تحولت تركيا مع الوقت فى ظل استمرار الحكم القمعى والفساد الذى يمارسه الرئيس التركى رجب طيب أردوغان ضدها، إلى عزبة يتحكم فيها هو وعائلته وأصدقاؤه، ويسيرون بها فى الاتجاهات التى يريدونها، فمن وقائع فساد وإهدار مال عام إلى تعيين الأقارب والأصدقاء، تتزايد الجرائم التى يمارسها أردوغان ضد بلاده.
أبرز تلك الوقائع كانت فى يونيو الماضى عندما أقدم أردوغان، على تعيين المستشار الصحفى للخطوط الجوية التركية يحيى أوستون عضوًا فى مجلس إدارة 40 شركة قررت الحكومة السيطرة عليها بدعوى صلتها بالانقلاب الفاشل فى 2016.
صحيفة الزمان التابعة للمعارضة التركية، قالت حينها إن على كيديك، عضو مجلس الإدارة فى بلدية إسطنبول من حزب الخير، أكد أن المستشار الصحفى للخطوط الجوية التركية يحيى أوستون هو عضو فى مجلس إدارة 40 شركة تحت الوصاية القضائية، ساخرًا: "إنه رجل عظيم وذى خبرات لا تعد ولا تحصى بحيث يستطيع أن يكون عضوًا فى مجلس إدارة 40 شركة استولت عليها الحكومة!"، على حد تعبيره.
وفى ذات الشهر أيضا، كشف تقرير لديوان المحاسبة التركى، عن وقائع إهدار للمال العام فى شركة إدارة وتشغيل مواقف السيارات، التابعة لبلدية اسطنبول الكبرى، حيث تكبدت خسائر بلغت نحو 3 ملايين ليرة تركى، وذلك استمرار لنفس الفساد وإهدار أموال الشعب التركي تحت كل حجر فى بلدية إسطنبول، التى هيمن عليها حزب العدالة والتنمية، منذ وصوله إلى السلطة، وهو ما يفسر سر تمسك رجب إردوغان بمقعد المدينة، ومحاولة إقصاء أكرم إمام أوغلو.
ولفت ديوان المحاسبة التركى إلى أن الوحدات الإعلانية فى موقف السيارات تم تشغيلها بشكل غير قانونى فى "إس بارك"، بالإضافة إلى تشغيل عشرات السيارات غير المرخصة، وتزويد النواب بمرافق مجانية لوقوف السيارات، موضحا أن وجود بعض مواقف السيارات المكشوفة والمغطاة، والتى تديرها الشركة تعمل دون ترخيص، يصل عددها نحو 173 من أصل 225 موقفا، وأكد على ضرورة حصولها على التراخيص من بلدية إسطنبول، كما أثبت تقرير ديوان المحاسبة، أن "إس بارك" تكبدت خسائر تقدر بـ 2 مليون و776 ألف ليرة، فى العام 2017، بسبب المواقف المجانية للسيارات.
وفى نوفمبر 2017 نشر رئيس الحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، كمال كليتشدار أوغلو وثائق تتعلق بملايين الدولارات التى أرسلتها أسرة الرئيس رجب طيب أردوغان وأقاربه خارج تركيا، حيث ذكرت صحيفة "زمان" التركية المعارضة، حينها أنه خلال اجتماع مجموعة نواب الحزب، أظهر كليتشدار أوغلو إيصالات تتعلق بملايين الدولارات التى أرسلها نجل أردوغان وشقيقه وصهره ومدير قلمه الخاص السابق فى عام 2011 إلى شركة فى دولة مالطا حيث الملاذات الضريبية الآمنة هناك.
وكشف رئيس الحزب الشعب الجمهورى التركى المعارض، عن إرسال كل من بوراق أردوغان نجل أردوغان ومصطفى أردوغان شقيق أردوغان وضياء ألجين صهر أردوغان وعثمان كيتينجي صهر أردوغان ومصطفى جوندوغدو مدير قلمه الخاص السابق مبالغ مالية ضخمة إلى شركة في مالطا.