تجرى، غدا الأحد، فى سلطنة عمان، انتخابات أعضاء مجلس الشورى للفترة التاسعة، فى ظل استعدادات مكثفة على مستوى السلطنة، لإنجاز هذا الاستحقاق وسط حراك واسع النطاق بين المترشحين والناخبين من خلال اللقاءات والبرامج الانتخابية.
وتكتسب انتخابات مجلس الشورى العمانى فى دورته الجديدة أهمية كبيرة كونها تتزامن مع الاستعدادات ليوم النهضة العمانى فى 23 يوليو الحاليى، والعيد الوطني 49 فى 18 من نوفمبر المقبل والذى يتوج مسيرة نصف قرن من تجربة سلطنة عمان فى الانتقال إلى دولة مؤسسات عصرية حديثة.
عدد المترشحين والناخبين
ويختار العمانيون، في تلك الانتخابات، 86 عضوا فى "مجلس الشورى" يمثلون كافة ولايات السلطنة البالغ عددها 61 ولاية، لفترة مدتها 4 سنوات. وقد بلغ عدد الناخبين في القوائم الانتخابية 713335 ناخبا وناخبة، بينهم 375801 ناخب، و337534 ناخبة.
ويوزع أعضاء مجلس الشورى العمانى ما بين عضو واحد للولايات التي يقل عدد سكانها عن 30 ألف نسمة، وعضوين التي يزيد عدد سكانها عن 30 ألف نسمة، وقد بلغ عدد المرشحين 717 مرشحا ومرشحة بينهم 675 مرشحا، و42 مرشحة بحسب ما تم الإعلان عنه مسبقا في القوائم النهائية.
انتهاء الدعاية الانتخابية وبدء الصمت الانتخابى
وأعلنت وزارة الداخلية اليوم ،السبت، عن بدء الصمت الانتخابي الذي يمنع ممارسة أية دعاية انتخابية لبرنامج أو رؤية المرشحين والمرشحات الانتخابية وفقا لنص المادة (44) من قانون انتخابات أعضاء مجلس الشورى. موضحه أنه يعاقب بالسجن لمدة لا تزيد عن 6 أشهر ، ولا تزيد على 3 سنوات، وبغرامة لا تقل عن 1000 ريال ولا تزيد على 3000 ريال أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من أعطى، أو التزم، أو تعهد أن يعطي ناخبا فائدة لنفسه أو لغيره مقابل صوته في الانتخاب، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من سهل أو حرض أو توسط في ذلك.
وقد تمت دعوة أكثر من ٧٠ صحفيا من خارج السلطنة للمشاركة فى نقل وتغطية وقائع الانتخابات.
الولايات الأكثر عددا للناخبين
وقد تصدرت ولاية صلالة بمحافظة ظفار في أعداد الناخبين على مستوى السلطنة، حيث وصل عدد الناخبين المقيدين لانتخابات مجلس الشورى للفترة التاسعة 40444 ناخبا وناخبة، وجاءت ولاية السويق بمحافظة شمال الباطنة في المرتبة الثانية من حيث عدد الناخبين بمعدل 36149 ناخبا وناخبة، وحلت ولاية صحار بمحافظة شمال الباطنة في المرتبة الثالثة بمعدل 31533 ناخبا وناخبة، بينما جاءت ولاية السيب بمحافظة مسقط في المرتبة الرابعة بمعدل 28886 ناخبا وناخبة، وجاءت ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة في المرتبة الخامسة بمعدل 28759 ناخبا وناخبة.
وتأتي انتخابات أعضاء مجلس الشورى العمانى للفترة التاسعة لتعزز مكتسبات تجربة الشورى في السلطنة عبر مسيرة رسختها تحولات بارزة على مستوى التشريعات والممارسات، وتجسد نهج المشاركة من أجل دعم مسيرة العمل الوطنى وتحقيق تطلعات وطموحات المجتمع.
مراحل تطور عمل مجلس الشورى العمانى
وكان السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، أصدر أمرا فى عام 2011 بتعديل القانون الأساسي لمنح مجلس عمان "سلطة تشريع ومراقبة" عمل الحكومة. ويضم هذا المجلس مجلسي الشورى والدولة، والأخير أقرب إلى مجلس للأعيان ويضم 83 عضوا معينين.
وقد تدرجت سلطنة عمان في ممارسة الشورى، إذ تمثل هذا التدرج في آليات تطبيق منهج الشورى العمانية من خلال تأسيس المجلس الاستشاري للدولة، الذي استمر من عام 1981 إلى عام 1991م، وكان رئيسه وأعضاؤه يرشحون بالتعيين من خلال المراسيم السلطانية، ثم الإعلان عن مجلس الشورى في عام 1991م. ومنحه الشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والإداري، كخطوة جديدة في مواصلة التقدم في التجربة الديمقراطية في السلطنة.
ثم الانتقال في عام 1997 إلى إنشاء مجلس الدولة ومجلس عمان، ويضم مجلس عمان مجلسي الدولة والشورى، حيث رافق ذلك أيضا التدرج في عملية الانتقال من التعيين إلى الانتخاب، وزيادة في عدد الأعضاء، ونسبة التمثيل ومشاركة المرأة، وفي الصلاحيات، وفي شكل الممارسة، وذلك لإثراء مسيرة التطور والبناء، وإفساح المجال للأفكار والآراء التي تخدم الصالح العام، وتسهم في توفير الحياة الكريمة للمواطنين، وتحقيق الأهداف العليا للوطن، وتم فتح الباب أمام المواطنين العمانيين لخوض انتخابات عامة يتساوى فيها الرجل والمرأة على قدم المساواة للترشح في المجلس، بحيث تمارس فيها المرأة العمانية حق الترشح والانتخاب.
ثم شهد المجلس تطورات مهمة ونوعية سواء على مستوى الصلاحيات خاصة بعد التعديلات التي أجراها السلطان قابوس بن سعيد في عام 2011 وإعطاء المجلس صلاحيات تشريعية ورقابية، أو سواء على مستوى المشاركة السياسية وتزايد أعداد من لهم حق الانتخاب والذين وصلوا إلى 611 ألف ناخب، أو سواء على مستوى دوره في إعداد القوانين والتشريعات والتعاون مع مجلس الدولة ، أو على مستوى تطور البرامج ونظام الانتخابات ، حيث أصبح التصويت الإلكتروني متاحا في الانتخابات عن الموبيل.