كيف أصبح أردوغان بين مطرقة ترامب وسندان الحرب؟.. الرئيس الأمريكى يلوح بعصا العقوبات بالظهور مع قس سبق اعتقاله فى تركيا.. والديكتاتور يخسر كل حلفائه بعد استعدائه حلفاء الناتو ودعمه لـ"داعش"

"إنهم يقاتلون من أجل أرضهم.. ونحن ساعدناهم".. هكذا قال الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، خلال مؤتمر عقد، أمس الأحد فى العاصمة الأمريكية واشنطن أمام مؤتمر سنوى للمحافظين المتدينين فى الولايات المتحدة، فى إطار دفاعه عن قراره بالانسحاب من سوريا، تزامنا مع العدوان التركى على منطقة الشمال السورى، مع زيادة الجدل حول القرار الأمريكى، والاتهامات التى تلاحق البيت الأبيض، بالتخلى عن الأكراد السوريين، والذين لعبوا دورا بارزا فى الحرب التى قادتها أمريكا ضد تنظيم داعش الإرهابى، طيلة السنوات الماضية، وهو ما ساهم فى القضاء عليه، فى الوقت الذى ترى فيه الإدارة أن قرار الانسحاب العسكرى من سوريا يمثل خطوة مهمة على طريق تنفيذ الوعود التى سبق وأن قطعها ترامب على نفسه إبان حملته الانتخابية. التزامن بين القرار الأمريكى من جانب، والعدوان التركى من جانب آخر، أضفى انطباعا لدى قطاع كبير من المتابعين بأن واشنطن بالفعل تخلت عن حلفائها الأكراد، ليصبحوا فريسة لأنقرة، فى ظل طموحات الأخيرة التوسعية، ورغبتها فى السيطرة والنفوذ على حساب جيرانها العرب، عبر أذرعها الإرهابية، وعلى رأسها تنظيم داعش الإرهابى، وهو ما يمثل تهديدا صريحا بتقويض الجهود التى سبق وأن بذلتها قوات التحالف الدولى بقيادة الولايات المتحدة، فى دحر التنظيم المتطرف، إلا أنه فى الواقع كان بمثابة فرصة مهمة لتوريط أنقرة فى المستنقع السورى، لتصبح بين مطرقة العقوبات الأمريكية، وسندان الخسائر المرتقبة التى قد تتكبدها تركيا فى إطار معركتها فى الشمال السورى بسبب المقاومة الكردية من ناحية، واحتمالات المواجهة مع القوات الروسية من جانب أخر فى ظل عدم قبول موسكو لفكرة عودة داعش من جديد إلى المشهد السورى. دعم واشنطن للأكراد باق وهنا يمكننا القول بأن الدعم الأمريكى للأكراد باق، خاصة وأن الرئيس الأمريكى اعترف فى تصريحه أمام النشطاء المسيحيين فى الولايات المتحدة بحقهم فى الدفاع عن أنفسهم، وعن أراضيهم، على حد تعبيره، وهو ما يحمل فى طياته رسالة ضمنية لأنقرة، تقوم فى الأساس على أن هناك خطوط حمراء لا ينبغى تجاوزها من قبل العدوان التركى، وهو الأمر الذى سبق وأن أعرب عنه ترامب صراحة فى تغريداته، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر"، حيث أكد أن الولايات المتحدة سوف تتخذ إجراءات من شأنها تدمير الاقتصاد التركى، إذا ما تجاوز أردوغان الحدود مع الأكراد. ولعل المفارقة الجديرة بالملاحظة هى ظهور القس الأمريكى أندرو برونسون، والذى كان معتقلا فى أنقرة لسنوات، بينما قررت السلطات التركية الإفراج عنه رغم إرادتها، بعد سلسلة من العقوبات الأمريكية تجاه مسئولين بنظام أردوغان، بالإضافة إلى عدة إجراءات جمركية تجاه الواردات التركية لواشنطن، فى ضربة قاصمة للاقتصاد التركى المترنح، بصحبة ترامب خلال المؤتمر، حيث قاما بالصلاة معا، فى