ساعات قليلة تفصلنا عن النتائج الرسمية النهائية لانتخابات الرئاسة التونسى، بعد أن أعلنت النتائج الأولية بفوز كاسح للمترشح قيس سعيد، بنسبة 76 %، حيثقال التلفزيون الرسمى فى تونس، فوز المرشح قيس سعيد فوزا كاسحا بنسبة 76 فى الانتخابات الرئاسية اليوم.
سادت أجواء الاحتفال والفرح بين التونسيين فى شارع بورقيبة احتفالا بالنتيجة الأولية، وهو الشارع الذى يحمل رمزا تاريخيا لثورة التونسيين.
وفى أول تعليق له، غرد قيس سعيد على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر" قائلا :" شكرا لدعمكم لى وثقتكم لن تذهب سدى"، ويستعد لتوجيه كلمة لأنصاره بعد قليل.
وقال شكرا للشباب والشيوخ الذين فتحوا صفحة جديدة فى التاريخ، إنكم يا شعب تونس أعطيتم درسا للعالم فأنتم قمتم بثورة لا تخرج عن نص الدستور، إنها ثورة لم يعهدها علماء السياسة، فأنت أبهرتوا العالم بعطائكم وإرادتك، وأنا سأحمل الرسالة والأمانة بكل صدق فاليوم نحاول بناء تونس جديدة، مؤكد ا أن الدول سوف تستمر فى تعهداتها الدولية فالدولة ليست أشخاص وعلاقاتنا فى الداخل ستبنى على الثقة والمسئولية، وسنعمل فى إطار الدستور وسنعمل بالخارج من أجل القضايا العادلة وفى مقدمتها القضية الفلسطينية وسنبنى علاقات جديدة مع الدول وسنتفاهم على مجموعة من القيم.
وأضاف "شكرا لأشقائنا فى الأمة العربية والإسلامية، والحملة التى قام بها الشباب طواعية أبهرت العالم.. أنتم أعطيتم دروسا لشعب كثيرة استلهمت من أحرار تونس القدرة على التنظيم خارج الأطر التقليدية ".
لماذا "قيس سعيد" ؟
لكن ما الذى ساهم فى جعل قيس سعيد الأقرب لقصر قرطاج أمام منافسه نبيل القروى؟ هذا السؤال ما أجاب عنه الخبير السياسى التونسى عبدالحميد بن مصباح، قائلا: إن النتيجة كانت متوقعة فهو مرشح الشباب الذين ارتفعت نسبة مشاركته فى التصويت من 9 % فى الجولة الأول إلى أكثر من 20 % بالجولة الثانية، إضافة إلى أن الأحزاب التى لم يحالف مرشحوها الحظ فى الجولة الاولى وجهت دعمها لقيس سعيد، ومنها حركة النهضة على الرغم من أنه ليس مرشحا لها لكنهم أيدوه كونهم استشعروا أنه هو الأقرب للفوز.
أضاف الباحث التونسى حمدى مبارك، أن التونسيين صدموا فى النخبة السياسية التى حكمت من قبل مما جعلهم يتجهون لنمط آخر من الأشخاص الذين يحكمون البلاد وهو قيس سعيد استاذ القانون الذى يملك خطابا شعبويا أكثر من كونه سياسيا، فهو خطب التونسيين بلغتهم، مما جعله أقرب لهم.
لماذا ضعف موقف القروى؟
ومن جهة أخرى كانت هناك عدة عوامل قللت فرص نجاح نبيل القروى منها حبسه منذ 24 أغسطس على ذمة قضايا غسيل الأموال والتهرب الضريبى كما أن هناك تقارير أشارت لتعاون حملته مع شركة دعاية إسرائيلية، كل هذا أضعف موقف القروى.
النتائج النهائية
قال عبدالوهاب الريسى، منسق الهيئة العليا لانتخابات تونس بدائرة مصر، إن عملية فرز أصوات الناخبين قد بدأت منذ قليل وسيتم تعليق النتائج داخل مقر السفارة اليوم وترسل نسخة منها لمقر الهيئة، بينما النتائج الإجمالية ستعلن مساء غد، وفق لما أكده نبيل بفون رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات.
أضاف الريسى فى تصريحاته؛ أن عملية التصويت اليوم قد شهدت مشاركة أكبر من اليومين السابقين وكان حضور المرأة قويا ومشاركتها كبيرة ونسبتها مرتفعة.
