لا يستغنى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عن تويتر، فمنذ توليه الحكم تحولت المنصة الاجتماعية إلى وسيلة يستخدمها الرئيس لغعلان قرارات هامة تعيين أو إقالة مسئولين، ناهيك عن لهجوم على الخصوم والمنتقدين. وقد سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على استخدام ترامب لموقع التواصل الاجتماعى، واجرت تحليلا لمعدل استخدامه له وفيما استخدمه.
تقول نيويورك تايمز إنه عندما دخل ترامب البيت الأبيض كان تويتر أداة سياسية ساعدت على انتخابه، ومدفع رقمى كان يستمتع بإطلاقه. وفى السنوات التى تلت ذلك، قام ترامب بإدماج تويتر بشكل كامل فى نسيج إدارته، واعاد تشكيل طبيعة الرئاسة والسلطة الرئاسية.
فبعدما قامت تركيا بغزو شمال سوريا الشهر الماضى، صاغ رده، ليس فى اجتماعات البيت الأبيضن ولكن فى سليلة من التغريدات المتناقضة. وعندما أعلن فى الصيف الماضى فرض التعريفة الجمركية على 300 مليار دولار من البضائع الصينية، استخدم تويتر لتعميق الخلاف بين واشنطن وبكين. وفى مارس، تخلى عن السياسة الأمريكية القائمة منذ أكثر من 50 عاما باعترافه بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وكان مسرور برد الفعل الذى أحدثه.
وتقول صحيفة نيويورك تايمز أن كبار مساعدى ترامب أرادوا منذ بداية توليه الحكم تقييد عادة الرئيس فى اسنتخدام تويتر حتى أنهم درسوا مطالبة الشركة بفرض تأجيل لمدة 15 دقيقة على رسائل ترامب، لكن فى التغريدات الرئاسية اللاحقة، والتى بلغ عددعا 11.390 ، أيد العديد من مسئولى الإدارة والمشرعين هوس الرئيس بتويتر، وبدأوا يقدمون اقتراحاتهم على حساب الرئيس على موقع السوشيال ميديا.
وكانت الاجتماعات السياسية تتوقف أحيانا عندما يحصل ترامب على فكرة لتغريدة، وعندما يكون الرئيس فى حرب مع بيروقرطيته الخاصة، كان يستخدم تويتر لكسر الحواجز لتجاوز أو إذلال المستشارين المتمردين واستباق موظفيه.
وتقول كيليان كوواى، مستشار البيت الأبيض إن ترامب يحتاج إلى التغريد كما نحتاج إلى الطعام.
وتقول نيويروك تايمز إن الرئيس الأمريكى الذى عادة ما يكتب تغريدات على تويتر بمجرد أن يستيقظ أو عندما يذهب إلى النوم، كتب أكثر من ألفى تغريدة يشيد فيها بنفسه.
Big Rally in Kentucky on Monday night for a man who has worked really hard & done a GREAT job, Governor @MattBevin. Kentucky is having the best economic year ever under Matt’s leadership. He is a fantastic guy who loves our Military, our Vets and our 2nd Amendment. Vote Tuesday!
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) November 2, 2019
ولفت تحقيق الصحيفة الأمريكية إلى أن ترامب يغرد فى الوقت الراهن أكثر من أى وقت سابق، وكان الأسبوع الثانى من أكتوبر هو الأكثر ازدحاما بتغريداته، بعدد 271 تغريدة.
ووجد التحليل أن ترامب هاجم شيئا ما أو شخص ما فى أكثر من نصف تغريداته، وكانت أغلب الهجمات فى الصبح الباكر أو فى وقت متأخر من المساء عندما يكون ترامب على الأرجح بدون مستشاريه. وكان أكثر من نصف تغريدات ترامب، إجمالى 5889، هجمات، وشمل ذلك التحقيقات الخاصة بالتدخل الروسى والاحتياطى الفيدرالى والإدارات السابقة ومدن بأكملها يقودها ديمقراطيون وخصوم مختلفين.
وتقول التايمز إنها درست استخدام ترامب لتوتير منذ توليه منصبه، وراجعت كل تغريداته وما قام بإعادة تغريده ومتابعيه وأجرت مقابلات مع ما يقرب من 50 من المسئولين السابقين والحاليين فى إدارته ومشرعين ومسئولين تنفيذيين وموظفين بتويتر. وخرجت الصحيفة بشهادة غنية وتحليل جديد وحلقات لم تنشر من قبل وتفاصيل جديدة عن كيفية استغلال ترامب المنصة الإلكترونية لممارسة سلطته.
فقد لجأ ترامب إلى تويتر للمطالبة بالتحرك 1159 مرة فى قضيتى الهجرة والجدار الحدودى، الذى يمثل أولوية قصوى له، و521 مرة فى قضية التعريفات الجمركية.
كما أن ترامب يعد أداه لسياسته الخارجية. فقد أشاد بعدد من الرؤساء مئات المرات وشكا من حلفاء أمريكا التقليديين أيضا مئات أخرى. كما يعد تويتر المكتب الشخصى الفعلى لترامب، فقد أعلن الرئيس التنفيذى رحيل أكثر من 20 من كبار المسئولين عبر تويتر، ومنهم من تم إقالته بتغريدة.
وبشكل عام زاد استخدام ترامب لتوتير منذ نهاية تحقيقات روسيا التى قادها المحقق الخاص روبرت مولر، وبلغت ارتفاعا جديدا عندما فتح الديمقراطيين إجراءات المسالة فى الكونجرس. فكتب أكثر من 500 مرة خلال الأسبوعين الأولين من اكتوبر.