على عكس ما تداولته مواقع التواصل الاجتماعى حول نسيان طالبة داخل فصلها وإغلاق المدرسة عليها أثناء كنسها الفصل، أكدت الطالبة هيام عصام أحمد أبو الرجالة أن كل ما تم تداوله مجرد أكاذيب هدفها إثارة البلبلة.. "انفراد" توجه إلى منزل الطفلة التى كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعى خلال اليومين الماضيين.
وروت الطفلة هيام التلميذة بالصف الخامس الإبتدائى بمدرسة غرب تيرة التابعة لإدارة الحامول التعليمية لـ"انفراد" تفاصيل ساعات احتجازها فى المدرسة، قائلة:" نزلت للدور الأول بالمدرسة وقت الانصراف، وتذكرت أننى نسيت كتاب التربية الدينية، فصعت للطابق الرابع، للبحث عنه، فلم أجده فى درجى فبحثت عنه فى درج البنات، فلم أجده، فبحت عنه فى إدراج الأولاد، وعقب عثورى عليه، نزلت فوجدت الباب مغلق، فشعرت بالخوف".
وأضافت الطفلة: "ظللت أصرخ سمعنى أحد المارة، فمر "عمى عادل" وقفز من أعلى السور، وبعد حضور عامل المدرسة، وتم إحضار شاكوش لكسر القفل، ولأن القفل من داخل الباب الحديدي، أعطاني الشاكوش الذى أحضره من محل عمى محمد، وطلب منى عمى عادل كسر القفل فحاولت حتى كسرته".
وتابعت هيام: "سمعت كلام كتير عن سبب حبسى وغلق العامل لباب المدرسة بأنى كنت بكنس الفصل، فلما نزلت وجدت الباب مغلق، وهذا كلام غير صحيح"، مؤكدة أن من يقوم بالكنس العمال، وحين يلقى طالب بورقة فى الفصل يزيلها لنحافظ على نظافة فصلنا، ولكن عملية كنس الطلاب للفصل لا يحدث، مؤكدة أنها علمت بخبر استعباد مدير المدرسة، ففرحت، مطالبة باهتمام بالطلاب، وأنها تخشى من تكرار الموقف مع غيرها، خاصة أنها قد يكون الطلاب بدورات المياه أو بأى فصل، أو متأخرين لأى سبب.
من جانبه، قال عاصم أحمد أبو الرجال، والد الطفلة، أنه لم يعلم بحبس طفلته ونسيانها بالمدرسة، إلا عندما خرجت من المدرسة، مؤكداً أنه لم يكن قلقاً على نجلته لأنها تعود على خروجها من المدرسة وتتوجه لدرس خارجى، وفوجئت بما حدث لها، وأنه كان بين أمرين التسامح فى حق نجلته أو يطالب بحقها.
وأضاف عاصم أبو الرجال، لم يكن يتوقع أن يغادر كل العاملين المدرسة، دون التأكد من عدم تواجد طلاب، مؤكداً أنه تم استدعائه فى نيابة الحامول لأخذ أقواله فى الحادث، وكانت نجلته هيام برفقته، مضيفا أن وكيل الوزارة جاءت للاطمئنان على نجلته وعرف بالقرارات التى تم اتخاذها تجاه المسئولين بسبب مجازاتهم .
فيما قال عادل عبد الحى ،شاهد الواقعة، أن لديه طفل بالصف الثالث الإبتدائى بالمدرسة، وأثناء مروره بجوار المدرسة وكالعادة نظرت إلى مبنى المدرسة، سمعت صوت طفل تبكى وتستغيث، فشاهدت الطفلة خلف الباب الحديدى وأنا بجوار السور المطل على الشارع، فاتصلت بمدير المدرسة وقال لى أقل من خمس دقائق سيكون العامل بالمدرسة ومضى حوالى نصف ساعة، ولما يأتي العامل، قفزت من أعلى السور المرتفع بمساعدة شاب يستقل دراجة بخارية،وتردت فى كسر القفل، حتى لاتكون هناك مسائلة مادام هناك عامل فى الطريق يكفيه أنه هدأ من خوف الطفلة.
وأضاف منقذ الطفلة: "وعندما حضر العامل عاتبنى على قفزى للسور بدلاً من شكرى لمحاولتى طمأنت الطفلة، وحدثت مشادة كلامية بيننا،فهددته بتصوير الفتاة وتصعيد الأمر إن لم يفتح للطفلة، ولكنه تركنا ،ولم يفتح للطفلة ، فاستعنت بشاكوش من أحد المحال المقابلة لسور المدرسة، وادخلته لهيام الذى فتحته، وقمت بتصويرها".
