آدم..فيلم يرصد معاناة المرأة دون هجوم على الرجل..بطلة الفيلم:محاولة قتل رضيعى كانت المشهد الأصعب..والمخرجة مريم توزانى:عايشت أحداث العمل على أرض الواقع ..والمنتج سعيد بترشيح المغرب للفيلم فى اختيارات

- نسرين الراضى: أتمنى العمل فى مصر وفخورة بجائزة مينا مسعود ومن فرحتى «وقعت على الأرض» - المخرجة مريم توزانى: عايشت أحداث «آدم» فى الواقع - المنتج نبيل عيوش: فخور بترشيح المغرب للفيلم فى اختيارات الأوسكار تزخر السينما فى البلاد العربية وغيرها من بلاد العالم، بالعديد من الأفلام التى يمكن تصنيفها كفيلم «نسوى»، لكنها تصب فى أغلب الأحيان وبشكل تقليدى فى إلقاء اللوم على الرجل، فهو دوما الفاعل سلبا فى تلك الأفلام والذى تنسج حوله القصة وبناء الشخصيات بشكل يدفع بأن الرجل هو المسؤول الأساسى عن معاناة المرأة فى الحياة، لكن الفيلم المغربى «آدم» والذى عرض ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائى فى دورته الثالثة، هو واحد من أجمل ما قدمته السينما المغربية فى السنوات الأخيرة، فهو عمل فنى متكامل يحمل الكثير والكثير من المشاعر الإنسانية والكثير من المباريات التمثيلة ووجهة نظر لمخرجة تعى جيدا ماذا تقول من خلال العمل. آدم جمع بين العديد من عناصر التميز.. قصة مشوقة لسيدتين كل منهما لها مشاكلها وأزماتها وصراعاتها مع الحياة، الأولى عبلة تعانى ألم الفقد وتقف حياتها عند رحيل زوجها فى حادث والأخرى سامية سيدة حامل فى شهورها الأخيرة تبحث عن عمل ومكان يضلل عليها تنام فيه، ولا تبالى مخرجة الفيلم مريم التوزانى بتفاصيل ما حدث لسامية من أين حملت جنينها ولماذا وصلت إلى هذه الحال، بل اهتمت فقط بنتاج علاقتها الذى أسفر عن جنين ينمو فى أحشائها ومصير مجهول لمستقبلها ومستقبله معاها. تلقى التوزانى اللوم على رجل فيما وصلت له بطلة العمل سامية بل تجاوزت تاريخ الشخصية باحثة عن أمر أهم وهو كيف ستواجه تلك المرأة الحياة بينما ينمو داخلها حياة جديدة تتمثل فى طفلها الذى ينتظر رؤية هذا العالم الصاخب بعدما كان فقط يسمع عنه، وهو داخل رحمها. بنعومة شديدة تارة وبعنف تارة أخرى تأخذنا التوزانى وسط موجات من المشاعر الإنسانية المتفردة، حيث تغوص داخل المرأة العربية التى ربما هى واحدة من أقوى نساء العالم، فهى قادرة على مواجهة الحياة بصعوباتها وصراعاتها كضلع لين قادر على تحمل الكثير من الضغط، لكنه من المؤكد له طاقة وقد ينكسر لأهون سبب لكنها لا تعرف الاستسلام. محطات عدة استقبلت عرض الفيلم المغربى آدم، حيث عرض ضمن فعاليات مهرجان «كان» السينمائى فى مايو الماضى، ثم مهرجان تورونتو بداية سبتمبر الجارى، فيما يعرض ضمن فعاليات مهرجان زيورخ بدورته المقبلة إضافة إلى عرضه بمهرجان شيكاغو الذى يستقبل الفيلم فى أكتوبر المقبل. «انفراد» التقت النجمة المغربية نسرين الراضى إحدى بطلات فيلم آدم أثناء وجودها برفقة صناع العمل بمهرجان الجونة، حيث يشارك العمل بالمسابقة الرسمية للمهرجان، وتحدثت نسرين عن العديد من الأمور، منها ترشيح المغرب للفيلم ليكون ضمن اختيارت جائزة الأوسكار لفئة أفضل فيلم أجنبى، إضافة إلى كواليس قبولها الدور واستقبال الجمهور للعمل بالجونة.. وإليكم نص الحوار: ما الذى دفعك لقبول لعب شخصية «سامية» التى تحمل الكثير من التفاصيل الصعبة والمركبة؟ شخصية «سامية» التى قدمتها فى فيلم «آدم» شخصية تنتمى إلى عالمى وإلى الشخصيات التى أحب أن أقدمها على الشاشة، فأى ممثل حقيقى يتمنى أن يعرض عليه دور كهذا، لأنه بكل تأكيد سيكون فرصة كبيرة ليعبر من خلالها عن موهبته وقدرته على التمثيل، وعندما عرضت على مخرجة الفيلم العمل وقعت فى غرام الشخصية ورغم أننى كنت فى إجازة بأوروبا فإن الشخصية كانت بصحبتى طوال الوقت إلى أن عدت وبدأنا العمل. وكيف كانت استعداداتك للشخصية؟ بالتعاون مع المخرجة مريم توزانى طبعا ومع الفنانة لبنى أزابال حيث عقدنا جلسات عمل كثيرة ولم نترك أى شىء للصدفة حتى حلويات الرزيزة المغربية التى كنت أعجنها بالفيلم جاءت سيدة لعدة أسابيع تعلمنى كيف أقوم بها ليصدقنى الجمهور على الشاشة. هل تستهويك الأفلام النسوية أو الأفلام التى تناقش قضايا المرأة عموما؟ لا أبدا.. الأمر صدفة، ولكن لا توجد مشكلة أبدا فى تقديم كل القضايا التى تهم المرأة فى عمل سينمائى هى جزء من واقع المجتمع. ألم تشعرى بالخوف من الهجوم عليك بسبب مشهد «إرضاع» طفلك بالفيلم على الشاشة؟ مشهد الرضاعة هو مشهد عادى، وبالشارع نرى نساء يرضعن أطفلهن، وهو مشهد ليس بجديد على السينما العربية عموما ولا أعتبره جريئا، فالمخرجة قدمته بنعومة شديدة ودون فجاجة وتعمدت أن تعلى من صوت دقات قلبى بمصاحبة الموسيقى لتوصل للمشاهد كيف أن قيامها بإرضاع الطفل أعاد لها جزءا من الحياة ومنحها بهجة. كيف كانت كواليس الفيلم خاصة أن أغلب المشاهد تجمعك بالفنانة لبنى أزابال؟ الكواليس كانت رائعة، ومن المؤكد أن وجودى معها فى أغلب المشاهد هو مسؤولية كبيرة، ولكننا حضرنا سويا المشاهد وجمعتنى بها صداقة قوية لم تكن موجودة قبل تصوير العمل، فأنا كنت أعرفها كممثلة أحترمها وأحب أعمالها، ولكن الصداقة بيننا نشأت داخل كواليس العمل وتدربنا على مشاهدنا على طريقة المسرح، لأن التمثيل بالفيلم كان صعبا، ولا يمكن أن تحفظ مشاهدك وتدخل إلى اللوكيشن لتصور فقط، وإنما الأمر كان يحتاج لمجهود كبير خاصة أن المشاهد بها الكثير من الدراما النفسية، مثل المشهد الذى جمعنى بها فى الفيلم أثناء قيامى بتشغيل أغنية بتونس بيك للمطربة وردة وهى الأغنية التى تذكرها بالبهجة وحالة الحب التى كانت تعيش فيها قبل رحيل زوجها فهو واحد من المشاهد التى تأثرت بها كثيرا، لأنها كانت تحارب نفسها للتغلب على الحزن إلى أن استسلمت وأعطت نفسها فرصة للحياة من جديد. كيف استطعتِ تقديم مشهد محاولة قتل رضيعك بالفيلم وعمره لا يتجاوز أياما؟ هذا المشهد من أكثر المشاهد التى تطلبت منى مجهودا نفسيا وعصبيا، فاصعب شىء هو التعامل مع الأطفال، خاصة إذا كانوا فى هذا العمر وكنت أخشى التعامل معه، لكن عفويتى شجعتنى على التصوير والتعامل معه وكانت والدته معنا فى اللوكيشن طوال الوقت. وهل كان من السهل عليك تقديم هذا المشهد؟ لم يكن سهلا بالطبع، وكنا نستخدم دمية فى اللقطات التى أحاول فيها قتله. ولكن ألم تخشوا أن تهاجمكم مؤسسات حماية ورعاية الأطفال؟ لا.. لأنه مشهد واقعى فهناك الكثير من الأمهات اللاتى يتخلصن من أطفالهن نتيجة الظروف التى تحيط بهن، كما أننا استعنا بدمية أثناء تجسيد هذا المشهد تحديدا وليس طفلا حقيقية. ألا ترين أن شخصية سامية كان المشاهد يحتاج لأن يتعرف على تاريخها وما الذى أوصلها لتلك المرحلة؟ هذا هو أول سؤال سألته للمخرجة فور قبولى الدور، لأنه من الجيد أن تعرف خلفيات الشخصية التى تلعبها لتعرف كيف تجسد الشخصية وكيف هى انفعالاتها وتصرفاتها وغيرها من الأمور الهامة للدور، ولكن المخرجة فضلت ألا تذكر على الشاشة أى خلفيات للشخصية لأنها تتحدث عن النتيجة. كيف استقبلت خبر ترشيح المغرب الفيلم ليكون خيارا أمام لجنة الأوسكار فى ترشيحاتها؟ فرحت بذلك أكيد، ولكن شعرت أيضا بالمسؤولية لأنه لا بد أن أحافظ على ذلك المستوى وألا أقل عنه أبدا. ألم تفكرى فى التواجد فى مصر وخوض تجارب سينمائية هنا؟ أنا أحب مصر كثيرا وأحب أن أشارك فى السينما المصرية، ليس لدى تجارب حاليا، ولا بالوطن العربى، لكننى قدمت تجارب فى فرنسا، فالمجال بأوروبا به فرص أكبر للممثلين من المغرب والجزائز وتونس، لكن إن شاء الله يكون لى نصيب فى مصر، خاصة بعد أن حصلت على جائزة مؤسسة eda التى قدمها لى مينا مسعود فى حفل افتتاح مهرجان الجونة فهى شرف كبير لى ومن فرحتى «وقعت على الأرض» أثناء ذهابى لاستلام الجائزة، لأننى دعيت لحضور حفل الافتتاح، ولم أكن أعرف أننى سأتسلم جائزة وتفاجأت بأن مينا مسعود ينادى على اسمى، ويطلب منى الحضور إلى المسرح وهو ما أربكنى، وأنا فخورة بهذه الجائزة لأنها تدعم الممثلين من أعراق مختلفة للوصول إلى العالمية والعمل فى هوليوود. المخرجة مريم توزانى.. - «العمل لم يكن مجرد فكرة جاءت لى وقمت بتنفيذها، إنما هو واقع عايشته وظروف تأثرت بها».. بهذه الكلمات تحدثت مريم توزانى مخرجة فيلم «آدم»، مضيفة أنها عاصرت قصة الفيلم فى الواقع وظلت القصة عالقة فى ذهنها إلى أن قررت أن تقدمها إلى الشاشة لتترجم كل المشاعر التى اختزلتها بداخلها كل هذه السنوات. وعما إذا كانت شخصية «وردة» الطفلة بالفيلم هى الأقرب لها باعتبارها شاهدة فى صغرها على قصة مشابهة للفيلم، قالت مريم إنها قريبة للثلاث شخصيات فى الفيلم: الطفلة وردة والسيدتين سامية وعبلة، لأنها جربت المشاعر التى عاشها الثلاثة فى مراحل مختلفة من عمرها، الأولى عندما كانت طفلة والثانية عندما أصبحت أما، واختبرت مشاعر الأمومة والثالثة عندما جربت شعور الفقد والموت الذى يحرم الإنسان من وداع أحبائه قبل الرحيل. وعن اختيار الممثلات اللاتى جسدن الشخصيات قالت مريم توزانى، إنها تعرف الممثلة لبنى أزابال والتى جسدت دور عبلة، من خلال أعمالها وتحترمها وتحترم موهبتها الكبيرة، وتتأثر كثيرا بتمثيلها على الشاشة، أما نسرين الراضى والتى لعبت دور سامية، فتقول توزانى إنها إنسانة حقيقية، وإنها هى من كانت تبحث عنها لأنها لديها موهبة كبيرة وصادقة، وفيما يتعلق بالطفلة «دعاء» التى جسدت دور وردة فتوضح أنها قامت بمقابلة العديد من الفتيات لكنها لم تصل لما تريد ولكن بالصدفة التقت بها وكانت خجولة ولكنها تفهمت الشخصية واستطاعت أن تقدمها على الشاشة. المنتج نبيل عيوش.. - وحول إمكانية نجاح الفيلم عند عرضه على المستوى التجارى، قال المنتج نبيل عيوش، إن الفيلم يعبر عن الكثير من العائلات والأسر، وإن الجمهور تعايش مع القصة، وإنه واثق أنه العمل سينجح فى دور العرض، موضحا أنه جار حاليا العديد من النقاشات والعروض بشأن ما إذا كان سيتم العرض فى مصر والوطن العربى أو من خلال منصات عروض الأفلام المختلفة، مضيفا أنه من المؤكد سيتم دراسة تلك العروض واختيار الأنسب. وفيما يتعلق بترشيح المغرب الفيلم ليمثلها فى اختيارات الأوسكار قال نبيل عيوش منتج العمل، إنه لم يفاجأ بالأمر لأن الفيلم يستحق ذلك وهو يعتبر أول فيلم للنساء يتم اختياره للترشح من قبل المغرب، مؤكدا أنه فخور بذلك وفخور بما قدمته مريم توزانى فى الفيلم.














الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;