرات المتتالية للسياح السعوديين فقط، حيث بادرت دول عدة لاعتبار تركيا مكاناً غير آمن للسفر، الأمر الذي ساهم في تراجع الإقبال عليها كوجهة سياحية، ولم تنجح السلطات التركية فى إخفائه والتغطية عليه، إلاّ أنّها لجأت للتلاعب في إعلان البيانات الرسمية، حيث حاولت الترويج لزيادة السياح باحتساب المواطنين الأتراك العائدين إلى أسرهم في مواسم الإجازات على أنهم سياح، حيث كشف تقرير معهد الإحصاءات التركي أنّ 6,6 مليون شخص زاروا تركيا، لكن 17,8% من هؤلاء كانوا مواطنين أتراك يقيمون في الخارج