أعادت التسريبات الأخيرة التى بثتها وسائل الإعلام والقنوات المصرية كشفت فيها محاولات الإخوان استهداف سيارات القضاة، الحديث حول تاريخ الجماعة الدموى ضد القضاة منذ عهد مؤسس الجماعة حسن البنا، والتصريحات التهديدية التى كانت تطلقها الجماعة ، حيث كشف خبراء التاريخ الدموى للتنظيم وجرائمه منذ أربعينيات القرن الماضى وحتى الآن.
الإعلامى خالد أبو بكر، فى وقت سابق عرض خلال برنامجه "الحياة اليوم" المذاع على شاشة "الحياة"، تقريرًا لملخص تسريبات الإخوان لإشاعة الفوضى فى مصر، وأبرزها تسريب الإخوانى أسامة عمر مع مسئول لجان الحراك يفضح مخططاتهم لإشاعة الفوضى فى مصر واستهداف سيارات القضاة.
الاخوان لهم تاريخ طويل مع الاغتيالات
فى هذا السياق قال ابراهيم ربيع، القيادى الاخوانى السابق، والخبير فى شئون الجماعات الإرهابية، إن الاخوان لهم تاريخ طويل مع الاغتيالات، وأن تهديدهم باستهداف القضاة ، هو أمر ليس بهذه الجماعة المتورطة فى العديد من أعمال العنف والإرهاب، فهذه الجماعة الإرهابية هم الأم للحركات والتنظيمات الإرهابية التى نشأت في الفترة الماضية، وأن كل تهديدات هذه الجماعة ضمن مخططات يقودها التنظيم الدولى لارتكاب الجرائم الإرهابية لتدمير الدولة المصرية.
وأضاف ، القيادى الاخوانى السابق، والخبير فى شئون الجماعات الإرهابية ، أن الجماعة منذ تأسيسها على يد حسن البنا وهى متورطة فى العديد من أعمال العنف والاغتيالات السياسية ، وغيرها من العمليات الإرهابية المتنوعة، فتاريخ هذه الجماعة الإرهابية،منذ أن بدأت وقامت اغتيالات الساسة المصريين م في منتصف عقد الأربعينيات مِن القرن الماضي،، وشملت هذه الاغتيالات كبار رجال الدَّولة والسياسيين والقضاة والضباط وغيرهم.
تاريخ الإخوان الإرهابى فى استهداف القضاة
عبد الشكور عامر، الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، كشف ايضا تاريخ الإخوان الإرهابى فى استهداف القضاة، مشيرا إلى أن كراهية الجماعة لقضاة مصر ليست وليدة اللحظة ، ولكنها قديمة منذ نشأة الجماعة وتأسيسها على يد حسن البنا الذى كثيرا ما هاجم قضاة مصر وحرض على قتلهم وإستهدافهم .
وقال الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية، فى تصريح لـ"انفراد"، إنه فى ثلاثينيات القرن الماضى هاجم البنا قضاة مصر والمتمثلة فى قضاة المحاكم الاهلية متهما القضاة بمخالفة أحكام الإسلام حسب دعواه، وتلطخت يد الجماعة بدماء القضاة منذ مايقرب من ثمانين عاما ففى عام 1948 اقدمت الجماعة على جريمة نكراء بقتل وإغتيال القاضى الشهير أحمد الخازندار بسبب موقفه من حل جماعة الإخوان فى هذا الوقت .
وتابع عبد الشكور عامر:"لقد قامت عناصر التنظيم السري للجماعة بقتل الخازندار وفقا لفتوى ضمنية بقتله من البنا الذى أشار وألمح إلى وجوب التخلص من القاضى الخازندار بقوله " اللهم ارحنا من الخازندار وامثاله"، ولم يتوقف قادة الجماعة عند هذا الحد من العداء لقضاة مصر عبر تاريخهم الملئ بالدماء والأشلاء والجماجم فى سبيل نشر افكارهم المتطرفة وحكم مصر .
واستطرد الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية:" قام مؤسس الفكر التكفيري فى مصر "سيد قطب" ببث سمومه الفكرية عن قضاة مصر وأطلق مصطلحاته التكفيرية تجاه قضاة مصر مسميا إياهم "الطاغوت" وهو ذات المصطلح الذى أطلقه قطب على الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وكل من خالف الجماعة وفكرها المتطرف كما كانت محاولة جماعة الإخوان إستهداف وتفجير محكمة استئناف القاهرة فى يناير 1949 خير دليل كراهية الجماعة لقضاة مصر وتاريخ طويل من العداء ضد مؤسسة القضاء .
وقال عبد الشكور عامر:"عملت الجماعة جاهد على اختراق مؤسسة القضاء فى مصر لتسييسها وفقا لمبادئها وافكارها وأجندتها وذلك بعدما فشلت كل محاولاتهم فى إستهدافها وترويعها وتخويفها من خلال أعمال العنف والقتل والإغتيالات ضد قضاة مصر ، إلا أنها فشلت أيضا وللمرة الثانية فى إختراقها وتجنيد بعض رموزها للعمل لصالح الجماعة الإرهابية .
وتابع الخبير فى شؤون الحركات الإسلامية:"من أبرز العناصر الإخوانية التى حاولت من خلالها الجماعة اختراق مؤسسة القضاء المستشار "عبدالقادر عودة " ورئيس محكمة الاستئناف المستشار "حسن الهضيبي" والمستشار "أحمد كامل " الذى تولى الحكم فى أشهر قضايا الجماعة فى الخمسينات ومنحهم فيها أحكاما مخففة أو بالبراءة وكان "أحمد كامل "أحد عناصر الإخوان المتخفية ولم يتم كشفه الا بعد منحه الكثير منهم أحكاما لصالح الجماعة ، حتى وصل عدد القضاة المنتمين للجماعة ما يقارب التسعين قاضيا عبر تاريخها.
واستطرد:"ما يؤكد على تاريخ الكراهية والحقد على مؤسسة القضاء من قبل الجماعة قتلهم للنائب العام المصرى "هشام بركات" عام 2015 ومحاولتهم اغتيال المستشار" خالد المحجوب" والمستشار" طارق ابوزيد " ومحاولة اغتيال رئيس نيابة البدرشين المستشار "رامى منصور" بعبوة ناسفة و حصارهم للمحكمة الدستورية العليا عام 2013".
الجماعة وهدم أركان الدولة
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، إن التنظيم السرى للإخوان له تاريخ طويل في استهداف القضاة ورجال القانون والعدالة لأن قادة الجماعة الارهابية يرون في القضاة عائقًا أمامهم يحول دون ارتكابهم لجرائمهم بدون عقاب .
وأضاف الباحث الإسلامى، أن الجماعة تنظر لمؤسسة القضاء كأحد أركان الدولة وأحد عوامل ثباتها وصمودها واستقرارها، والجماعة تسعى لهدم تلك الاركان لتسقط الدولة ويتسنى لها في هذه الحالة العودة وتنفيذ مشروعها في الحكم على أنقاض الفوضى الشاملة والدمار الكامل، موضحا أن هذا المخطط بدأ منذ أربعينيات القرن الماضى.