بعد الضربات التى تلقاها تنظيم "داعش" الإرهابى خلال العامين الماضيين فى سوريا والعراق وأصبح الشغل الشاغل هو تصفية العقل المدبر رأس الأفعى أبو بكر البغدادى، بعدما تكبد التنظيم خسائر فادحة ، لجأت فلول التنظيم إلى طريقة أخرى لاستقطاب العناصر الإرهابية، هذه الطريقة أكثر نعومة وتأثيراً ألا وهى المرأة من خلال استخدامها فى تنفيذ العمليات الإرهابية من جهة ونشر الفكر المتطرف من جهة أخرى.
وذكرت صحيفة "لاراثون" الإسبانية فى تقرير نشرته على موقعها الإلكترونى إن أدوار النساء تمتد عبر قطاعات الإعلام وشرطة مراقبة السلوك والأخلاق والصحة والتعليم"، وهى المسئوليات التى لن يتمكن من دونها التنظيم من العمل.
واهتمت التنظيمات المتطرفة عموماً بتفعيل دور المرأة فى صفوفها فى جميع الاتجاهات ، من استغلال المرأة لنشر أيدلوجيتها وأفكارها المتطرفة أكثر من استخدامها فى الأمور الأخرى، فقد كان ينظر إلى أهمية إنشاء جيل معبئاً بالأفكار المتطرفة عن طريق الأمهات زوجات العناصر الإرهابية ، وقد حثت القيادات المتطرفة عناصرها على الإنجاب والزواج وقامت بتقديم تسهيلات لتزويج الشباب والنساء كصرف المكافآت والرواتب للمتزوجين وغيرها، ذلك كله جاء فى إطار تركيز تنظيم القاعدة على بناء أجيال جديدة يمكن الاعتماد عليها.
وتشير الإحصائيات إلى أنه فى نهايات عام 2017 بلغ عدد النساء المنتميات إلى داعش 1680 امرأة بالغة وقاصرة بينهن 680 جئن من القارة الأوروبية والباقيات من دول مختلفة أبرزها المغرب وتونس، فيما أشارت مصادر بحثية أخرى إلى أن إجمالى عدد النساء الملتحقات بداعش منذ عام 2013 وحتى عام 2018 وصل إلى ما يقارب 4700 امرأة.
وكشف تقرير نشره معهد ألكانو الملكى الإسبانى، العديد من الأرقام والإحصائيات الصادمة، مشيرا إلى أن النساء أكثر ميلا وتجاوبا للخطاب التحريضى الذى يبثه تنظيم داعش عبر المنصات الإلكترونية المختلفة، وأن 55.6% من السيدات لديهن القابلية للانضمام إلى صفوف المليشيات المسلحة مقابل 30.8% من الرجال.
وأشار التقرير إلى أنه فى السنوات الماضية، أصبح هناك العديد من القضايا التى تتعلق إلى حد كبير بالدفاع عن حقوق المرأة والأجهزة الأمنية، وأصبح دور المرأة فى التنظيمات الإرهابية آخذا فى التوسع مما أثار مخاوف بعض الخبراء من اضطلاعها بدور أكثر نشاطا.
وكشف التقرير، أن هناك خلايا إرهابية نسائية أوقفتها السلطات الإسبانية والتى ظهرت فى مدينة سبتة وتعتمد بشكل أساسى على تقنية الإنترنت، وأكد التقرير أن جميع النساء اللواتى شملتهم الدراسة تلقين مبادئ الفكر التكفيرى التى دفعتهم للإنخراط فى أنشطة إرهابية بشكل جماعى وبتوجيه من أفراد التنظيمات المتطرفة، وأن 8 من أصل 10 حالات متطرفة خضعت لعمليات التطرف على الأراضى الإسبانية، خاصة فى مدن سبتة، ومليلية وكتالونيا.
وأضاف التقرير أن الإنترنت مكن النساء من الوصول لبيئات التطرف، وذلك عبر تطبيقات التراسل عبر الهاتف المحمول، أو الشبكات الاجتماعية المتخصصة فى استقطاب نساء يساهمن فى دعم ونشر الفكر المتطرف .
وأوضح التقرير أن المجموعات التى يتم إنشاؤها من طرف أتباع التنظيمات الإرهابية على شبكات الإنترنت، عبر تطبيقات الرسائل أو صفحات الشبكات الاجتماعية، غالبا ما تعتمد الفصل بين الجنسين، الموجود فى البيئات المحافظة للمجتمعات الإسلامية.