رسالة مفادها تذكير تركيا بما يمكننا بـ"سياسة العقوبات" القاصمة التى سبق وأن انتهجتها تجاه الأزمة الشهيرة، وهو الأمر نفسه الذى أعرب عنه عددا من أعضاء الكونجرس، من الحزب الجمهورى، والذى ينتمى له الرئيس الأمريكى. ضغوط اقتصادية.. أردوغان بين مطرقة ترامب وسندان الحرب إلا أن التحديات التى تواجه أردوغان لا تقتصر على مجرد العقوبات الأمريكية المحتملة، والتى سوف تساهم فى زيادة الضغوط الاقتصادية، على كاهل الديكتاتور العثمانى، فى الداخل التركى، فى ظل الغضب المتزايد بين المواطنين الأتراك جراء تردى الأوضاع الاقتصادية، وهو ما تجلى فى أبهى صوره، فى الصفعة التى تلقاها حزب العدالة والتنمية الحاكم فى اسطنبول بخسارة مرشحه بن على يلدريم، أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو، مرتين متتاليتين، فى إشارة صريحة لفشل السياسات الاقتصادية التى يتبناها النظام التركى، ولكنها تمتد إلى احتمالات المواجهة سواء مع الجيش السورى، الذى انتشر فى العديد من المناطق بالقرب من المناطق الكردية بدعم من القوات الروسية المتواجدة على الأراضى السورية. معضلة أردوغان العسكرية، ليست فقط فى المواجهة المحتملة مع الجيوش النظامية فى سوريا، ولكنها تمتد إلى كيفية المواجهة امام عناصر الأكراد، والذين يعدون أكثر الناس دراية بخبايا أراضيهم، وبالإضافة إلى قدراتهم القتالية الكبيرة، والتى تجلت بوضوح فى حربهم ضد تنظيم داعش الإرهابى فى السنوات الماضية، حتى باتوا الذراع الذى يمكن الاعتماد عليه من قبل القوات الدولية، والتى اقتصر دورها فى المعركة على تقديم الغطاء الجوى للميليشيات الكردية، والتى تمكنت بدورها من دحر التنظيم المتطرف. الديكتاتور يخسر الرهان.. تركيا بلا حلفاء فى سوريا وتعد الخطوات التى اتخذتها أنقرة منذ بداية العدوان على منطقة الشمال السورى، دليلا دامغا على نوايا أنقرة فى استخدام الميليشيات المتطرفة فى مواجهة الأكراد، وذلك بعدما قامت القوات التركية بتحريرهم من السجون فى خطوة أثارت قدرا كبيرا من الامتعاض فى المجتمع الدولى، حيث اتجهت العديد من الدول الأوروبية لمقاطعة تركيا عسكريا، مما يفاقم من أزمة أردوغان، فى ظل حاجته للدعم الدولى، سواء لمواجهة أزماته الداخلية، او للتعامل مع المستنقع الذى انزلق فيه بالداخل السورى. وهنا يبدو أن أردوغان خسر رهانه فى سوريا، بعدما أصبح بلا حلفاء، حيث ألقى بثقله على خطوة الانسحاب الأمريكى، باعتباره دعما ضمنيا من قبل إدارة ترامب، أو اعتماده على علاقته القوية مع روسيا، بعدما باع حلفاءه بالناتو بشراء منظومة الدفاع الروسية "إس 400"، ضاربا بمبادئ الحلف عرض الحائط، خاصة وأن موسكو لن تقبل بعودة داعش، أو اقتطاع جزء من الأراضى السورية لصالح الميليشيات المتطرفة، وهو ما بدا فى مواقف سابقة، وعلى رأسها اتفاق سوتشى، الذى أجبر فيه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، النظام التركى على نقل من أسمتهم أنقرة بـ"المعارضين" إلى المناطق المنزوعة السلاح. القوات السورية تواجه العدوان التركي










الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;