القناة روجت لحزب الله أثناء "عناقيد الغضب"..
الجزيرة أحرجت من قطر..
الزرعونى: القناة القطرية لديها ما يشبه جهاز استخبارات..
"وحيدا فى الجزيرة..تجربة أدبية خاضها الإعلامى الإماراتى طارق الزرعونى الذى وثّق فترة تواجده وعمله بقناة الجزيرة الفضائية..كتاب يكشف أسرار وكواليس ما يجرى داخل القناة التى أصبحت فى السنوات الأخيرة مسار جدل فى أوطاننا العربية لمواقفها وسياستها التخريبية والهدامة لوطننا العربى."
وكشف الإعلامى الإماراتى طارق الزرعونى خلال ندوة "انفراد" أن لها مخطط فى منطقة الشرق الأوسط وعملت على تعبئة شباب الوطن العربى للخروج على الحكام العرب وضياع الأمن والأمان، مؤكدا أن قناة الجزيرة جهزت الجيل الحالى من الشباب وهو جيل الفيسبوك.
ما هو سبب تأليفك لكتاب وحيدا فى الجزيرة ؟ ومن أين جاءت تسمية الكتاب؟
بداية قناة الجزيرة بدأت أقنعتها تتساقط واحد تلو الآخر خصوصا بعد ثورات الربيع العربى، تركت الجزيرة فى عام 2004 وكنت أحب القناة لأنها تمثل المصداقية والشفافية فى الإعلام العربى، قناة الجزيرة بعد 2010 وضح تماما مخططها وهو الشرق الأوسط التعيس الذى أشارت له كونداليزا رايس والتى كانت تروج له وتعبئة شباب الوطن العربى من 2002 الى 2010 للخروج على الحكام العرب وضيعوا الأمن والأمان والفساد حتى تعبئة الجزء الفاضى من العقول العربية، جهزت الجزيرة الجيل الحالى وهو جيل الفيسبوك وقامت باشتعال الشرارة فى تونس، إلى اليوم الأمن فى تونس مذبذب، فالقارة الأوروبية تتميز بالأمن الذى يوفر مناخ الاستثمار فتوفير الأمن والأمان بمثابة العصب الأساسى للحياة وليس الحرية ، فما حدث فى الدول العربية قتل ودمار.
الجزيرة قامت بإعلان إسقاط بغداد قبل سقوطها عام 2003 ؟
للأسف أنا من أعلن سقوط العاصمة بغداد فى 20 مارس 2003، وكنت المذيع الذى أعلن الخبر وكان مصدره مكتب الجزيرة فى العراق وأول ما شعروا أن صدام ومحمد سعيد الصحاف توارو عن الأنظار فقاموا بنشر الخبر، والموضوع فى حد ذاته كان أكبر منى ومن أى شخص آخر وأكبر من الجزيرة نفسها.
وأحب أن أشير إلى أن أى شئ فى الجزيرة غامض ففى حالة تتبعك لخيوط الحقيقة ترى هالة كهربائية غامضة تسحق من حولها، وترى فى الجزيرة إتجاه ثم تجد إتجاه آخر ما بين إسلامى وشيوعى فالجزيرة تجمع كوادر إسلامية وإخوانية وملحدين، فهى تجمع هذه الوجوه، فالجزيرة مشروع تفريق وليس وحدوى.
ولا أعتقد أن سياسة دولة قطر هى سياسة الجزيرة مستحيل.. كل عاقل يعلم أن الجزيرة أكبر من قطر.
هل استراتيجية الجزيرة فى التعامل مع الأحداث كانت استراتيجية دولة أم ماذا ؟
قناة الجزيرة هى مشروع تفتيت الجسد العربى اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
من وراء المشروع ؟
المشاهد الكريم سيعلم أن قوى عظمى وكبرى تقف وراء المشروع فهم ليسوا خاطئين فهم لديهم مشروعات ومصالح.
وللنظر إلى دولة الإمارات من الداخل وإلى نظام الدولة ووجود جيش قوى تمكن من تحرير جزء كبير جدا من اليمن عندما تخلى الأمريكان عنا، وقد تعلمنا من المصريين بأن نحرر بلادنا بأيدينا، فالجيش المصرى هو من حرر سيناء، فالأمن القومى للإمارات استدعى الحرب فى اليمن.
ونحن نفتت أنفسنا بأنفسنا مصر والسعودية والإمارات تعرضت للإرهاب، فلابد من مشروع نهضوى ثقافى لكل دولة من الدول فلو عملت الدول العربية وفق استراتيجية محددة من خلال جامعة الدولة العربية والمؤسسات العربية، فعقب عام 1996 تراجعت أعداد السياحة العربية.
