أكدت وسائل إعلام أمريكية مقتل زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى خلال عملية أمريكية فى قرية برايشا فى أقصى شمال مدينة إدلب السورية، والتى تسيطر عليها فصائل مسلحة مقربة من تركيا وقطر وتتلقى تمويلا مباشرا من الدولتين.
وأفادت تقارير أمريكية، بأن العملية تمت بالتنسيق مع جهاز المخابرات العراقية، فضلا عن إشارات من القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية بالمساعدة فى تقديم الدعم لتنفيذ العملية التى نفذتها قوات خاصة أمريكية مدعومة بطائرات للتحالف الدولى ضد داعش.
كانت وحدات حماية الشعب الكردية قد كشفت فى مارس الماضى عن هروب زعيم تنظيم داعش الإرهابى أبو بكر البغدادى إلى مدينة إدلب، وذلك بعد تمكن القوات الكردية من السيطرة على بلدة الباغوز آخر معاقل التنظيم الإرهابى.
إلى ذلك، أكد مسؤول رفيع في استخبارات وزارة الداخلية العراقية والتي يطلق عليها تسمية خلية الصقور والمكلفة باقتفاء أثر قيادات تنظيم داعش داخل العراق وسوريا مقتل زعيم التنظيم ابو بكر البغدادي وفق المعطيات العراقية والأمريكية.
وقال المسؤول العراقى فى تصريحات لمونت كارلو الدولية إن اختيار المدعو عبد الله قرداش والملقب بأبي عمر التركماني كخليفة لابو بكر البغدادي تم منذ فترة ليست قصيرة وبدعم من البغدادي وتزكية منه مباشرة وحظي هذا الترشيح بموافقة كل أعضاء مجلس شورى التنظيم.
المسؤول الأمني العراقي الرفيع أكد أن المعلومات التي بحوزة خلية الصقور تفيد بأن بعض قادة التنظيم الإرهابي اقترحوا اختيار شخصية سورية أو من بلد عربي آخر خليفة للبغدادي، على اعتبار أن المرحلة المقبلة للتنظيم سيركز فيها على مناطق أخرى غير العراق وسوريا الا أن البغدادي أصر على شخصية عراقية هي قرداش الذي ينحدر من بلدة تلعفر غرب مدينة الموصل شمال العراق.
واعتبر المسؤول العراقي أن المرحلة المقبلة من الحرب على تنظيم داعش لن تكون سهلة بمقتل البغدادي، فقرداش هو أسوأ من البغدادي وأشرس ويملك نفوذاً قوياً داخل أجزاء واسعة من هيكلة التنظيم وبالتالي مهمته الرئيسية ستتمحور حول عملين أولهما إعادة القوة الى التنظيم بعد هزائمه في سوريا والعراق وربما يستثمر الأحداث الأخيرة في شمال شرق سوريا لتحقيق هذا العمل، والأمر الثاني، بدء عمليات ارهابية دموية في العراق وسورية ومناطق في العالم ليرسل رسالة بأن التنظيم بات أكثر خطراً من عهد البغدادى.
وشدد المسؤول الأمني العراقى على أن فرص نجاح قرداش كزعيم ارهابي لن تكون أفضل حالاً من سلفه البغدادي كون تنظيم داعش واقع في منطقة بين العراق وسوريا وهي تحت ضغط شديد عسكرياً وأمنياً ومن أطراف اقليمية ودولية عديدة، كما أن هناك تعاوناً دولياً واسعاً لمنع هذا التنظيم الإرهابي من اعادته أنشطته رغم تقاطعات المصالح التي تبرز بين دولة وأخرى بين الحين والآخر.
كانت وسائل إعلام أمريكية قد أشارت إلى تعيين عبد الله قرداش مسؤول عن إدارة الشؤون اليومية لتنظيم داعش الإرهابى بعد مرض أبو بكر البغدادى، ويعد قرداش الرجل الأقوى داخل التنظيم المتطرف ويحظى بعلاقات واسعة مع خلايا داعش بسوريا والعراق.
ويعرف عبد الله قرداش بلقب "الأستاذ" وهو ضابط سابق في الجيش العراقى خلال فترة حكم الرئيس السابق صدام حسين، وقد بزغ نجمه في التنظيمات المتطرفة بعد سقوط نظام صدام عام 2003.
واعتقلت القوات الأمريكية كلا من أبو بكر البغدادى وقرداش عام 2003 لصلاتهما بتنظيم القاعدة، واعتقلا معاً فى محافظة البصرة، حيث يُعتقد أن البغدادى استغل قدراته كـ"داعية" وتمكن من تجنيد المئات من السجناء لتنظيمه المتطرف، وكون ما سمَّاه بـ"دولة الخلافة" وبات قرداش أحد أبرز المقربين إلى زعيم تنظيم داعش.
قرداش يعتبر من كبار "المشرعين" فى تنظيم داعش الإرهابى وهو معروف بغلاظته السياسية، ولذا لقبوه داخل التنظيم بـ"الأستاذ " كما كان مقرباً من أبو علاء العفرى، النائب السابق للبغدادى الذى قُتل فى غارة أمريكية فى مارس 2016.
قرداش يتمتع بكاريزما وشخصية قاسية جدا ويمتاز بالقسوة وعدم المسامحة والتشدد وبقدرته العالية على الإقناع لذلك كان يتولى بنفسه الإشراف على إدارة بعض إمارات التنظيم الإرهابى.
وتمكن أبو بكر البغدادى من الاستفادة من قدرة قرداش الدعائية لجذب مئات السجناء إلى تنظيم داعش، وهو ما خول الأخير تولى مراكز حساسة فى التنظيم الإرهابى كان منها المساعد الأول للبغدادى.
تمتع عبدالله قرداش بشخصية استقطابية لديها القدرة على إعادة تنظيم الافراد المتشظين، الذين هم عبارة عن مجاميع منفردة ومجاميع منحلة واعتقاد البغدادى بأن التنظيم سيلتئم ويجتمع ويلتف حول قرداش.