يشبه نهر النيل طيب حنون ساحر وحر أسمر وكل البيض والسمر يحبونه، تعشقه البنت أم مريلة كحلى والشاب الذى يطمح دائما للحرية ويسعى لكسر القيود، قلبه مساكن شعبية يسع الملايين ممن يعشقون صوته ويشعر كل منهم أنه يغنى له وحده.. إنه الكينج محمد منير.
صوته يفتح شبابيك الحب والأمل والوطنية والحرية والحنين، جنوبى يحمل سمرة الطمى وعطاءه وهداياه لكل محافظات مصر التى سقاها وجمعها فى أجمل حدوتة مصرية ولضم أسماءها "الفلة جنب الياسمينة".
هذا هو الكينج محمد منير الذى نحتفل اليوم بعيد ميلاده الموافق 10 أكتوبر من عام 1954، سقانا منير من فنه وصوته العذب سحرا كسحر وعذوبة ماء النيل، الذى يشبهه فى الكثير من الصفات، فكلاهما تجرى إليه، تمشى إلى جواره، تأنس بصوته، تتحدث إليه فى كل حالاتك، فى أوقات الحب والحنين والهجر والغربة، حين تصل إلى قمة كل شىء وعكسه، فى أوقات الأمل والحب يعبر عن فرحك يرقص معك يمنحك مزيدا من الطاقة والسعادة وحين تصل إلى قمة الإحباط واليأس يربت على كتفك بحنان يمد يده إليك لتنهض فطالما مازال النيل يجرى وصوت منير يعلو بالغنا فبالتأكيد لسه الأغانى والأمانى ممكنة.
يجمع نهر النيل الغنى والفقير، يعشقه أصحاب القصور وساكنو العشش ويجدون فى النظر إليه البراح الذى ينتشلهم من كل ضيق، وهكذا صوت منير يجمع على حبه الغنى والفقير والصغير والكبير، يتغربون جميعا وقد يستمعون لغيره من ألوان الغناء لكنهم سرعان ما يعودون إليه فلا يرويهم إلا صوته.
ومثل نهر النيل اختار محمد منير أبا زيد جبريل متولى ابن قرية منشية النوبة بأسوان الذى تخرج من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتليفزيون بكلية الفنون التطبيقية منذ بداياته فى السبعينيات أن يكون متفردا ومختلفا وأن يقدم لونا خاصا من الموسيقى والغناء لا ينافسه فيه أحد فمزج بين موسيقى الحاز والموسيقى النوبية ، وتربع بفنه وصوته وموسيقاه ولهجته وأسلوبه وحتى هيئته المميزة البسيطة التى تخلو من الرسميات على عرش القلوب بلا منافس.
منذ صدور أول ألبوماته "علمونى عنيكى" عام 1977 حققت أغلب ألبوماته وأغانيه نجاحات ومبيعات قياسية، وفى عام 1981 حقق ألبومه "شبابيك" مبيعات هائلة، وصُنف ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين.
وعلى مدار مسيرته الفنية التى امتدت لأكثر من 4 عقود، طرح منير أكثر من 25 ألبومًا غنائيًا.
يشبه منير نهر النيل فى حبه لمصر، يتهادى النيل فى جنبات أرضها متغزلا فى جمالها، ويتغزل فيها منير وكأنه يزفها مناديا "يا عروسة النيل ياحتة من السما".
يحمل الكينج براءة بكار الذى عشقه الكبار والصغار، كما يحمل خير النيل وصفاته وجماله وعذوبته وحنانه، يجمع كل هذا ويحوله إلى طرب وغناء يسقيه عذب فرات للملايين من عشاقه فيشكل وجدانهم ويوحدهم ويجمعهم على حبه.
وخلال تاريخه الفنى الذى أمتعنا خلاله بمئات الأغانى التى حفظها الكبار والصغار وعبرت عن كل المشاعر الإنسانية المختلفة محطات هامة صنعت المملكة الخاصة لكينج الأغنية والتى جعلته يتربع على عرش القلوب.
ولد محمد منير أبا زيد جبريل متولي في قرية منشيه النوبة، وتلقى تعليمه المبكر وقضى فترة صبا في أسوان التى ارتبط بها ارتباطا وثيقا وتشبع بصفات أهلها وكرمهم ونقائهم.التحق منير بكلية الفنون التطبيقية وتخرج من قسم الفوتوغرافيا والسينما والتلفزيون ، ولكنه كان يحب الغناء منذ صغره وكان يغني لرفاقه في الجيش.
أثر فى تكوين الكينج مجموعة من الفنانين والمبدعين الذين التقاهم فى بداية مشواره وتحمسوا له ومنهم زكى مراد ابنالنوبةوالشاعرعبدالرحيم منصور والفنان أحمد منير الذي درب منير على ألحانه وألحان غيره واستعان بكلمات شعراء مميزين أهمهم عبدالرحيم منصور ، وفؤاد حداد ،ثم انضم إليهم الموسيقار هاني شنودة، الذي أضاف لفريق العمل بألحانه وتوزيعاته الغريبة الطابع ، ونسج هؤلاء المبدعون معاً خليطاً رائعاً ونادراً من الموسيقى النوبية والسلم الخماسي مع الموسيقى الشرقية والغربية ليتميز الكينج بلون فريد ومختلف من ألوان الغناء التى لاقت نجاحا كبيرا وميزته عن كل أبناء جيله.حقق ألبومه الأول شبابيك عام 1977 نجاحا كبير ، وفى عام 1981 حقق ألبوم "شبابيك" مبيعات هائلة، وصُنف من ضمن أفضل الألبومات الموسيقية العربية والأفريقية في القرن العشرين، وعلى مدار مسيرته الفنية التي امتدت لأكثر من ٤ عقود، طرح منير أكثر من ٢٥ ألبومًا غنائيًا لاقت جميعا نجاحات كبيرة وحصل عنها على جوائز كثيرة وأصبح أول مطرب عربي يغني الجاز، وتحقق أغانيه مبيعات قياسية.
-إلى جانب الغناء كان للكينج تجارب تمثيلية هامة بدأت في عام 1986، من خلال مشاركته في فيلم "اليوم السادس"، و في نفس العام شارك في فيلم " الطوق والأسورة"، كما كان من أشهر أفلامه "المصير" عام 1997، والذي غناه فيه أغنيته الشهيرة "علي صوتك".، وفي التلفزيون، شارك منير في مسلسلات "علي عليوة"، و"جمهورية زفتي"، وقام في عام ٢٠١٦ ببطولة مسلسل "المغني" الذي يحكي قصة صعوده الفني.
كانت شخصية بكار من أهم الشخصيات التى ارتبطت بصوت منير، وذلك من خلال مسلسل الكارتون الشهير " بكار" الذى غنى فيه لكينج تتر البداية والنهاية فساهم فى نجاح المسلسل بشكل كبير.
فى حوار لنا مع الفنان الكبير لطفى لبيب أشار إلى أنه شارك فى مسرحية الملك هو الملك" عام 1988 وكان بطلها محمد منير ومعه صلاح السعدنى وحسين الشربينى وكوكبة من الفنانين، مشيرا إلى أن المسرحية حققت نجاحا كبيرا واستمر عرضها حتى عام 2003، ومنها أطلق على منير لقب " الكينج".
وفى عيد ميلاد الكينج نقول له كل عام وأنت تفيض علينا إبداعا وتسقينا فنا عذبا.