كشفت مصادر لـ "انفراد"، أن مصر قررت إيفاد السفير هشام بدر، مساعد وزير الخارجية للشئون متعددة الأطراف، إلى تركيا لرئاسة وفد مصر فى الاجتماع الوزارى التحضيرى للقمة الاسلامية المنعقدة حالياً بمدينة اسطنبول، لافتة إلى أن وزير الخارجية سامح شكرى سيرأس وفد مصر خلال أعمال القمة وسيتولى تسليم رئاسة القمة من مصر إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وسادت خلال الأيام الماضية غموض حول موقف المشاركة المصرية فى القمة، خاصة فى ظل التوتر السياسى والدبلوماسى الشديد بين القاهرة وأنقرة فى أعقاب ثورة 30 يونيو، وتتحفظ الخارجية حتى الآن على إعلان شكل التمثيل المصرى، وهو ما أكده المستشار أحمد أبو زيد، المتحدث باسم الوزارة الذى قال لـ "انفراد" إن "مصر سوف تقرر مستوى التمثيل الملائم لها بالقمة وسيتم الإعلان عنه فى حينه"، إلا أن المصادر قالت لـ "انفراد" إن الرئاسة طلبت من شكرى رئاسة وفد مصر فى القمة.
وأشارت المصادر إلى أن تمثيل مصر فى الاجتماع الوزارى للقمة الإسلامية بمساعد وزير الخارجية لا يعد تمثيلاً منخفضاً، حيث تواترت أنباء خلال الأيام الماضية بأن التمثيل المصرى فى القمة سيقتصر على القائم بأعمال السفارة المصرية بأنقرة، إلا أن الجهود التى قامت بها السعودية والأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامى جعلت مصر تقرر رفع مستوى تمثيلها فى القمة التى ستشهد مناقشة عدد من الملفات الهامة التى تطلب على الاقل وجود وزير الخارجية فى القمة، مشيرة إلى أن وجود شكرى لا يعنى تطبيعاً للعلاقات بين القاهرة وأنقرة، وأن الأمر مقتصر على حضور أجتماعات القمة الإسلامية فقط، فى وضع مشابه لاجتماعات دولية وإقليمية سابقة خاصة بالوضع فى سوريا ومكافحة تنظيم داعش والتحالف الاسلامى الذى أعلنت عنه السعودية، جمعت مسئولين مصريين وأتراك على طاولة واحدة دون أن يحدث نقاش بينهم.
من جهته، قال السفير هشام بدر لـ "انفراد"، أنه وصل بالفعل إلى اسطنبول أمس الاثنين لحضور الاجتماعات الوزارية نيابة عن شكرى، حيث سيقوم صباح اليوم بإلقاء كلمة مصر فى الجلسة الافتتاحية بصفة القاهرة الرئيس الحالى للقمة وسيقوم عقبها بتسليم رئاسة القمة لوزير الخارجية التركى بصفة تركيا الرئيس الجديد.
وقال مساعد وزير الخارجية، إن الكلمة التى سيلقيها ستتضمن عرض لرؤية مصر تجاه قضايا المنطقة والتحديات التى تواجه العالم الإسلامى، وعلى رأسها تفشى ظاهرة الإرهاب وضرورة التكاتف لمكافحته تحت رؤية موحدة، كما ستتضمن الكلمة طرح لإنجازات مصر خلال رئاستها للقمة على مدار العامين الماضيين والتحديات التى تواجه بلدان المنطقة وعلى وجه الخصوص فلسطين وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وأشار بدر إلى أنه سيتم خلال الاجتماعات التباحث حول "وثيقة اسطنبول" البيان الختامى الذى سيصدر عن القمة.
ويعقد مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى اجتماعهم اليوم بمدينة اسطنبول ومن المقرر أن يناقشوا مشروعى جدول الأعمال وبرنامج عمل الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر القمة الإسلامى، ويدرس وزراء الخارجية الوثائق الختامية المقدمة للقمة الإسلامية والخاصة بكل من قضية فلسطين والصراع العربى الإسرائيلى، حالات النزاع فى العالم الإسلامى والهجرة، ووضعية المجتمعات المحلية المسلمة فى الدول غير الأعضاء، ومكافحة الإرهاب والتطرف العنيف، وتتضمن الوثائق المقدمة ملفات الإسلاموفوبيا والوضع الإنسانى فى العالم الإسلامى والخطة العشرية الجديدة 2015-2025 لمنظمة التعاون الإسلامى، وهى رؤية استراتيجية تتضمن أولويات محددة فى مجالات: السلم والأمن، الجوانب الإنسانية، حقوق الإنسان، دعم التنمية، تخفيف حدة الفقر، اجتثاث الأمراض الوبائية، وحقوق المرأة والشباب والأطفال والأسرة فى العالم الإسلامى، وغيرها من المجالات المهمة التى تضطلع بها المنظمة.
كما تشتمل الوثائق المطروحة أمام قمة إسطنبول تعزيز التعاون العلمى فى مجالات الصحة والتعليم العالى والبيئة بين الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى، وتعزيز التعاون الثقافى والإعلامى فى العالم الإسلامى.
ويناقش وزراء الخارجية أيضا المقترح الذى تقدمت به جمهورية أذربيجان والخاص بإنشاء فريق اتصال لمنظمة التعاون الإسلامى معنى بإقليم ناغورنو كاراباخ، ومقترح جمهورية إندونيسيا حول إنشاء فريق اتصال معنى بالسلم وفض النزاعات والذى تم اقتراحه فى الدورة الثانية والأربعين المنعقدة فى الكويت فى مايو 2015.
ويبحث مجلس وزراء الخارجية أيضا الأوضاع الراهنة فى كل من سوريا، اليمن، ليبيا، أفغانستان، الصومال، مالي، جامو وكشمير، البوسنة والهرسك، واعتداءات أرمينيا على أذربيجان، وغيرها من الدول الإسلامية التى تشهد نزاعات وأوضاع أمنية غير مستقرة، على أن يتم رفع التوصيات والمقترحات بشأن تلك القضايا إلى مؤتمر القمة الإسلامى.
من جهة أخرى، تعقد على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى، اجتماعات خاصة بفرق اتصال المنظمة المعنية بكل من جامو وكشمير ومالى وميانمار.