أضاف الريسى، أن عقب إعلان النتائج رسميا يتسلم الرئيس الجديد مهامه من الرئيس المؤقت ويؤدى القسم على ألا تتجاوز مدة ذلك ٢٤ ساعة من تاريخ إعلان النتائج.
وكانت مقار الاقتراع أغلقت فى تمام السادسة مساء لتنتهى بذلك آخر أيام التصويت بالانتخابات الرئاسية بمرحلة الإعادة التى بدأت خارج تونس منذ الجمعة الماضى، بينما أجريت بالداخل ليوم واحد، وقد فتحت المقار الانتخابية أبوابها فى تمام الثامنة صباحا حتى السادسة مساء( وفقا للتوقيت المحلى بكل دولة يجرى بها الاقتراع).
وكان عدد المسجلين بالداخل والخارج حوالى 7 ملايين ناخب فى الدور الثانى من الانتخابات السابقة لأوانها لاختيار رئيس جديد للجمهورية من بين المرشحين قيس سعيد الذى انتقل إلى الدور الثانى من الانتخابات الرئاسية بعد نجاحه فى الدور الأول بنسبة 18.4% ونبيل القروى. بنسبة 15.58%، ويبلغ عدد الناخبين المسجلين بالداخل والخارج 7 ملايين و81 ألفا و307 ناخبين، حسب الهيئة العليا المستقلة للانتخابات
صلاحيات رئيس الجمهورية لخمس سنوات
إن صلاحيات رئيس تونس تقتصر على الأمن القومى وشئون العلاقات الخارجية، ويعتبر بالنسبة للتونسيين هو الأب الروحى والذى يمتلك سلطة معنوية ورمز الدولة واستمراريتها بالنسبة للشعب التونسى.
يتمتع رئيس الجمهورية بالحصانة طيلة توليه الرئاسة وتعلق فى حقه كافة آجال التقادم والسقوط ويمكن استئناف الإجراءات بعد انتهاء مهامه لا يسأل رئيس الجمهورية عن الأعمال التى قام بها فى إطار أدائه لمهامه.
وقد حدد الدستور التونسى فى باب "السلطة التنفيذية" والقسم الأول منه المتعلق بـرئيس الجمهورية الصلاحيات التى يختص بها رئيس الجمهورية ونص الدستور على أن "رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدتها يضمن استقلالها واستمراريتها ويسهر على احترام الدستور".
وينتخب رئيس الجمهورية لمدة 5 أعوام انتخابا مباشرا سريا ونزيها ولا يجوز توليه المنصب لأكثر من دورتين كاملتين متصلتين أو منفصلتين.
ويختص رئيس الجمهورية بعدة صلاحيات منها تولى تمثيل الدولة وضبط السياسات العامة فى مجالات الدفاع والعلاقات الخارجية والأمن القومى المتعلق بحماية الدولة والتراب الوطنى من التهديدات الداخلية والخارجية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة.
كما يتولى الرئيس حل مجلس نواب الشعب فى الحالات التى ينص عليها الدستور ولا يجوز حل المجلس خلال الأشهر الستة التى تلى نيل أول حكومة ثقة المجلس بعد الانتخابات التشريعية أو خلال الأشهر الستة الأخيرة من المدة الرئاسية أو المدة النيابية.
يترأس مجلس الأمن القومى ويدعى إليه رئيس الحكومة ورئيس مجلس نواب الشعب، يترأس القيادة العليا للقوات المسلحة.
يتولى إعلان الحرب وإبرام السلم بعد موافقة مجلس نواب الشعب بأغلبية ثلاثة أخماس أعضائه وإرسال قوات إلى الخارج بموافقة رئيس مجلس نواب الشعب والحكومة، اتخاذ التدابير التى تحتمها الحالة الاستثنائية، والمصادقة على المعاهدات والإذن بنشرها.
كما يتولى تعيين مفتى الجمهورية التونسية وإعفاءه، ويتولى التعيينات والإعفاءات فى الوظائف العليا برئاسة الجمهورية والمؤسسات التابعة لها.
ويحق له تعيين محافظ البنك المركزى باقتراح من رئيس الحكومة وبعد مصادقة الأغلبية المطلقة لأعضاء مجلس نواب الشعب ويتم إعفاؤه بنفس الصيغة أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس نواب الشعب ومصادقة الأغلبية المطلقة من الأعضاء.