المرأة المصرية ترفض أكاذيب الإخوان ضد السيسى الذى جعل تمكينها فى البرلمان والحكومة واقعا، ومنحها الحماية بتشريعات جديدة، ومنحها لقب عظيمات مصر ثم توج ذلك بأن جعل عاما من أعوام هذا الوطن هو عام المرأة المصرية.
لماذا لم يدرك الإخوان أن العصافير التى كان يدقها الوشم فوق «أقفية» البعض من أهل مصر قد طارت ولن تعود؟ لماذا يظنون أن ذاكرتنا أضعف من ذاكرة السمكة، وكيف يقنعهم غباؤهم بأنهم قادرون على أن يلعبوا فى عقولنا بكل هذه البساطة التى تدفع البعض أن يصدقهم وهم يقولون الكلمة وعكسها؟
يظن معتز مطر ورفاقه من أراجوزات شاشات الإخوان أن عاقل من أهل مصر قد يصدقه، وهو يمدح الآن فى نساء مصر وسيدات مصر ويصفهن بالشجاعة ويخبرهن بأنهن الأمل فى التغيير ويحرضهن على النزول للتظاهر من أجل مصر، بينما هو معتز مطر نفسه ومن خلفه قطيع الأراجوزات الإخوانى نظموا على شاشاتهم وصفحاتهم حفلات لإهانة المرأة المصرية ووصفوا نساء وسيدات مصر بأنهم راقصات طوابير الانتخابات، وعاهرات 30 يونيو.
المتلون وبائع لسانه لمن يدفع أكتر معتز مطر يسعى فى حلقاته الأخيرة لتحريض سيدات مصر مستخدما اللطيف من الكلمات، بعد أن كان يشتم نفس السيدات بأبشع الألفاظ، يفعل ذلك بسهولة شديدة تتطابق مع منهجه فى الكذب والتلون، غافلا على أن سيدات مصر لا تنسى الإهانة ولا تستمع إلى أهل الكذب والخداع والنفاق.
على مدار السنوات الطويلة الماضية لم تجد المرأة المصرية إنصافا وتقديرا وتمكينا مثلما حدث فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، سواء على المستوى الرسمى أو الشعبى، كل الوقائع تؤكد أن الرئيس أكرم المرأة المصرية قولا وفعلا، لم يترك خطابا من خطاباته إلا وأتمه بإشادة وشكر لسيدات مصر وأمهات مصر، وصفهن بعظيمات مصر، أدرك أكثر ممن سبقوه دورهن الحيوى والهام فى دعم هذه الدولة فى طوابير الانتخابات وفى تظاهرات 30 يونيو وفى تحمل الأعباء، بالإضافة إلى دورهن الأعظم فى تقديم مشاريع أبطال وشهداء فى مواجهة الجيش والشرطة مع الدولة المصرية.
على مدار السنوات الطويلة الماضية كانت شعارات وخطابات الأنظمة المصرية السابقة قائمة على كثير من الوعود بتمكين المرأة المصرية فى الساحة السياسية ولكن الشعارات ظلت شعارات، حتى جاء الرئيس السيسى وضاعف تلك الوعود ثم نفذها وجعلها واقعا بزيادة نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان وزيادة عدد النساء فى مجلس الوزراء، وتمكين المرأة من التواجد فى المناصب الهامة داخل المصالح الحكومية، بالإضافة إلى إنصاف المرأة فى القوانين والتشريعات، ثم توج كل ذلك بأن جعل عاما من أعوام هذا الوطن هو عام المرأة المصرية.
لذا تبدو المحبة التى تحملها المرأة المصرية للرئيس السيسى أمرا طبيعيا لرجل أنصفها فى أرض الواقع بعد سنوات من التصريحات الوردية والوعود الذائفة والاتجار بشعارات تمكين المرأة، وهو الأمر الذى لم يفهمه معتز مطر ومحمد ناصر ومرتزقة إعلام الإخوان الذين يظنون أن بعض من الكلمات العاطفية قد تمكنهم من استمالة المرأة المصرية التى لا يمكن أن تنسى أبدا ثأرها مع جماعة الإخوان المسلمين ممثلا فى دماء الأبناء ومجسدا فى إهانة الإخوان للمرأة بالشتائم أو بالفتاوى التى جعلت منها لسنوات طويلة عورة وفتنة.
فى عهده الإخوان وما سبقه من سنوات حكم أنظمة سابقة كنا نقرأ الكثير من التصريحات السياسية عن دور المرأة وكونها نصف المجتمع، ثم ننزل من فوق أوراق الصفحات إلى أرض الواقع فلا نجد ولا تجد المرأة علاقة بين النصوص المكتوبة، والواقع المفروض.
البحث فى مواطن التشابه والاتفاق بين تيار الإسلام السياسى، بشقيه الإخوانى والسلفى، وتيار القوى المدنية بأطرافه الليبرالية واليسارية، وبعض من المعارضين الذين سرقوا فى غفلة من الزمن ألقاب شباب الثورة والنشطاء ، تستخلص منه نتائج قادرة على إدهاشك أكثر من «زوزو» قردة الإعلان الشهير الراقصة، بل أكثر من «الفريسكا» نفسها.
