الرحلة الأخيرة.. انفراد بمنزل ضحية حادث قطار الإسكندرية.. الأسرة: نرفض تسييس القضية وحقنا سيعود بالقانون.. وعمته: منهم لله اللى حرمونى منه كان نفسى أشوفه عريس.. فيديو

حزن يملأ الوجوه، ودموع تتساقط، وسيدات يتشحن بالملابس السوداء، ودعوات لا تتوقف بالرحمة والمغفرة"، هكذا كان المشهد بمنزل ضحية حادث قطار الإسكندرية بمنزله بمحافظة القليوبية. الأم لم تستطيع أن تتمالك نفسها، وتتحدث عن فلذة كبدها، فهى تتعرض لحالة إغماء ما بين الحين والآخر، ولم تصدق أنها لن ترى ابنها مرة أخرى، بعد حديث تليفونى دار بينهما قبل وفاته بساعات. "محمود" شقيق الضحية، تمالك نفسه بعض الشىء، وتحدث عن شقيقه، قائلاً: "محمد" لم يكن أخي فحسب، بل كان ابني، فهو الشاب الأصغر لنا، والمسالم والمعتمد على نفسه دوماً، كان يجوب المحافظات بحثاً عن مصدر رزق، فلم يرضى بالجلوس فى المنزل مثل باقى الشباب، وإنما كان يبحث عن لقمة العيش أينما كانت، وننتظر القصاص لروحه الطاهرة، وسيظل "محمد" باقي في قلوبنا وضمائرنا. وعن لحظات الوداع، قال شقيق القتيل:"عارف يعني ايه تودع حتة منك، ومتأكد انك مش هتشوفه تاني" لكن نحمد الله فقد كانت جنازته مهيبة شارك فيها الآلاف فقد كان محبوباً لدى الجميع، وبكت كل الأعين عليه" اللى نعرفه واللى ما نعرفوش". حياة الضحية كانت مليئة بالحزن، فتقول عمته الحاجة "عالية"، مات والده وبعده شقيقته، وكان "محمد" يعيش مع شقيقيه "تامر" و"محمود"، وكان محبوباً لدى الجميع، لأنه "مكافح وراجل بمعنى الكلمة، منهم لله اللى حرمونى منه، كنت نفسى أشوفه عريس، وبدل ما أمشى فى جنازته أمشى فى فرحه". وتابعت عمة الضحية، حق ابننا سيعود بالقانون ولن نرضى سوى بالقانون، وكلنا ثقة فى بلدنا، خاصة بعد القبض على المتهم فور وقوع الحادث، ولا نرضى بـ"تسيس" القضية، ابننا مات وهو الآن بين يد الله والمتهم مقبوض عليه، وسيلقى مصيره، وحق الضحية سيعود بالقانون وليس بالأبواق الإخوانية مثل الجزيرة، ولن نرضى لأحد أن يتاجر بقضيتنا. وأردفت العمة:"نحن أسرة مؤمنة ومسالمة وراضون بقضاء الله وقدره، ونحمد الله على كل حال، ونطلب من الجميع الدعاء لابن أخى بالمغفرة والرحمة، وسنتابع كواليس التحقيقات مع المتهم وكلنا ثقة فى أنه سيلقى العقاب اللازم. والتقط الحاج "محمد" أطراف الحديث من عمة الضحية، قائلاً: ابن أخى كان يعمل في العديد من المحافظات، ويفضل دوماً الاعتماد على النفس، فقد عاش حياته كلها رجل ومات رجل، ونحن صابرون وراضون بقضاء الله وقدره، و"البلد كلها شاركتنا الحزن، اللي حضر معانا ، واللي كتب على فيس بوك، واللي تعاطف، ربنا يرحم محمد كان محبوب عند الكل". وكانت قد أعلنت هيئة السكة الحديد أنه أثناء مسير قطار 934 مكيف الإسكندرية - الأقصر وخلال قيام رئيس القطار بمطالبة اثنين من الركاب بدفع قيمة الأجرة امتنعا عن دفع الأجرة، وأثناء تخفيض القطار سرعته بمحطة دفرة بالغربية لوجود عطل بنظام الإشارات بالمحطة قاما بالنزول من القطار أثناء مسيره، مما أدى إلى سقوط أحدهم أسفل عجلاته وتوفى فى الحال وأصيب الراكب الآخر وتم نقلهما بالإسعاف لمستشفى طنطا العام. وأضافت هيئة السكة الحديد أنه تم التحفظ على رئيس القطار بمعرفة شرطة السكة الحديد وجار عرضه على النيابة العام بمدينة طنطا، واتخذت الهيئة قرارا بوقف رئيس القطار وكمسرى القطار لحين انتهاء التحقيق معهما فى النيابة العامة، وتبين أن الراكبين من الباعة الجائلين. وأكدت وزارة النقل، أنه لن يسمح بأى تهاون فى حق أى مواطن مصرى وأنه يحرص دائما على حياة كافة المواطنين وأن التحقيقات ستظهر الحقيقة وأنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات تجاه المذكور فى حالة ثبوت الواقع.