تمثل القمة الثلاثية التى عقدت بين مصر و قبرص واليونان أهمية كبرى، حيث إنها تعد القمة السابعة بينهما، وهو ما ينعكس على شكل التعاون ويؤدى إلى مزيد من التفاهمات السياسية والاقتصادية والأمنية بين الثلاث دول.
فى هذا السياق قال الإعلامى نشأت الديهى، إن القمة الثلاثية التى ضمت "مصر وقبرص واليونان"، أمس الثلاثاء، هى قمة للتاريخ ولمواجهة التحديات الصعبة فى شرق المتوسط، وهى تحركات مصرية مدروسة تهدف إلى حماية المصالح الاقتصادية فى شرق المتوسط وبخاصة حقول الغاز، وتابع: "الثروة الغازية والنفطية فى البحر المتوسط هى سبب الخلاف والدجل التركى.. أصل الخلاف بين مصر وتركيا ليس الإخوان ولكن بسبب احتلال تركيا لشمال قبرص ".
وأضاف "الديهى"، خلال تقديمه برنامج "بالروقة والقلم"، المذاع عبر قناة "ten"، أن هذه القمة ليست ككل القمم، ولكن لها مدلول استراتيجى وسياسى ،وعسكرى واقتصادى وتنموى وتاريخى وجغرافى، وتابع: "لا أصبغ القداسة على هذه القمة ولكنها القمة السابعة التى تجمع الأطراف الثلاثة"، مشدداً على أن هذا التحالف له مدلول عظيم انطلق فى عام 2014.
وأكد "الديهى"، أن مصر تنظر إلى المستقبل، والدولة لا تنظر تحت أقدامها، وتتعاون مع دول الجوار جغرافياً مثل قبرص واليونان وإيطاليا وفرنسا وجنوب أوروبا، من ثم إلى باقى دول العالم، وذلك يعد خطة مصرية مدروسة.
من جانبه أكد الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن استمرارية انعقاد القمم الثلاثية سيؤدى لمزيد من التفاهمات الأمنية والسياسية والاقتصادية بين دول الإقليم ويحجم الطموح التركى .
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أنه سوف يكون للقمة تداعيات مباشرة فى الربط القبرصى بمصر لتسييل الغاز فى أدكو ودمياط، كما سيعمل على دعم العلاقات اليونانية المصرية بنقل الغاز من اليونان لمصر، ومنها لإيطاليا وأوروبا وعبر تطوير خطوط الغاز بين الدول الثلاث، ومنها إلى الأسواق الخارجية، كما سيدعم المخطط المصرى بأن تكون القاهرة سوق النفط.
فيما قال كرم سعيد الباحث فى الشأن التركى بمركز الأهرام، إن البيان الصادر عن القمة الثلاثية التى جمعت بين مصر واليونان وقبرص، حمل العديد من الرسائل التى أكدت مواجهة أطماع تركيا فى شرق المتوسط، والاستمرار فى سلسلة المشاريع الخاصة بالطاقة وتغير المناخ، والتعاون الثقافى والعسكرى.
وأضاف «سعيد»، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى، ببرنامج «صالة التحرير»، المذاع عبر فضائية «صدى البلد»، أن البيان أكد أيضًا على الاتفاق على سياسة موحدة لمواجهة محاولات تركيا لتقديم تفسير مشوش لمسألة ترسيم الحدود البحرية، بالإضافة إلى التأكيد على مواجهة المحاولة البائسة لتركيا فى الطعن على الاتفاقات القانونية الخاصة بترسيم الحدود بين مصر وقبرص وغيرها من دول شرق المتوسط.
وأوضح أن تركيا تسعى للتنقيب فى مناطق اقتصادية تابعة لقبرص، لافتًا إلى أن توقيت انعقاد القمة الثلاثية بين مصر واليونان وقبرص "مهم" ويتزامن مع إصرار تركيا على المضى قدما فى عمليات التنقيب قبالة السواحل القبرصية، كما تتزامن مع قطع الدول الثلاثة شوطًا فى العديد من المشاريع المشتركة.