"حبينا المدرسة أكتر وبنروح علشان بنشعر بقوتنا وعزيمتنا خلال ممارسة التربية العسكرية".. بهذه الكلمات أبدى طلاب مدرسة إمبابة الثانوية الصناعية فرحتهم بتطبيق التأسيس العسكرى مع بداية العام الدراسى الجديد، مؤكدين أن برامج التربية العسكرية اليومية أدت إلى شعورهم بقوتهم والتواجد فى المدرسة بشكل دائم.
وقال الطلاب خلال حديثهم لـ"انفراد": مكناش نعرف تفاصيل كثيرة عما تتعرض له مصر من مؤامرات، إضافة إلى التاريخ العسكرى المشرف لبلدنا ولكن بعد تلقى محاضرات داخل المدرسة من قبل ضباط متخصصين وضحت الرؤية، وأدت إلى تغيير فى سلوكيات كثير منا داخل المدرسة وخارجها وفى المنزل وفى التصرفات فى الشوارع.
"انفراد"، رصد تفاصيل اليوم الدارسى للطلاب بداية من طابور الصباح حتى انتهاء اليوم، حيث يبدأ طابور الصباح بوقوف كل طالب فى مكانه تحت إشراف مسئولى التربية العسكرية، يتعلمون "صفا وانتباه" بضربات تزلزل الأرض من تحت أقدامهم يلتزمون بالزى المدرسى بشكل كبير، يرددون تحية العلم ويوجهون التحية للجيش المصرى بقوة وعزة وحماسة، يرون فى أنفسهم قادة فى المستقبل.
بعد انتهاء اليوم الدراسى يتوجه الطلاب كلا إلى فصله أو إلى ورشته لتلقى التدريب العملى، بينما يتوجه بعض طلاب الصف الأول الثانوى إلى الفصل التعليمى لتلقى بعض محاضرة عسكرية هى عبارة عن منهج يدرس للطالب يشمل الحديث عن مبادئ العسكرية وبعض المصطلحات الأخرى.
الانضباط وجد طريقة فى المدرسة بعض تطبيق التربية العسكرية، حيث لا يستطيع أى طالب أن يتجاوز مع زميل له أو معلمه خلال اليوم الدراسى، كما أن الحضور فى المدرسة مرتفع للغاية من قبل الطلاب لأن لديهم حماسا كبيرا لعش تلك التجربة ومرحلة الانضباط والاستقرار.
محمد على سليمان، مدير مدرسة إمبابة الثانوية العسكرية، يقول: إن التدريس العسكرى للطلاب فى المدرسة عبارة عن منهج يتعلم فيه الأساسيات العسكرية منها "صفا وانتباه"، وأيضًا يتم تدريبه على الرماية، حيث تقوم المدرسة بتجهيز ميدان رماية واشتباك، ويحصل الطالب على المنهج من الأول حتى الثالث الثانوى ليصبح مؤهلاً عسكريًا، موضحًا أن الطالب سيحصل على شهادة من المدرسة باجتيازه بعض الأمور العسكرية، تساعده إذا رغب فى الالتحاق بأى معهد عسكرى.
وأضاف مدير المدرسة: المنهج مخصص له 5 درجات وتعتبر المادة "نجاح ورسوب"، ولكن هذه الدرجات غير مضافة لمجموع الطالب، موضحًا أن الطالب يجرى تقييمه من حيث الانضباط والسلوك والغياب وأداء التمارين العسكرية، وفى حالة عدم اجتيازه هذه السلوكيات يوضع برنامج له فى الصيف حتى يتم اجتياز الامتحان، مشيرًا إلى أن هناك لائحة للطالب فى حالة تجاوزه يحصل على فرصة واحدة للانضباط بعدها يتم تحويله من المدرسة إلى أخرى، مشدد على أن تطبيق التأسيس العسكرى فى المدرسة يعلم الطالب يعنى إيه انضباط، مؤكدًا أن المدرسة نادت بتطبيق العسكرية على طلاب الثانوية الفنية منذ فترة، وجرى اعتماده فترة التأسيس العسكرى هذا العام، مشيرًا إلى تجهيز المدرسة لتطبيق التربية العسكرية.
وأوضح مدير المدرسة، أن التأسيس العسكرى ساهم فى حالة من الانضباط غير مسبوقة فى المدارس الثانوى الفنى، حيث يلتزم الطالب بالمواعيد وتحركاتهم فى الفصول، وبدأت المدرسة بالفعل فى غرس آلية حب الطالب للمدرسة وإذا أحب المدرسة أحب الوطن، إضافة إلى غرس الانضباط من حيث النظافة فالطالب أصبح الآن ينظف مكانه ويلقى بأكياس المأكولات فى صناديق القمامة، موضحًا أن الطالب يشعر الآن بالمسئولية وحرصه على المكان، كما أن باب المدرسة كان قبل تطبيق التأسيس العسكرى مفتوح لدخول الطلاب، أما الآن فالطالب يعلم أنه إذا دقت الساعة السابعة والنصف ولم يدخل سوف يعاقب وبالتالى أصبح حريصا على تواجده فى المواعيد المحددة.
وأشار مدير المدرسة، إلى أن أى سلوك خاطئ يصدر من الطالب يتم عقابه، مشددًا على أن العسكرية حافظت على الطلاب، حيث إن بعض المشكلات كانت قد تحدث ويتدخل فيها أولياء الأمور، والأمور تتصاعد، أما الآن فالطالب يخاف على نفسه وأى مشكلة يتم حلها من قبل إدارة المدرسة وتدخل فريق التربية العسكرية، مشيرا إلى أن هناك تغييرا فى سلوكيات الطلاب بشكل مقبول وكبير، "فالطالب الآن بيعمل حسابه والمدرس نفسه شعر بالمسئولية تجاه طلابه".
من جانبه، قال الدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفنى، أنه تم اختيار 27 مدرسة فنية لتعمل بنظام التأسيس العسكرى، بواقع مدرسة بكل محافظة، موضحا اختيار مدرسة إمبابة الثانوية لتمثل محافظة الجيزة، وأنه منذ تطبيق التأسيس العسكرى منذ بداية العام الدراسى حصل تغيير للطلاب للأفضل من حيث الانضباط واللياقة البدنية والانتماء والولاء للوطن، قائلا: كل هذه الأمور طريق لبناء الإنسان المصرى الصالح.
وأوضح نائب وزير التربية والتعليم، قد يتم تسليم الطلبة زى عسكرى موحد من العام المقبل، وأن تجربة التأسيس العسكرى لاقت صدى كبيرًا فى المحافظات، وأولياء الأمور أنفسهم يطلبون الصرامة والانضباط مع أبنائهم داخل المدرسة وهناك أولياء أمور شعروا بالفارق قبل وبعد فترة التأسيس العسكرى رغم الوقت القليل التى تم تطبيقه فيها، ويطلبون التحويل لأبنائهم إلى المدارس التى تم فيها تطبيق التربية العسكرية، لما حققته من انضباط وسمعة المدرسة تغيرت للأفضل.
وأضاف، أن السلوكيات التى كانت موجودة فى الطلاب مثل طول شعر البعض وتضفيره وأيضا الزى من بنطلونات جينز وشورتات التى كانت يذهب بها بعض الطلبة للمدرسة اختفت الآن، قائلاً: تجربة جعلت المدارس أكثر استقرارًا وانضباطاً وهذا ما كنا نحتاجه فى المدارس الفنية.