بالصور مشاهد الغرق تعود للإسكندرية تفاقم أزمة "أبو تلات" بعد غرقها فى المياه الجوفية والصرف الصحى والأهالى يستغيثون وينظمون وقفات احتجاجية ويتقدمون ببلاغ ضد المسئولين دون جدوى

تفاقمت أزمة غرق منطقة "أبو تلات" التابعة لحى العجمى بالمياه الجوفية، ومياه الصرف الصحى، وسط سخط واستياء الأهالى خاصة بعد أن دخلت المشكلة فيما يقرب من شهر دون حل جذرى للمشكلة.

وتعرضت منطقة العجمى وأبو تلات غرب الإسكندرية للغرق فى أوائل شهر ديسمبر الماضى، فى ظل هطول الأمطار الغزيرة على الإسكندرية فى نوة الفيضة الصغرى وما تلاها من موجات للطقس السيئ التى ضربت البلاد، مما أدى إلى عودة مشاهد الغرق مرة أخرى إلى الإسكندرية، خاصة فى مناطق الكيلو 21 ومناطق أبو تلات.

وأكد الأهالى لـ"انفراد" أن الكارثة تؤرق عليهم حياتهم وتعطل مصالحهم اليومية، نظرا لصعوبة التنقل، بالإضافة إلى أن المياه قد دخلت إلى منازلهم وأغرقت الأثاث والأجهزة بالمنازل بما يعرضهم إلى خسائر كبرى، وأن بعض الأهالى بدأوا بالفعل فى ترك منازلها والانتقال إلى مكان آخر، بسبب استحالة العيش وسط تلك المهزلة، وطالبوا بتدخل المسئولين لحل الأزمة المتفاقمة.

وتقدمت الأهالى باستغاثة إلى المنطقة الشمالية العسكرية للتدخل فى الأمر، وحل الأزمة، وقالوا فيها، إنهم يخشون على أطفالهم وأرواحهم من خطورة المياه المتراكمة واتصالها بشبكات الكهرباء بالمنطقة بما ينذر بكارثة، وطالبوا المنطقة الشمالية بالتدخل وحقهم بالحياة الكريمة كمواطنين مصريين.

كما نظم أهالى منطقة أبو تلات وقفة احتجاجية ظهر الجمعة الماضية عقب صلاة الجمعة، بطريق "الإسكندرية – مطروح" الصحراوى، ورفعوا لافتات كتبوا عليها "أبو تلات تستغيث من الغرق" و"أين المحافظة"، للمطالبة بحل مشكلة غرق المنطقة بالمياه الجوفية ومياه الصرف الصحى، وشكا الأهالى من غرق شوارع المنطقة ودخول المياه إلى المنازل، وطالبوا بتدخل المسئولين لرفع المعاناة عنهم.

وقال محارب عوض حسين، رئيس لجنة حزب الوفد بالعامرية، ومن سكان منطقة "أبوتلات" فى تصريحات خاصة لـ"انفراد"، إن المنطقة من الكيلو 21 وحتى الكيلو 27 بحرى بالطريق الدولى "الإسكندرية – مطروح"، قد تعرضت للغرق بالكامل، وذلك بسبب مياه الأمطار الغزيرة التى تراكمت وأدت إلى خروج المياه الجوفية إلى السطح واختلاطها بمياه الصرف الصحى.

وأوضح "محارب" أنه بداية من الكيلو 21 لا توجد خطوط أو شبكة صرف صحى بالمنطقة، والأهالى يستخدمون البيارات التى خرجت إلى الشوارع بعد امتلائها بالمياة الجوفية ومياه الأمطار.

وقال إن الأهالى توجهوا إلى الحى، للمطالبة بحل الأزمة، والذى ألقى المسئولية على شركة الصرف الصحى، ودفع اللواء سامى شلتوت رئيس حى العجمى بسيارتى شفط إلا أنها لم تكف لرفع كميات المياه المتراكمة بالشوارع وداخل المنازل، وقال ردا على الأهالى "إن الحى لا توجد به إمكانيات تستطيع رفع كل كميات المياه".

من جهة أخرى تقدم أيمن قبيصى، المحامى نيابة عن الأهالى ببلاغ يحمل رقم 12258، نيابة العامرية أول ضد كل من الدكتور سعاد الخولى، نائب محافظ الإسكندرية واللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحى ورئيس حى العجمى اللواء سامى شلتوت، يتهمهم بالتقاعس عن حل أزمة الغرق بالمنطقة ويحملهم مسئولية تفاقم الأزمة .

من جانبه، أكد اللواء سامى شلتوت رئيس حى العجمى، أنه جار استكمال أعمال إنشاء بدالة أبو تلات والبدء فى المشروع المتكامل للصرف الصحى بالقطاع، والذى تقرر البدء به فى الربع الأول من عام 2016/2017.

وتم الانتهاء من مد البدالة بطول 1800 م بداية من مدخل شارع أبو تلات الرئيسى حتى المصب على الشاطئ، وتم الانتهاء من الأعمال الكهروميكانيكية والإنشائية، حيث تم تركيب طلمبة 6 بوصة، وتم تشغيل البدالة لمدة ساعتين فقط وعلى إثر ذلك ظهرت بعض التلفيات بالمواسير، مما تطلب ترميمها ولحامها، وقد ظهر الأثر الإيجابى للبدالة حيث انخفض منسوب المياه الجوفية بشكل واضح فى شارع أبو تلات الرئيسى، وسوف يتم إنهاء المشكلة تماما بمجرد إنهاء ترميم الخط وتشغيل البدالة بصفة مستمرة.

وفى نفس السياق، قال اللواء محمود نافع، رئيس شركة الصرف الصحى بالإسكندرية لـ"انفراد"، إن الأهالى بالفعل تقدموا بشكوى إلى المنطقة الشمالية العسكرية والتى بدورها قامت بمخاطبة وزير الإسكان والدفع ببدالة، بدلا من البدالة القديمة بالمنطقة، خاصة أن بعض الأهالى قاموا بسرقة المواسير التى كانت موضوعة مسبقا، بالإضافة إلى قيام شركة الصرف الصحى تركيب بدالة أخرى لرفع المياه المتراكمة بالشوارع، وتم تكليف شركة المقاولون العرب بمد مواسير لمسافة 2 كيلو فى اتجاه البحر.

وحول مد شبكة الصرف الصحى بالمنطقة أكد "نافع" أن المنطقة الشمالية العسكرية قد قامت بتكليف شركة المقاولين العرب للبدء فى تنفيذ مشروع مد شبكة الصرف الصحى إلى ما بعد الكيلو 21 وسوف يتم الانتهاء منه فى أقل من عام.

من جانبها أكدت الدكتورة سعاد الخولى، نائب محافظ الإسكندرية، فى تصريحات خاصة بـ"انفراد" أنها قامت بتكليف شركة المقاولون العرب بمد خط مواسير 1800 متر إلى البحر لتصريف المياه الجوفية التى رشحت وتراكمت على سطح الأرض نتيجة كميات الأمطار الشديدة على مدار 4 أيام متواصلة فى نوة الفيضة الصغرى.

وأشارت "الخولى" إلى أن قرارها جاء كإجراء عاجل ضمن الخطة العاجلة التى تنفذها المحافظة لمواجهة السيول والأمطار.