بدأت اليوم الخميس عملية نقل رفات الجنرال فرانسيسكو فرانكو الذى حكم اسبانيا بيد من حديد حتى وفاته فى 1975 من ضريحه الضخم "وادى الشهداء" بالقرب من مدريد، بعد 44 عاما على وفاته.
وحمل أفراد من أسرة فرانكو نعش الديكتاتور الإسبانى خارج المقبرة بعد استخراج الرفات، وتم نقله إلى المقبرة العائلية فى شمال مدريد بطائرة هليكوبتر، ليتم دفنه بجانب زوجته،وفقا لصحيفة "الكونفيدنثيال" الإسبانية.
وظل المكان الذى دفن فيه الجنرال "وادى الشهداء" موضوع نقاش سياسى وإعلامى ساخن اشتعل فى السنوات الأخيرة،وهناك 3 مفاتيح لفهم أسباب نقل إسبانيا رفات الديكتاتور الإسبانى بعد مرور 44 عاما على دفنه.
1-كان الحزب الاشتراكى الحاكم فى إسبانيا برئاسة بيدرو سانتشيز، يسعى دائما لاستخراج رفات الديكتاتور الإسبانى وتحويل مقبرة الدولة "وادى الشهداء" إلى نصب تذكارى لنصف مليون شخص قتلوا خلال الحرب الأهلية التى أشعلها فرانكو التى دارت بين 1936 و 1939، حيث يرون أن وادى الشهداء مكان لإحياء ذكرى ضحايا الحرب ووجود رفات الديكتاتور فرانكو فيها إهانة "للديمقراطية".
وتنتظر حكومة سانشيز حاليًا الانتخابات العامة المقررة فى 10 نوفمبر المقبل ، لكن هذا لم يمنعه من تحديد موعد لإجراء تم إصداره بموجب مرسوم بقانون أقرته الحكومة فى 24 أغسطس وتم التصديق عليه من قبل الغالبية العظمى من مجلس النواب فى سبتمبر الماضى.
2-كما أن المقبرة تحولت إلى قبلة لليمين المتطرف ، بعد أن اعتبروها "ضريحا"، يزورونه كنوع من التقدير للديكتاتور، كما يجتمعون فيها لإحياء ذكرى وفاته، وهو ما رفضه الإسبان وخاصة الاشتراكيون.
3-يرى عدد كبير من الإسبان أن مقبرة وادى الشهداء تعتبر تجسيد لانتصار القوات الموالية لفرانكو على معارضيه الجمهوريين، كما أن جزءاً من الضريح بُنى على يد السجناء السياسيين الذين استغلتهم حقبة فرانكو كعمالة إجبارية.
من هو الديكتاتور فرانكو؟
الديكتاتور فرانكو هو قائد عسكرى إسبانى قاد انقلابا عسكريا، وتسبب فى اندلاع حرب أهلية مع الحكومة فى عام 1936 ، وانتهت بعد ثلاث سنوات فى 1939 بانتصاره ووصوله إلى الحكم، ولكنه تسبب فى مقتل نصف مليون شخص خلال فترة حكمه للبلاد، وأعدم ما يزيد على 20 ألف شخص، بالإضافة لانتشار المقابر الجماعية، التى جعلت من إسبانيا أكبر بلد تضم مقابر جماعية فى التاريخ ، وعاشت البلد الأرووبى فى فترة حكمه عاشت رعبا حقيقيا انتهى بموته فى 1975، حسبما قالت صحيفة "لاراثون" الإسبانية.
وفى السنوات الأولى من حكمه ، قتل 200 ألف إسبانى نتيجة للقمع السياسى والجوع والمرض، مما جعل إسبانيا فى الخمسينات هدف استيراتيجى للولايات المتحدة الامريكية.