الواقع يا «سيدى ويا ستنا» يقول بأن أوجه الشبه بين هؤلاء الذين يرون أولئك كفارا وأعداءً للدين، وأولئك الذين يرون هؤلاء متطرفين ورجعيين، أكثر مما تتخيل، وتحديدا فيما يخص الأمور الفكرية والعقلية والأخلاقية، ومن بين ركام المعارك السياسية الدائرة بين تيار الإسلام السياسى، والقوى المدنية، يمكنك أن تلحظ جثة لضحية أخرى من ضحايا الصراع الدائر على «ترابيزة» النخبة المصرية، الإسلامى منها والليبرالى واليسارى.. عن المرأة المصرية نتكلم.
المرأة التى يصمت الشيوخ عن التحرش بها، بل ويحملونها الذنب، ويتجاهلون سرقة حقوقها ومواريثها، التى يغفل رموز الأحزاب المدنية والمنظمات الحقوقية الكلام عن مشاكلها الحقيقية مكتفين بنضال يحصر حريتها فى ملابسها، ومحاصرين لها فى أركان التحرش مثلما كشفت فضيحة خالد على مع بعض الناشطات.
المرأة التى قال عنها شيوخ التيار السلفى والإخوان إن لها صوتا عورة لا يجوز أن يعلو فى البيت أو ساحات السياسة، وقالوا أنه لا ولاية تجوز لها، ولا خروج من المنزل أو اختلاط أو عمل، ثم فجأة حينما حانت لحظة استغلالها أثناء اعتصام رابعة صدروها فى المسيرات المسلحة، وجعلوها تهتف وتصرخ وتخطب وتقف فوق المنصات بجوار الشيوخ بدون حجاب ، ثم يخططون الأن لإستغلالها من جديد ، هى نفسها المرأة التى يتفنن أهل التيار المدنى فى الحديث عن دورها فى الحياة والتاريخ المصرى والعملية الانتخابية، وحينما تحين لحظة الحقيقة وتوزيع مناصب السلطة فى الأحزاب أو المنظمات الحقوقية أو الحركات السياسية أو الشركات يتهرب الجميع منها وكأنها لم تكن.
النتاج الحقيقى لسنوات ماقبل حكم الرئيس السيسى يقول بأن الخاسر الأكبر هى المرأة المصرية التى كانت – وللغرابة – الأكثر مشاركة، والأكثر حماسة فى المظاهرات، وفى طوابير الانتخابات، ومع ذلك أفقدوها الشعور بالأمان والحماية والرجولة، حينما تركوها عرضة لإفيهات مجتمع عنصرى وفريسة لألسنة الإخوان المسلمين ونشطاء تافهين على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى، وأهملوا حمايتها من التحرش فى العمل والشوارع وكأن نخوة لم تزرع فى أرواحهم من الرب.
الفترة الماضية تعرضت المرأة المصرية لأبشع أنواع الاستغلال من قبل التيارين، «الإخوان والسلفيون الذين يرون فى صوتها عورة، وفى خروجها للشارع فتنة، وهى بالنسبة لهم فى عالم السياسة أداة يحركونها لطرق أبواب البيوت من أجل إقناع الغلابة بخططهم ومرشحيهم وتظاهراتهم، بينما الإخوة فى الأحزاب المدنية استغلوها بتحويلها إلى أداة للتخويف من الإسلاميين، والترويج لفتاوى الجهل الخاصة بضرب النساء، ومنعها من الخروج، من أجل ترويع الشارع من الإسلاميين دون أن يتطوع أحد من أهل التيار الليبرالى ليفسر للناس أين كانت المرأة من قوائمهم الانتخابية، وأين هى المرأة من المناصب القيادية فى الأحزاب والحركات السياسية.
للأسف الشديد، لا فارق فى وجهات النظر بين أصحاب اللحى الذين لا يرون للنساء سوى طريق واحد هو البيت والزوج ومادة للإستغلال فى المظاهرات، وأصحاب شعارات الحرية الذين لا يقول واقعهم المقهورة فيه المرأة، والموجودة على هامشه دوما، ما تقوله شعاراتهم وكتبهم وندواتهم عنها.
للأسف لا فرق.. المتطرفون يجتهدون فى الإفتاء بأن المرأة عورة، لا مكان لها سوى البيت حتى يشعر معها بلذة الامتلاك الفردى، والليبراليون – أو من يدعون ذلك – يجتهدون فى إقناع المرأة بحريتها وتفردها، وعظمة إبراز جمالها حتى تصبح الرحلة معها سهلة.
وبين أطماع هؤلاء وجشع أولئك، تبقى المرأة المصرية الحقيقية التى تعول أسرًا، وتزرع حقولاً، وتملأ الشوراع بحثا عن رزق أو طموح، تائهة بين صور الأبيض والأسود التى تظهر فيها أمك وأمى، وجدتك وجدتى قويات باسمات ملكات لا تخجل الواحدة منهن من ملابسها، سواء طالت أم قصرت، ولا تضطر الواحدة فيهن لتقديم أى تفسير عن طبيعة قصة شعرها أو حجم فستانها، حتى النموذج الذى جعلوه رائجا للتدليل على ضعف المرأة المصرية وخضوعها، وهو نموذج الست «أمينة»، لم يكن أبدا بهذا الضعف والخضوع، بل كانت «أمينة» وبنات عصرها أقدر على صياغة نموذج جامع ما بين الهدوء والحنية والذكاء لإدارة المنزل، والحياة بطريقة يتخيل معها الرجل المصرى أنه كان «سى السيد»، ولكنه فى الحقيقة كائن يصاب بالضعف والشلل إذا غابت «أمينة» عن المنزل أو حياته!