وجه الكونجرس الأمريكى ضربة قوية لتركيا بعد تصويت مجلس النواب لأول مرة يوم الثلاثاء الماضى لصالح الموافقة على قرار يعترف إبادة الأرمن من خلال اعتراف رسمى ومقتل 1.5 مليون شخصى على يد الدولة العثمانية من عام 1915 وحتى عام 1923.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن اعتراف مجلس النواب بإبادة الأرمن يعد تطورا سياسيا كبيرا حيث لا تزال تركيا تزعم حتى هذا اليوم أن عمليات القتل لا تشكل إبادة، وتدعى أيضا أن عدد من قتلوا يقترب من 300 الف فقط.
ولفتت الشبكة على أن القرار الذى تم تمريره من قبل مجلس النواب كان موجودا بعدة صيغ منذ عقود، لكن قادة الكونجرس من كلا الحزبين تجنبوا اتخاذ إجراءات بسبب أهمية تركيا الاستراتيجية للمصالح الأمريكية فى الشرق الأوسط وبسبب عضويتها فى الناتو.
وتم تمرير القرار الذى تقدم به نائب كاليفورنيا الديمقراطى آدم شيف بموافقة 405 شخص مقابل رفض 11، وامتناع أخرين عن التصويت من بينهم النائبة الديمقراطية إلهان عمر التى لها صلة وثيقة بالرئيس التركى رجب طيب أردوغان.
وقد أعرب المسئولون الأتراك عن غضب شديد من هذا القرار، وقال أردوغان إنه لا يعترف بهذه الخطوة أو القرار الذى تم اتخاذه. وأضاف أن الدول التى لديها إبادة وعبودية واستعمار فى تاريخها ليس لها الحق فى أن تعطى تركيا دروسا.
وتقول مجلة نيوزويك إنه على الرغم من أن القرار الصادر عن مجلس النواب غير ملزم قانونا إلا أن له أهمية رمزية لأنه يمثل توبيخا للحكومة التركية التى طالما أنكرت ارتكاب الإبادة.
وتعترف كل من أرمنيا اولفاتيكان والبرلمان الأوروبى وفرنسا وروسيا وكندا بإبادة الأرمن على يد العثمانيين، ومن المتوقع أن تنضم ألمانيا إلى القائمة يوم الجمعة مع حلول الذكرى المائة لبدء عمليات القتل، بينما لم يعترف بالإبادة كل من بريطانيا والامم المتحدة والمفوضية الأوروبية.
وتقول إذاعة صوت أمريكا، إنه على الرغم من أن الولايات المتحدة اعترفت عدة مرات بالإبادة الجماعية للأرمن من خلال إعلانات رئاسية وقرارات مجلس النواب، إلا أن هذه هى المرة الأولى التى يندد فيها أحد مجلسى الكونجرس بالفظائع التى ارتكبت القرن الماضى باعتبارها مسألة تتعلق بالسياسة الخارجية الأمريكية. ومن غير الواضح ما إذا كان مجلس الشيوخ سيسير على نفس الدرب.
وأشارت الإذاعة إلى أن قضية الأرمن شديدة الحساسية، فكانوا الرؤساء الأمريكيون حذرين إزاء عدم استخدام كلمة إبادة وهو ما أعرب بعضهم. فقالت سفيرة أمريكا السابقة لدى الأمم المدى سامانثا باور فى تصريحات أن عدد من مسئولى إدارة أوباما قالوا أنه كان من الخطأ عدم استخدام كيمة إبادة وخيبوا ظن العدد من الامريكيين من أصل أرمنى.
فيما تقول صحيفة نيويورك تايمز عن قرار مجلس النواب يدل على مستوى تدهور العلاقات الامريكية التركية فى الأسابيع الأخيرة، وأشارت على أن السياسيين الأمريكيين كانوا دائما قلقين من إضراب تركيا فلم يعترفوا أبدا بالمدى الكامل للمذابح وأنكروها أن ما حدث كان إبادة التى يشير إليها أردوغان بانها عمليات ترحيل أو أحداث.
ولفتت الصحيفة على أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة توترت لأسباب عديدة من بينها قرار تركيا شراء منظمة دفاع صاروخى من روسيا وليس من الولايات المتحدة، واحتجاز تركيا أيضا لقس أمريكى، ورفض واشنطن ترحيل المعارض التركى فتح الله جولن.