صور.. قصة فنان تشكيلى بالشرقية يستخدم الخردة فى تصنيع تماثيل تعبر عن الحضارة المصرية القديمة.. أول أعماله حصان يمثل شعار المحافظة وآخرها الملكة "نفرتيتى".. ويعكف حاليا على تصميم لـ"حتشبسوت"

لم يكتفِ بدراسته فى كلية التربية الفنية بجامعة الزقازيق، بل واصل دراسته لاكتساب خبرة أكبر والتحق للدراسة بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والتى لعبت دورا كبيرا فى حياته حتى أصبح فنانا تشكيليا من طراز منفرد، يشارك بأعماله الفنية بالعديد من المعارض بمختلف محافظات مصر. ولد "حسام حسين حامد" بحى الإشارة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، حاول أن يصنع لنفسه مجالا خاصا فى الفن من خلال تصميم أعمال من الخردة، وحصل على منحة للتفرغ فى أعمال النحت من وزارة الثقافة، وتفرغ من عمله كمعلم بالتربية والتعليم من أجل حبه للنحت بالخردة. وقال الشاب صاحب الـ 44 عاما، فى حديثه لـ"انفراد": "بدايتى كانت أثناء دراستى فى حلون كنت أتجول فى العديد من الشوارع والمتاحف المصرية لاكتساب خبرة، ومن أجمل عمل مشروعات دراسية كنا نعبر عنها بالنحت، وجدت نفسى ذا يوم منبهرا أمام عمل فنى من الخردة للفنان "صلاح عبد الكريم" ومن هنا قررت الاتجاه إلى فن النحت بالخردة، والبداية عندما شاهدت عاملا معه ماكينة لحام طالبته بعد الانتهاء من عمله العمل على الماكينة لبضعة دقائق لكى أختبر نفسي، وجدت صعوبة فى البداية، وضرورة معرفة ممارسة ومبادئ وقوانين واكتساب مهارة اللحام، وهذا كان خارج نطاق الفن، وبعدها مع مرور الوقت اشتريت ماكينة لحام وجربت أكتر من تجربة حتى تم التوصل إلى اكتساب مهارة اللحام. وعن أول أعماله الفنية قال: كان الحصان شعار محافظة الشرقية، وتم إيداعه بميدان عرابي، وقبل تصميمه كان لى العديد من التجارب الشخصية لكنها لم تصل إلى درجة الإبداع، وبعد الحصان كانت الانطلاقة، وصممت المسلة المضيئة ليلا فى ميدان التحرير، على ارتفاع 12 مترا، ومسلة أخرى فى ميدان الزراعة، وبعدها توالت الأعمال منذ عام 2017 . يستخدم "حسين" النحت فى أعماله بمختلف الخامات، بداية من الطين الأسوانى واستنساخها إلى البرونز أو فيبر جلاس أو حجر صناعي، إلى نحت الأخشاب والحجر الطبيعى والجرانيت، وكان أبرز هذة الأعمال تمثال رمز محافظة الشرقية، وهو عبارة عن حصان بارتفاع 4 أمتار تم وضعه فى نفق أبو الريش فى عهد الدكتور سعيد عبد العزيز، محافظ الشرقية الأسبق، موضحا أن أغلب أعماله عبارة عن خيول أو شخصيات سياسية أثرت فى الحضارة المصرية، حيث صمم تمثال للملكة نفرتيتي، من الحديد الخردة بارتفاعه 120 سم، واستغرق تنفيذه 4 أشهر، ويعكف حاليا على تصميم تمثال للملكة حتشبسوت، وعمل أخر تحت التنفيذ عن حيوان مقدس عن الفراعنة، وصلاح الدين الايوبي، فاتجاهه دائما للشخصيات السياسية المؤثرة فى تاريخ مصر، وفى خطته المستقبلية تصميم تمثال ل للرئيس الراحل "جمال عبد الناصر" ولكن توجد صعوبة للتعبير عنه بالخردة، وممكن أستعيض عنها بنحته من الرخام، لأن خامة الخردة تفرض شروطها على العمل، حيث شخصية صلاح الدين الأيوبي، سهل التعبير عنها بالخردة من خلال الخوزة والدرع والحربة التى كان يستخدمها، لأن توجد صعوبة فى السيطرة على الخامة من الخردة. شارك ابن الشرقية، فى العديد من المعارض بداية من عام 2017 وكان معدل المشاركة من 6 مشاركات سنويا ، وأبرزهم معرض قصر الفنون بدار الأوبرا المصرية، وملتقيان على التوالى بقصر ثقافة الإسماعيلية، وحصل خلال الملتقيان على درع التميز فى النحت، وحصل على العديد من التكريمات والدروع عن أعمال الفنية، ويستعد حاليا للمشاركة فى معرض "سمبوزيوم بمرسى مطروح الأول لنحت الحديد الخردة" التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة فى الفترة من أول نوفمبر وحتى وهو أول سمبوزيوم للخردة كل فنان يحضر خامته معه ولوحاته. وعن المخاطر والصعوبات التى يواجها فى العمل، أكد أن أكثر صعوبة هى كيفية العثور على الخامة المناسبة، لأن ليست كل كلمة خردة تناسب للعمل الفنى فيجد صعوبة كبيرة فى اختيار الخردة، وعن المخاطر التى يتعرض لها، تكمن فى التعامل مع اللحام بالحديد، لأنه يصل إلى درجة انصهار الحديد وسقوط أجزاء منه على قدمى أثناء التقطيع. "طول ما أنا صاحى طول ما أنا شغال" هكذا عبر الفنان التشكيلي، عن عدد الساعات التى يقضيها يوميا داخل ورشته أنه يقضى أكثر من 12 ساعة للعمل بها، وطول ما هو صاحى وليس لديه إلى سفريات فهو يعمل داخل ورشته. وعن طموحه على المستويين العام والشخصي، قال طموحه على المستوى الشخصى يتلخص فى زيادة أعماله الفنية وإقامة معارض أكثر ووصول رسالته للخارج، وخاصة أن معظم أعماله عبارة عن خيول أو أعمال لإظهار الشخصية المصرية القديمة؛ وعلى المستوى العام يحلم بعدم مشاهدة تلوث بصرى فى الشارع، ويحلم بمشاهدة مناظر مبهجة وليست قبيحة مثل رصيف مكسر أو عمارة ملونة بألوان شاذة.