بعد ما يقرب من شهر ونصف على إعلان وفاة توماس كوك أقدم شركة سياحة فى العالم، عقب إعلان إفلاسها نتيجة أزمات مالية متلاحقة وديون متراكمة لم تستطيع الوفاء بها، جاء الخبر المفاجئ بعودة العلامة التجارية للعمل من جديد، بعد استحواذ إحدى الشركات الصينية الكبرى على العلامة التجارية، ليعود اسم توماس كوك للعمل السياحى ولكن هذه هى المرة الأولى التى تعمل فيها من خارج بريطانيا.
أعلنت شركة فوسون الصينية شرائها حقوق العلامة التجارية توماس كوك Thomas Cook مقابل 12 مليون يورو، وهى الشركة التى كانت بالفعل مشاركًا لتوماس كوك، والآن تشتري شركة فوسون الصينية حقوق تسمية شركة السياحة البريطانية.
وستستخدم الشركة الصينية البراند فى عروضها السياحية فى المستقبل من شنغهاي بالصين، كما أن المجموعة الصينية Fosun إلى جانب استحواذها على العلامة التجارية توماس كوك، استحوذت أيضًا على سلاسل الفنادق Casa Cook و Cook's Club، وقال تشيان جيان نونج رئيس شركة فوسون للسياحة: "يتيح الاستحواذ على علامة توماس كوك للمجموعة توسيع أعمالها السياحية".
وقال دكتور سعيد البطوطى عضو مجلس إدارة الاتحاد الألمانى للسياحة ومستشار بمنظمة السياحة العالمية لـ"انفراد" إن القرار كان مفاجأة للقطاع السياحى العالمى، فشركة توماس كوك البريطانية الأصل أصبحت الآن صينية، وهذا مؤشر على أن الصينيين قادمين وسيسيطرون على صناعة السياحة خلال السنوات القادمة.
وأشار البطوطى إلى أن مجموعة فوسون Fosun الصينية، والتي كانت بالفعل شريك مساهم في شركة توماس كوك الأم في إنجلترا، اشترت اليوم حقوق العلامة التجارية توماس كوك Thomas Cook مقابل 12 مليون يورو، وسوف تستخدم البراند في عروضها السياحية في المستقبل من شنجهاي بالصين.
وكانت توماس كوك فور تفاقم أزمتها المالية، حاولت شركة فوسون الصينية شرائها وتسديد الديون إلا أن المحاولات لم تنجح، لتفوز الشركة اليوم بالحصول على العلامة التجارية، إلى جانب استحواذها على العلامة التجارية توماس كوك Thomas Cook، استحوذت أيضًا على سلاسل الفنادق Casa Cook و Cook's Club.
وبدأت شركة توماس كوك كمكتب للسفريات حقق نجاحا كبيرا وتحول إلى شركة سياحية أسسها توماس كوك وابنه عام 1871، وهى الشركة التى استمرت تحت كنف العائلة وإدارة أجيال مختلفة حتى عام 1928، حتى انتقلت ملكيتها إلى ملاك آخرين، ورغم انتقال ملكيتها إلا أنها ظلت محتفظة بجنسيتها البريطانية، حتى اليوم حيث تحولت إلى الصين وسيظل البراند مستمر ولكن من شنجهاى.
وكانت شركة توماس كوك البريطانية قد أعلنت إفلاسها فى سبتمبر الماضى، وهى تمتلك عددا من الشركات السياحية وشركات الطيران فى مختلف العالم، والتى اننهارت بعد فشل مفاوضات اللحظة الأخيرة التي تهدف إلى إنقاذ الشركة البالغة من العمر 178 عامًا.وقالت هيئة الطيران المدني في المملكة المتحدة (CAA) أن منظمي الرحلات "توقفوا عن التداول بأثر فورى"، الأمر الذى تسبب في أكبر عملية إعادة إلى الوطن، حيث بدأت فى إعادة أكثر من 150000 من المصطافين البريطانيين إلى بلادهم.
وعبر بيتر فانهاوسر، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك، عن أسفه لانهيار الشركة، معلقا على دخول الشركة للتصفية الإلزامية، "اعتذر عن ملايين العملاء في الشركة، والآلاف من الموظفين".
وتابع أن إعلان توماس كوك فى انجلترا افلاسها بدأت مجموعة شركات توماس كوك السياحية فى ألمانيا، إجراءات إعلان الإفلاس، حيث قامت بتقديم طلب للمحكمة في فرانكفورت، وقال ستيفاني بيرك، الرئيس التنفيذي لشركة توماس كوك الألمانية فى بيان: "بالطبع، كنا نفضل تجنب هذا الإجراء القانوني، ولكن للأسف لا يمكن التوصل إلى حل قصير الأجل عن طريق التفاوض".
وتمتلك توماس كوك عددا من الشركات السياحية وشركات الطيران فى ألمانيا، تم انقاذ بعضها خلال الأيام الماضية فى حين لازال الآخرون يبحثون عن نجدة لهم، حيث سارعت الحكومة الألمانية إلى منح قرض بقيمة 380 مليون يورو لشركة الطيران لإنقاذها، فى حين لازالت شركة السياحة تبحث عن تمويل لها لتسديد الديون والانفصال عن توماس كوك الأم فى إنجلترا.
كما أعلنت مجموعة RT-Reisen السياحية الألمانية عن استحواذها على جميع مكاتب توماس كوك فى ألمانيا وعددها 700 مكتب سياحى، وهى مجموعة شريكة فى ذلك المكتب مع مجموعة توماس كوك بنسبة 50% منذ عام 2003.