دماء تسيل، من أجل المال، وخيانة تنتهى بقتل، وأخوةً سحر المال أعينهم فساروا فى طريق الشيطان بلا عودة، قصة مؤلمة شهدها حى العجوزة، بعدما أقدم 3 أشقاء بالاستعانة ب3 آخرين على قتل "مسن عربى" لسرقته.
البداية كانت بعمل والدة المتهمين لدى " مسن عربى" خلال قضاء إجازته بمصر بحى العجوزة.
وبعد وفاة الام علم "المسن" بوفاتها وقدم واجب العزاء لأسرتها، وخلال العزاء طلبت ابنة الخادمة العمل محل والدتها المتوفية، وهو ما وافق عليه "المسن العربى" تقديراً لجهود وأمانة الأم.
شهور قليلة وتلاعب الشيطان بعقل الأشقاء، واتفقوا على سرقة هذا المسن، خاصةً أنه غير قادر على المقاومة، بزغت الفكرة واتفق الأشقاء الثلاثة على تنفيذها، وقرروا الاستعانة بثلاثة أخرين حتى لا يتعرف عليهم "المسن" أثناء عملية السرقة.
وقرر الأشقاء الاستعانة بجهود شقيقتهما، فى عملية السرقة.
أتم المتهمون خطتهم، وصعد 2 منهم لمنزل المجنى عليه، بحجة أنهم عمال الغاز، وفور دخول الشقة دفعوا شقيقتهم (الخادمة) بالاتفاق معها، لتمثل دور المغمى عليها، وعلى الفور قاموا بتكميم فم المجنى عليه، وتكبيله ووضع كيس بلاستيكى على وجهه، وأتموا سرقته وفروا هاربين، وتركوا المجنى عليه مكبل لا يستطيع التنفس.
المفاجأة التى وجدها المتهمون، أن مجموع ما سرقوه لا يتعدى ثمنه 7 آلاف جنيه، أى أن كلاً منهم لن يحصل على أكثر من ألف جنيه وبعض الفتات الأخرى.
جيران المجنى عليه اكتشفوا الفاجعة بعدما وجدوا باب الشقة مفتوحاً على مصراعيه، ليجدوا المجنى عليه مفارق للحياة، والخادمة مازالت مغمى عليها إتقانأً للدور الذى تمثله مع باقى المتهمين، فأبلغوا قوات الأمن على الفور.
قوات الأمن نجحت فى فك لغز القضية بعد القبض على الخادمة والضغط عليها، لتعترف بتفاصيل المخطط الشيطانى مع أشقائها لسرقة المجنى عليه، فتم القبض على المتهمين وإحالتهم للنيابة العامة.
واستمعت النيابة لأقوال المتهمين، الذين اعترفوا بارتكاب الجريمة كاملة، مؤكدين أنهم خططوا لسرقة المجنى عليه وليس لقتله، إلا أنه فارق الحياة نتيجة عدم قدرته على التنفس بعد تكميمه وتكبيله.
وأحالت النيابة 6 متهمين بقتل "المسن العربى" لمحكمة الجنايات برئاسة المستشار على الهوارى، والذى استمع لهيئة دفاع المتهمين، وممثل المجنى عليه.
وقضت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، بمعاقبة 3 متهمين بالسجن المؤبد، ومعاقبة متهمين بالسجن المشدد 15 سنة، ومعاقبة متهمة أخرى بالسجن المشدد 7 سنوات، فى اتهامهم بقتل أجنبى بمنطقة العجوزة وسرقته.
كما قضت المحكمة بإلزام المتهمين بسداد مبلغ 1001 لأهالى المجنى عليه كتعويض مدنى مبدئى، ومصادرة الأسلحة والمضبوطات.
صدر القرار برئاسة المستشار على محمد عمر الهوارى، وعضوية المستشارين حسين عبد الرؤف عبد المنصف زهران، و أشرف عبد الوهاب كمال الدين العشماوى، وخالد فخرى خالد الشلقامى، وسكرتارية خالد عبد المنعم.
وكشفت تحقيقات نيابة شمال الجيزة بإشراف المستشار محمد المنشاوي، المحامى العام الأول للنيابة، أن الخادمة عزيزة إمبارك محمد، 32 سنة، ربة منزل، مكنت الذئاب البشرية «على رحيم»، 30 سنة، «ميكانيكى سيارات»، وعبدالرحمن شعبان، 19 سنة، «عامل»، من دخول مسكن المجنى عليه وبحوزتهم أسلحة بيضاء وأدوات لشل مقاومة وحركة المجنى عليه وقاما بتقييده وطرحه أرضا واستوليا على المبالغ المالية، وحاول المجنى عليه الاستغاثة فانقض عليه المتهمان كاتمين أنفاسه بقصد ازهاق روحه ليتمكنا من إتمام السرقة والفرار بالمسروقات، حيث تواجد باقى المتهمين بمحيط العقار محل الواقعة لحين إتمام المخطط الإجرامي.
واعترف المتهمون تفصيليًا بارتكابهم الواقعة، وأجروا تمثيلا لجريمتهم بمسرح الحادث وجاءت مطابقة لما سردوه باعترافاتهم وما تم ضبطه من آثار مادية، وما ورد بتحريات جهات البحث وأقوال شهود الواقعة، وما انتهت إليه تقارير مصلحة الطب الشرعى بأن سبب الوفاة إسفكسيا الخنق.