تمر اليوم 65 عامًا على قرار مجلس قيادة الثورة والرئيس الراحل جمال عبد الناصر بحل جماعة الإخوان، والذى جاء بعد أيام من إقدام الجماعة على محاولة اغتيال الرئيس الراحل فى حادث المنشية أثناء إلقائه خطابًا للشعب المصرى حينها.
ويعد هذا ثانى قرار بحل جماعة الإخوان بعد أن أقدم رئيس الوزراء الأسبق النقراشى باشا باتخاذ قرار حل جماعة الإخوان عام 1948 بعد عمليات الإرهاب التى مارسها التنظيم الخاص والاغتيالات التى ارتكبتها والتى طالب المستشار الخازندار والذى تسبب فى اغتياله من قبل عناصر الجماعة.
أحداث حل جماعة الإخوان الثانية كانت بدايتها أثناء إلقاء عبدالناصر خطابا جماهيريا بميدان المنشية بالإسكندرية فى ذكرى ثورة يوليو، ليطلق عليه عضو بالجماعة الرصاص فى محاولة لقتله، إثر توقيعه قبل أيام من الحادث لمعاهدة الجلاء مع إنجلترا والتى تقضى بجلاء البريطانيين بالكامل عن مصر فى غضون عشرين شهرًا من توقيع الاتفاقية، وانقضاء معاهدة التحالف التى كانت قد وقعت فى لندن فى عام 1936، وأن تقر الحكومتان المتعاقدتان بأن قناة السويس البحرية المصرية، طريق مائى له أهميته الدولية من النواحى الاقتصادية والتجارية والاستراتيجية.
وخلال إلقائه الخطاب أطلق أحد عناصر الإخوان ويدعى محمود عبد اللطيف 8 طلقات نارية، فيما أمسك عبد الناصر الميكروفون وهو يرد على تلك الطلقات قائلا: "أيها الأحرار حياتى فداء لكم، دمى فداء لمصر".
المتورطون فى هذا العمل الإرهابى كان محمود عبد اللطيف ومعه ثلاثة ينتمون إلى جماعة الإخوان الذين دبروا محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، حيث كشفت التحقيقات حينها انتماء المتهم إلى الجهاز السرى لجماعة الإخوان، وأن محاولة الاغتيال كانت جزءا من مؤامرة كبرى لاغتيال أعضاء مجلس قيادة الثورة و160 من ضباط الجيش للاستيلاء على الحكم.
بعدها تم إلقاء القبض على عدد كبير من قيادات الإخوان على رأسهم حسن الهضيبى مرشد الإخوان حينها وعبد القادر عودة أحد أبرز قيادات الجماعة حينها الذى تم إعدامه مع مجموعة أخرى من عناصر الجماعة المتورطين فى الحادث.
قرار حل جماعة الإخوان وفقا للوثيقة التى ينشرها "انفراد" شهدت إمضاء رئيس مجلس قيادة الثورة جمال عبد الناصر و١٠ من أعضاء المجلس.
الدكتورة هدى جمال عبد الناصر نجلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان لها تعليق فى حوار سابق مع اليوم السابق عن قرار حل الإخوان حيث عرضت وثيقة بقرار الرئيس الراحل بحل جماعة الإخوان لتحدثنا أكثر عن علاقة الرئيس الراحل بالجماعة، مؤكدة أن الرئيس الراحل كان عدوا للإخوان، لافتة إلى أن الدليل على ذلك هو حادث محاولة الاغتيال فى المنشية عام 1954.
وقالت هدى عبد الناصر، فى حوار سابق لها مع "انفراد" إن جمال عبدالناصر لم ينضم يوما لجماعة الإخوان المسلمين كما روج البعض، وأكبر دليل على عداء الجماعة للرئيس الراحل كان محاولة اغتياله فى حادث المنشية.