وقال عادل عبدالحي، رافق الطفلة لمنزل والدها وأخبره بماحدث، ولم يكن يعلم ماحدث،مؤكداً له أنه لن يفرط فى حق طفلته فلن يفرط هو فى حقها ،لأن ماحدث لها يمكن أن يحدث لغيرها، مؤكداًأنه نشر صورة الطفلة على صفحته الشخصية وخاطب المعنيين بمحاسبة المسئولين فيما تعرضت له الطفلة.
وأكد الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، محافظ كفر الشيخ، أنه يشعر بالحزن لما تعرضت له الطفلة هيام عصام، التلميذة بالصف الخامس الإبتدائى بمدرسة غرب تيرة التابعة لإدارة الحامول التعليمية من غلق الباب عليها، وأنه كلف الدكتورة بثينة كشك، وكيل وزارة التربية والتعليم، بزيارتها والاعتذار لها ،على أن يكون برفقتها طبيب نفسى لمتابعة الطفلة، مؤكدا أنه سيستقبل الطالبة وأسرتها بديوان عام المحافظة.
وأضاف محافظ كفر الشيخ، أنه سيقدم للطفلة اعتذارا رسميا مشيرا إلى أن ما حدث إهمال جسيم، لابد أن ينال كل مسئول الجزاء المناسب له ،وأنه قرر استبعاد مدير مدرسة غرب تيرة للتعليم الأساسي بالحامول لأنه يتعين على إدارة المدرسة ومشرف اليوم والنوباتجى مراجعة فصول المدرسة والتأكد من خلوها من الطلاب قبل غلق البوابات حرصا على سلامتهم، وهذا لم يحدث، مشددا على أنه قرر مجازاة معلم الحصة الأخيرة بفصل تلك الطالبة والمشرف والنوبتجى لتقصيرهم فى عملهم، وجار التحقيق فى الواقعة لتوقيع أقصى عقاب طبقا لنتائج التحقيقات.
وقالت الدكتورة بثينة كشك، كيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ، إنها اطمأنت على الطفلة، وأنه سيتم محاسبة كل مقصر فى عمله بالمدرسة ،لعدم التأكد من عدم وجود تلاميذ قبل مغادرتهم المدرسة،مؤكدة أنه تم استبعاد مدير المدرسة وسيتم اجراء تحقيق عاجل مع كل المسئولين، كما أرسلت وفداً مكون من خيرت محى الدين، مدير إدارة الحامول التعليمية ،وياسر البرجي، وكيل الإدارة وعباس عبدالسميع عضو فى المتابعة ،ومصباح عبدالله، مسئول أمن الإدارة، وجمال العجيزى من نقابة المعلمين.
وأكدت الدكتورة بثينة كشك،وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ ،أنها رصدت ما تم تداولة على صفحات التواصل الاجتماعى بشأن التلميذة التى تم احتجازها يوم الخميس الماضي، فكلفت لجان من الإدارة التعليمية لزيارة الطفلة بمنزلها مساء الجمعة، وتوجهت أمس السبت للمدرية ،فعاينت موقع تواجد الطالبة أثناء تواجدها بالمدرسة عقب غلق الباب الفاصل بين الدور الأول والثاني،مشيرة إلى أن هناك خطأ كبير ارتكبه العاملون بالمدرسة وخاصة مدير المدرسة الذى غادر المدرسة ولم يطمئن على عدم تواجد تلاميذ بالمدرسة.
وأكدت وكيل الوزارة ،أن الطالبة ستتوجه للمدرسة بدء من صباح اليوم، وسيتم مراعاتها نفسياً ومعنوياً من قبل المختص من التربية والنفسية،مشيرة إلى أن الأطفال والطلاب أمانة فى أعناقنا وأى تهاون فى مراعاتهم والحفاظ عليهم أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً.
وقالت وكيل الوزارة ،للأسف هناك عدد من مدراء المدرارس تصلهم التوجيهات بتطبيق إجراءات الأمن والسلامة، ويوقعون عليها دون اهتمام بها ،ومصيرهم الاستنغناء والمجازاة لتصيرهم،مؤكدة أنها تحذر من سوء عاقبة المستهتر منهم، لأن الاهمال فى حق الطالب خط أحمر لايمكن السماح فيه.