بالنسبة لعناقيد الغضب فقد تبرع السنة فى لبنان للجنوبيين ببيوتهم وكان هناك احتلال من أنصار حزب الله للضاحية الجنوبية وتحويلها لمدينه إيرانية صفوية بالتالى خدمت حزب الله أن وسعت الرقعة الجغرافية للشيعه حتى وصلوا لنصف بيروت وبسط سيطرة حزب الله من شبعا جنوبا حتى الضاحية الجنوبية، لذلك هى خدمة المخطط الإيرانى فى لبنان والذى أظهر نصر الله على أنه بطل مجاهد هو وعصابته طبعا الجزيرة وبرنامج حوار مفتوح منذ 2005 حتى 2011.
ما هو سبب انسحابك من قناة الجزيرة ؟
انسحابى كان لعدة أسباب منها مضايقات شديدة من الإخوان وحصلت على عرض من قناة الحرة الأمريكية، ذهبت لأمريكا وتخرجت من جامعة سنترال أركنسا الأمريكية وكان لدى مشروع تعليمى.
كيف كانت تجرى آلية العمل فى الجزيرة ؟
العمل يجرى مثل أى غرفة أخبار فى أى قناة فهى تعمل وفق آلية واحدة الأجندة الخفية كانت تحبك فى أماكن أخرى كانت هناك هيئة تحرير وصياغة أخبار بشكل معين..أنا كمقدم كان يطلب منى المتابعة وأن نتناول القصة من زاوية محددة تطلب منا ومن رئيس التبادل الاخبارى والذى يعطى سير القصة وأى وتر فيها يتم العمل، الجزيرة أكبر من قطر فهى عبارة عن جسم كبير وجد فى الدوحة فى مرحلة إعلامية وانتقلت لمرحلة أخرى.
أجندة الجزيرة العليا تدار من خارج قطر فهى تريد الإخوان أن تسيطر فى الوقت الراهن وسيأتى يوم أن يسيطر حزب الله والهوى الإيرانى، قناة الجزيرة سياستها خبيثة تساند السنة فى العراق وتهاجم الحشد الشعبى لإفراز جيل شيعى وسنى متطرف.
الجزيرة قدمت خدمة كبيرة لأمريكا عقب ضرب برجى التجارة فقد أعطت واشنطن دولتى أفغانستان والعراق عقب قصف البرجين، دينك الحنيف مختطف من قبل الجزيرة ومن شابهها ديننا مختطف من القاعدة وأصبح الإخوان هم من يعطون صكوك المتدين، فالدين مختطف والثقافة والأفق الإخبارى مختطف ولابد من مشروع نهضوى للأمة.
ويجب أن تعمل مصر على الابتكار وعلى العلماء وعلى الشباب وفى الرياضة مثلما كثفنا عملنا على "الثورجية" الذين أضاعوا مقدرات الأمة، فلابد أن نعمل على الثقافة والعلم وأن نعمل فى المجال العسكرى والمعلوماتى، فعلينا عدم تسييس القضايا والسلبيات فى مجتمعنا.
فأين أخلاقيات الإعلام واختيار الشخصيات وما يقدم للعالم العربى فلا يوجد أصعب من الحروب التى جرت فى أوروبا وهى مدسوسة، فالغرب يحترم الثقافة وهى أخلاقيات الإعلام.
لماذا قامت الجزيرة بتعزيز فكرة القبلية داخل الوطن العربى؟ وما هو الهدف من ذلك ؟
القناة ترفع شعار منبر من لا منبر له الرأى والرأى الآخر فهى توفر المنابر للأقليات، تروج لقضايا الأكراد ولاسيما أكراد العراق وروجت حقهم فى الحكم الذاتى، فالجزيرة تريد إنفصال العراق وكل هذا يصب لمصلحة إيران وأنصارها.
وكان يجب على العرب ودول المنطقة العمل على إضعاف صدام حسين وليس عزله فقد كان له موقف مشرف ضد إيران وما كان يجب أن يكون هذا مصيره.
قناة الجزيرة اختارت قطر بسبب الهدوء السياسى والفكرى وعدم وجود مشكلات لديهم. قطر لا يوجد لديها أشياء يتحدث عنها الإعلام فالمشكلة الأخيرة الخاصة بحقوق العمال الأجانب قاموا بحلها سريعا.
وقطر لها يد داخل الجزيرة لكنها لا تسيطر عليها فـ"حمد بن ثامر" رئيس شرفى داخل الجزيرة، والقناة عبارة عن مجمع عالمى إعلامى جاء فى هذا المكان بشئ غير معلن ومتشارك مع الحكومة القطرية بأننا نكون غامضين تحت ستار الجزيرة ودون أن يتم كشفه.
