أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، أن السلطات الروسية والمصرية تسعى إلى تأمين الرحلات الجوية من وإلى مصر.
وأوضح الرئيس بوتين خلال الحوار المباشر مع المواطنين، أمس الخميس، فى إشارة إلى توقف الرحلات الجوية من روسيا إلى مصر، بعد حادث تحطم طائرة إيرباص 321 التى كانت تقل السياح الروس العائدين من مصر إلى وطنهم فى عام 2015، أنه علينا والسلطات المصرية أن نجد طريقة لتفتيش المسافرين وأمتعتهم، وغذاء ركاب الطائرات، وتوفير الخدمات الفنية للطائرات، لنجعل سفر مواطنينا آمنًا.
وأشار بوتين إلى أنه لم يتم إيجاد الطريقة الكفيلة بتأمين الرحلات بعد، مؤكدا أن رجال الأمن الروس والأصدقاء المصريين يعملون على حل هذه المسألة، مضيفاً لا يحق لنا فى هذه الحالة، إلا أن نقول للناس إن السفر إلى هذا البلد أمر خطير.
وقالت وكالة "سبوتنيك" الروسية فى أحد المقالات التى نشرت عقب حوار الرئيس فلاديمير بوتين مع المواطنين الروس، أن الرئيس الروسى، تناول بشكل واضح العلاقات مع مصر، وجهود القيادة المصرية فى محاربة الإرهاب، وأسباب عدم رفع الحظر على حركة الطيران بين البلدين، والتأكيد على أهمية التعاون المشترك لضمان أمن وسلامة السائحين.
وأضافت الوكالة الروسية أنه السلطات المصرية تواصل بالتعاون مع روسيا مناقشة رفع حظر الطيران بين البلدين، فى محاولة لاستعادة حركة السياحة، وعودة الحياة إلى المنتجعات المصرية التى تعانى من آثار تراجع السياحة بعد حادث استهداف الإرهاب للطائرة الروسية فوق سيناء نهاية أكتوبر الماضى، الذى أسفر عن مصرع 224 مواطنا وهم فى طريق العودة بعد قضاء إجازتهم فى المنتجعات المصرية.
وأكدت الوكالة الروسية، أن وزارة الطيران المدنى فى مصر تستعد لاستقبال وفد من روسيا فى إطار المشاورات المتواصلة بين البلدين فيما يتعلق بإجراءات الأمن فى المطارات المصرية، بينما اعتبر المتحدث باسم وزارة الطيران المدنى فى حديث سابق مع "سبوتنيك" أن المطارات المصرية قد اجتازت منذ فترة قصيرة اختبارات لجنة التفتيش الدولى للطيران المدنى، مؤكدا على حق الدول فى ضمان إجراءات تأمين دقيقة لضمان سلامة وأمن المواطنين.
ونوهت الوكالة الروسية إلى أن الجولة الجديدة من المباحثات بين البلدين، تأتى بعد أيام من تصريحات وزير النقل الروسى، مكسيم سوكولوف، بأن الخبراء الروس سوف يعملون بشكل دائم فى المطارات المصرية بعد استئناف الرحلات الجوية بين البلدين، مشيرًا إلى أن هناك توصيات بإجراءات أمنية محددة قد تقدمت بها موسكو إلى القاهرة.
وقالت "سبوتنيك" إنه ما قامت به روسيا عقب الحادث الأليم، جاء انطلاقا من المسئولية السياسية فى ضمان أمن وسلامة المواطنين، لكن القرار لم يتضمن أى حظر ولم يفرض أى قيود على حرية المواطنين فى السفر إلى مصر، وهذا ما أكده الرئيس فلاديمير بوتين خلال الحوار مع المواطنين الروس، اليوم الخميس، قائلا" لا نملك الحق إلا أن نقول للمواطنين بأن السفر إلى مصر قد يكون خطيراً".
وأضاف الرئيس بوتين "السلطات المصرية تحارب الإرهاب لكن هذه الجهود لم تتكلل بالنجاح حتى الآن، يجب علينا أن نجد وسيلة لفحص وصيانة الطائرات، الأمر الذى سيجعل السفر إلى مصر أكثر أمنا".
وأشارت الوكالة الروسية إلى أن كلمات الرئيس الروسى تعكس حجم الاهتمام بمساعدة مصر فى مواجهة التحديات المختلفة، وهى تدرك جهود القيادة المصرية فى محاربة الإرهاب والقضاء على البؤر المتطرفة، ولكن خطر الإرهاب لم ينته بعد، ويقف عائقاً أمام عودة حركة السياحة إلى معدلاتها الطبيعية، كما أنه يمثل التحدى الأكبر أمام خطط التنمية الاقتصادية فى مختلف المجالات، والتعاون بين موسكو من شأنه خلق سبل جديدة لضمان أمن وسلامة المطارات والمسافرين.
وفى النهاية، شددت الوكالة الروسية على أن مصر تتطلع إلى عودة السياحة الروسية فى أسرع وقت، خاصة وأن روسيا أعربت فى أكثر من مناسبة أنها تريد مصر قوية واقتصادا مصريا متماسكا، وأن عودة السياحة التى هى عصب الاقتصاد المصرى يحقق مصلحة مشتركة للبلدين.