لم يكن سقوط الطائرة الروسية فى سيناء منتصف أكتوبر من العام الماضى، مثل أى أزمة مرت بقطاع السياحة المصرية، فبحسب مكرم محمد الذى يعمل بأحد فنادق الغردقة فهى تعتبر أسوأ أزمة واجهت السياحة فى مصر على الإطلاق، موضحا أن مصر تعتمد بشكل أساسى على السياحة الوافدة من روسيا، وهو ما جعل نسبة الإشغالات بالغردقة لا تتجاوز 20- 25%، بعد أزمة الطائرة، وأن نحو 80% من الفنادق أغلقت أبوابها لحين تحسن الاوضاع، منتهزة الفرصة لتسريح العاملين معها بمجرد انتهاء عقودهم.
وحمل مكرم مسئولية تدهور قطاع السياحة وتشرد العاملين بها لوزراء السياحة، قائلا: "الوزارة لم تسع إلى فتح أسواق سياحية بديلة حتى تحكمت فينا السياحة الروسية بشكل كبير"، مشيرا إلى أنه على الرغم من الجهود السياسية المبذولة من قبل القيادة السياسية ووزارة الخارجية بشأن المفاوضات مع الجانب الروسى لإعادة الطيران الروسى إلى مصر ورفع الحظر عنها، إلا أن الوزارة لا تتحرك بشكل يشير إلى تحسن الأحوال.
وأضاف: "الأزمة التى تفاقمت بعد سقوط الطائرة لم تجد لها صدى لدى المسئولين المصريين الذين لم يسارعوا إلى عقد لقاءات مع المسئولين عن السياحة لإنقاذ الأوضاع، بالإضافة إلى التجاهل الإعلامى، مضيفا السياحة الداخلية لن تنقذ مصر، لأنها سياحة مناسبات تنشط فى الأعياد ومناسبات شم النسيم أو إجازة نصف العام".
وشدد مكرم على ضرورة مساهمة صندوق تحيا مصر فى احتواء أزمة العاملين بالقطاع السياحى، مطالبا القائمين على الصندوق بصرف إعانات شهرية لهم، فى ظل المبالغ البسيطة، التى يدفعها صندوق إعانة الطوارئ والتى لا تتجاوز 750 جنيها شهريا.
"بأكل بعد ما عيالى تشبع".. هكذا قال عماد أبو زيد، أحد العاملين بقطاع السياحة منذ 10 سنوات الذى اضطرت إدارة فندقه إلى الاستغناء عنه فى أعقاب الأزمة الأخيرة، وتابع موجها رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، لإغاثة العاملين بالقطاع السياحة، الذين يقدر عددهم نحو 4 ملايين موظف، قائلا: "أغيثونا يا رئيس الجمهورية، وتساءل لماذا لا يوفر صندوق تحيا مصر منح شهرية للعاملين بقطاع السياحة أقصاها 1000 جنيه شهريا للوفاء باحتياجات أسرنا وأطفالنا الشهرية".
أما محمد عبد اللاه، واحد من العاملين بفندق بمدينة الغردقة، والذى عمل لأكثر من 10 سنوات بالسياحة ما بين شرم الشيخ والغردقة، فقال: "عشمنا فى مصر كبير، الحالة نايمة وأوضاعنا وحشة والفنادق استغنت عننا"، وانضم عبد اللاه لنفس مطالب سابقيه، قائلا: "لماذا لا تصرف لنا إعانات شهرية من صندوق تحيا مصر، موضحا لا نريد مبلغ معين نعرف ظروف البلد وما تمر به لكن نحن جزء من البلد فيجب أن يوفروا لنا إعانة أو منحة شهرية نمشى بيها الحال".
إبراهيم محمد الذى مل الانتظار من تحسن أحوال قطاع السياحة، ترك عمله بأحد فنادق الغردقة متجها إلى محل ملابس يملكه والده بمدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
إبراهيم الذى قضى نحو 9 سنوات من العمل فى قطاع الياحة قال: "الأزمة مسمعة فى مصر كلها اللى بخلص عقده بيمشى بعد ما المرتبات تم تخفيضها".