وجه الكونجرس الأمريكى ضربة قوية لتركيا بعد تصويت مجلس النواب لأول مرة الأسبوع الماضى، لصالح الموافقة على قرار يعترف بإبادة الأرمن من خلال اعتراف رسمى، ومقتل 1.5 مليون شخص على يد الدولة العثمانية من عام 1915 وحتى عام 1923.
ومع اعتراف الكونجرس الأمريكى، أكد أرمن مظلوميان، رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية، أن هناك لجنة قانونية تتولى جمع كافة الأدلة التي تثبت حقوق أرمن مصر، ومنها ممتلكاتهم التي تركوها بعد فرارهم من المذابح، وتقدر قيمتها وفقا للأسعار الحالية بتريليونات الدولارات.
وأضاف "مظلوميان" فى تصريحات تليفزيونية، أن الإدارة التركية سوف تجد نفسها ملزمة ومجبرة على الاعتراف بالمذابح وارتكاب جرائم الإبادة فى ظل اعتراف العديد من الدول والمؤسسات بجرائم الإبادة، موضحا أن هذا الاعتراف التركى بالإبادة يمثل جوهر القضية إذ سيمكن بعدها الأرمن الفارين من المذابح والمقيمين في دول العالم من التقدم بطلب الحصول على تعويضات تقدر بملايين الدولارات.
وأشار "مظلوميان" إلى أن القرار الذى اتخذه مجلس النواب الأمريكى بالاعتراف بإبادة تركيا للأرمن يعد تحديًا مهمًا لسياسة تركيا المتمثلة فى إنكار الجريمة وعرقلة العدالة، ويساهم فى الكفاح من أجل تسوية عادلة وكاملة للجرائم التى ارتكبتها الدولة العثمانية ضد الشعب الأرمنى خلال الحرب العالمية الأولى.
ولفت رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية إلى أن قرار الكونجرس الأمريكى، كشف الحقيقة والاعتراف من قبل الدول المتحضرة لجرائم الإبادة التى لا تخدم قضيتنا فقط، وإنما تمثل أهمية كبرى لإعادة تأكيد سيادة القيم العالمية وحقوق الإنسان، ومنع تكرارها فى المستقبل لأي شعب اخر.
وكان مجلس النواب الأمريكي، قد مرر قرارا للاعتراف رسميا بمذابح الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثمانية قبل وخلال الحرب العالمية الأولى، وهو مشروع قانون عارضته تركيا بشكل شرس لأنها تنفي أن قتل الدولة العثمانية لأكثر من مليون أرميني في 1915 كان إبادة جماعية.
وقالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن اعتراف مجلس النواب بإبادة الأرمن يعد تطورا سياسيا كبيرا حيث لا تزال تركيا تزعم حتى هذا اليوم أن عمليات القتل لا تشكل إبادة، وتدعى أيضا أن عدد من قتلوا يقترب من 300 الف فقط.