يطرق اليسار أبواب امريكا اللاتينية من جديد، ليحظى بفوز واضح فى الارجنتين التى شهدت بداية الأسبوع الجارى انتخابات رئاسية فاز فيها مرشح اليسار البيرونى ألبرتو فرنانديز على خصمه الرئيس الليبرالى المنتهية ولايته ماوريسيو ماكرى، ويعود اليسار الأرجنتينى من جديد بفوز فرنانديز من الجولة الأولى بحصوله على 46.36% من الأصوات، بينما حصل ماكرى على 41.22%.
ويعكس فوز اليسار الأرجنتينى معاناة الشعب الأرجنتينى من معسكر اليمين الذى أصبح يسيطر على العالم فى الفترات الأخيرة ، وبفوز اليسار فى الأرجنتين تتجه الأمور إلى الأسوأ بالنسبة لمصالح واشنطن فى بوينيس آيريس ، بعد تلقى ماكرى الموالى لها هزيمة ساحقة، حسبما قالت صحيفة "انفوباى" الأرجنتينية.
ويعنى فوز اليسار الارجنتينى أن النفوذ اليسارى قد يستمر إلى عقود قادمة، فالتيار اليسارى فى بوليفيا عاد مع إعلان ايبو موراليس رئيساً، وانتخاب نيكولاس مادورو فى فنزويلا وانتخابات الإكوادور التى فاز فيها الرئيس اليسارى رافائيل كوريا بولاية جديدة، وهذا يعنى أن الملامح اليسارية لأمريكا الجنوبية بدت واضحة وبقوة مع تراجع اليمين المدافع عن السوق الحرة والليبرالية وسياسة الانفتاح والمنفتح على تطبيق سياسات صندوق النقد الدولى، وفقا لتقرير نشرته الصحيفة الأرجنتينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه لتحقيق الفوز يتطلب حصول المرشّح على أكثر من 45 % من الأصوات، أو 40 % وفارق 10% عن الخصم. ولو لم يتحقق ذلك، كانت سيتم تنظيم دورة ثانية فى 24 نوفمبر.
وبحسب خبراء فإن نتائج انتخابات الأرجنتين تمهد بدورها الطريق أمام تيار اليسار للعودة إلى صدارة المشهد فى مختلف الدول اللاتينية.
أسوأ أزمة منذ 2001
ينهى ماكرى الذى يبلغ من العمر 60 عاما أيضا، ولايته خلال أسوأ أزمة اقتصادية تعيشها الأرجنتين منذ 2001، وهى تشهد انكماشًا منذ أكثر من عام وتضخمًا كبيرًا بلغ 37.7 % فى سبتمبر ودينًا هائلاً ومعدل فقر متزايدًا يطال 35.4 % من السكان أو واحدًا من كل ثلاثة أرجنتينيين.
لكن المستثمرين يخشون من أن يؤدى انتخاب فرنانديز إلى عودة سياسة تدخل الدولة التى شهدتها البلاد فى عهد الزوجين كيرشنر (2003-2015).
وأضاف التقرير أن السبب الأكثر أهمية لتحول المنطقة نحو اليسار هو العجز فى النمو الاقتصادى، خاصة مع السياسات المالية القاسية والاستقلالية الكبيرة المعطاة للبنوك والانفتاح على التجارة والاستثمارات العالمية وتخصيص المشاريع والمؤسسات العامة وتجاهل استراتيجيات التطوير الاقتصادى والسياسات الصناعية، ورغم أنها كان لها الأثر الناجح فى ازدياد النمو، الا أن هذه الإصلاحات خلفت وراءها الكثير من الفقراء وانعدام المساواة.
وأضاف أن "ملكة الدراما" وهو اللقب الذى يطلق على الرئيسة السابقة "كريستينا فيرنانديز دى كيرشنر" عادت مجددا ،وان لم يكن فى الصف الأمامى، إلا أن هذه العودة اعتبرتها الصحيفة "خدعة رائعة"، ومن الواضح ان تلك الخطة نجحت ، إلا أن هذا التقدم فى السباق الانتخابى يمهد لرؤية سلبية تجاه اتفاقية التجارة الحرة التى أبرمتها الأرجنتين وثلاث دول فى أمريكا الجنوبية مع الاتحاد الأوروبى.