خليفة عطوة خليفة، المتهم الثالث فى حادثة المنشية التى تمر ذكراها اليوم 26 أكتوبر 1954، بلغ من العمر أرذله، واقترب من 90 عاما، لكنه لازال يتذكر تفاصيل محاولة اغتيال عبد الناصر فى المنشية بمحافظة الإسكندرية أثناء إلقاءه خطاب وسط الجماهير الغفيرة.
فى السطور التالية، يروى خليفة عطوة لـ"انفراد" كواليس الحادث وملابسات مشاركته فى الواقعة الشهيرة، وسعيه ومجموعة من أفراد تنظيم الإخوان الإرهابى لاغتيال جمال عبد الناصر، يروها بذاكرة حديدية، وبكلمات تلقائية، كما يكشف كيف لعب القدر وشاء أن يتحول من مجرم محكوم عليه بالإعدام لموظف فى رئاسة الجمهورية والعمل مع جمال عبد الناصر.
الإخوان مجرمون
بدأ "خليفة" المولد 10 فبراير عام 1933 بمركز أبوحماد بمحافظة الشرقية استطراده فى الحديث، بانتقاد جماعة الإخوان قائلا :" هؤلاء لا يأمنون إلا بأنفسهم، فأنهم جماعة من مجرمين، يكذبون كما يتنفسون، وتم تأسيسها من قبل الانجليز، فهذه الجماعة صنيعة إنجلترا".
وعن حادثة المنشية يقول: " أنا كنت مشارك فى هذه الواقعة، وأنا الشخص الوحيد الذى لازال على قيد الحياة، فمن يريد أن يتحدث فى هذه الواقعة عليه العودة لى، وأنا أتحدى أى إنسان يعرف ما أعرفه عن هذه الواقعة التى شاركت فيها عندما كان صغيرا فى السن".
حادثة المنشية بتكليف الإخوان
وأضاف: "حادثة المنشية كانت كلها بتكليف من جماعة الإخوان التى خططت لاغتيال عبد الناصر ، ونحن كنا شباب فدائى والجماعة أقنعتنا بأوراق مزيفة أن جمال عبد الناصر اتفق مع الانجليز باتفاقية الجلاء، لذلك شاركنا فى محاولة الاغتيال، فهذه الجماعة كذبت علينا لأنها جماعة إجرامية".
واستطرد: "كنا فى هذا الوقت طلاب بالجامعة، فى هذا اليوم اتجهنا نحو الاسكندرية، وبما أننا كنا فدائيين، كنا نقف بجوار قيادات الثورة "الضباط الأحرار" على المنصات فى المؤتمرات الجماهيرية، وفى هذا اليوم كنا نعتبر أنفسنا مشاركون فى عملية فدائية كجميع العمليات التى قمنا بها وكان يدعمنا فيها الكثير من الضباط".
إشارة لإطلاق الرصاص على الزعيم
واستطرد: " كانت الخطة عبارة عن مجموعتين، الأولى لرقابة والمتابعة والثانية للتنفيذ، وأنا كنت ضمن أفراد المجموعة الأولى وهى التى منحت الاشارة بالضرب الرصاص على جمال عبد الناصر، الذى كان وقتها بكباشى، لكن العملية فشلت" مشيرا إلى أن هناك شخصا كان لديه متفجرات ولكنه لم يفجر نفسه".
وتابع حديثه: "الشخصيات التى شاركناها فى هذه العملية كل من محمود عبد اللطيف المتهم الأول، أما الذى منحنا الخطة كاملة، هنداوى دوير عنصر التنظيم السرى لجماعة الإخوان، الذى كان يعمل محامياً وكنت الثالث فى المجموعة وكان معى محمد النصيرى، الطالب بكلية الحقوق، والذى كان يجيد إطلاق الرصاص، وكان بحوزته قطعتا سلاح خشية تعطل إحداهما لأى أسباب، وارتدى محمد النصيرى حزاماً ناسفاً للهجوم على ناصر حال فشل مهمة عبداللطيف، وارتديت أنا وحافظ ملابس الحرس الوطنى وبينما كان عبداللطيف يستعد لتصويب مسدسه ناحية ناصر بعد أن تمكن من الوقوف أعلى تمثال سعد زغلول، وفى الوقت الذى كان فيه جمال منفعلاً ويرفع يده اليسرى كانت تلك اللحظة لإطلاق الإشارة بالتلويح بأصبعي حتى تستقر الرصاصة فى صدره، إلا أن القدر وقف مع جمال عبد الناصر".
الحكم بالإعدام
وأوضح قائلا: "فى اليوم التالى للحادثة تم محاكمتنا من قبل محكمة برئاسة مجموعة من الضباط الأحرار وهم جمال سالم وحسين الشافعى وأنور السادات، وعقب إصدار الحكم بالإعدام تم ترحيلنا لسجن القلعة لنقضى فيه 21 يوما".
العودة للحياة
وعن كيفية عودته للحياة مرة ثانية بعدما تم الحكم عليه بالإعدام قال: "فى ذات ليلة تم اصطحابنا لمكان غير معلوم لنرى أنفسنا أمام جمال عبدالناصر، فإذا بنا نقف أمامه وهو يراجع أوراق وينظر إلى صور الحادثة، وسألنا لماذا شاركتم فى هذه الجريمة وأنتن معروف عنكم أنكم من الفدائيين قلت له لأنك خائن وبعت مصر، فاستفسر منا عن هذا الاتهام، فقلت له أن الإخوان عرضت علينا أوراقا تؤكد أنك اتفقت مع الانجليز، فجلب لنا عبد الناصر الأوراق الصحيحة ووقتها عرفت أن الإخوان خدعونى بأوراق كاذبة ومزيفة".
والعمل مع الرئيس
وتابع قائلا: "بعد ذلك تم الإفراج عنى ثم تعينى بالعمل فى مكتب الرئيس جمال عبد الناصر، كأى موظف فى الدولة، واشتغلت مع عبد الناصر لغاية لما مات" مضيفًا :" جمال عبد الناصر اقتنع تماما اننا كنا فاهمين غلط وأن الإخوان قدموا لنا أوراق غلط عن المعاهدات، وكنا وقتها لم نعرف أن جمال عبد الناصر هو القائد الحقيقى لثورة يوليو".
وحذر المتهم الثالث فى واقعة المنشية جميع الشعب المصرى بالانسياق وراء الشائعات التى يطلقها الإخوان، مضيفًا: "لقد التقيت فى الزقازيق بمحمد بديع مرشد الإخوان وقلت له أنت طرطور ولا تعرفون شيئا".
السيسى نعمة من ربنا لمصر
وأوضح قائلا: "أنا الشاهد الوحيد الذى عايش من هذه الحادثة، ومستمر فى التحذير من الإخوان وأعلم أحفادى كيف يكذب الإخوان وكيف يقدمون أوراقا لتزيف الحقائق" مشيرا إلى أنه يدعم الرئيس عبد الفتاح السيىسى، قائلا :" السيسى نعمة ربنا أعطها لمصر، وهو الذى يعمل كل ما كان يتمنى عبد الناصر فعله وحاول إقامته".