عندما حدث شبه تقارب بين قطر ومصر منذ أكثر من عام تم إغلاق الجزيرة مباشر مصر؟
لا تنسى أن الجزيرة فى قطر، وقد يكون هناك ضغوط عليهم حتى يغلقوها لكن الجزيرة لن تخرج من قطر لأنها متجذرة والسؤال الآن لماذا أغلقت الجزيرة بثها من أمريكا؟، الإجابة لكى تتفرغ للمنطقة العربية، فقد أنهت مهمتها فى الولايات المتحدة وخربت على المسلمين فى أوروبا بعد أن رسمت صورة سيئة للمسلمين والعرب هناك.والحكومة القطرية يتنافى مع إيمانها الإعلام الحر وبلا حدود.
غزو أى بلد يأتى من الإعلام والفكر، اليوم عندما تريد أن تسيطر على أى مجتمع ضع منبر إعلامى وبعد ذلك تستطيع السيطرة بسهولة، وهذا ما حدث بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعى فهذا أكبر مشروع للعولمة.
فى يوم من الأيام أحببت الجزيرة حب غير طبيعى كنت ليل ونهار أتابعها، كنت خريج إعلام وجائتنى الفرصة للعمل فيها وكانت بالنسبة لى كالذى دخل الجنة، لأنها فى ذلك الوقت كانت هى الأبرز على الساحة الإعلامية ولم يكن لها أى منافس.
انت قرأت المشهد الإعلامى بشكل كبير..ما خلاصة التجربة الإعلامية لك؟
أتمنى أن يكون الإعلام معرفى وكله إيجابيات مثل قناة "ناشيونال جيوجرافيك" التى تبث المعرفة والتنوير وتبث الأشياء الإيجابية.
ولا يمكن أن تؤمن بإغلاق العقول لأن الممنوع مرغوب، لكن يجب أن يكون هناك توعية، فأنا أدعو لتدشين منتدى عربى يكون عبارة عن جوائز للقنوات وتحديد أسوأ القنوات وأفضلها حتى يتم عمل منظومة كاملة تسير عليها القنوات الفضائية.
لقد اقترحت منذ فترة فكرة عبارة عن منتدى سنوى أو كل عامين مرة واحدة عن الإعلام الاجتماعى واختيار أيضا أفضل مدون بتويتر وصاحب أفضل فيلم على اليوتيوب، وكذلك أجمل صورة فى الانستجرام ويكون لها جوائز كبيرة لكى نحث الشباب على الابتكار والتفكير فى الأشياء الإيجابية بحافز كبير ونطلق عليها "جائزة الإعلام الافتراضى".
وبالتالى نخلق جيل شامل بعد عدة سنوات لديه فكر ووعى ومعرفة ، ومن هنا يتم
استغلال السوشيال ميديا فى أشياء إيجابية.
يوجد فى الإمارات الآن وزير سعادة، لماذا لا يحدث هذا فى مصر، فالقاهرة منذ 50 عاما هى التى علمتنا نحن فى الإمارات، كنا نعرف المصرى بأنه عبارة عن مدرس يعلم ويبنى جامع ويعلمنا الصلاة، ومصر لديها إمكانيات كبيرة لإقامة مثل هذا المنتدى وهى قادرة على ذلك.
ما هي الحلول لمواجهة فكر الجزيرة خلال الفترة المقبلة؟
هناك أسلوب مقاطعة كأنك تلغى القناة من الرسيسفير كأى قناة خليعة، ولكنها تغازل المشاهد وتقوم بدور الصياد لجذب المشاهدين من خلال عرض القضايا التى تجذبهم، وهناك شئ آخر لمواجهتها من خلال جهاز إعلامى واعى وكبير لمواجهتهم.
وقناة الجزيرة لديها علاقات واسعة متشعبة يصعب إدراكها وعلاقات مشبوهه غامضة مع أجهزة مخابرات وعصابات وتنظيمات إرهابية لذلك ترى أحيانا إنها تنشر معلومات غاية فى الدقة والأهمية مثل ما فعلت ونشرت الكثير من المعلومات فى برنامج الصندوق الأسود خصوصا حلقة نورى المالكى رئيس وزراء العراق الأسابق والرئيس عبد ربه منصور هادى الرئيس اليمنى.
هذا له أهداف استراتيجية فى ترسيخ مصداقية الجزيرة فى العقل العربى لمزيد من الدمار الشامل فى المنطقة العربية.