مجددون كنسيون.. الأنبا مقار درس اللاهوت بالكنيسة الأسقفية ويدعم الوحدة الكنسية.. سارافيم الباراموسى ترجم كتابات الآباء الأوائل وأسس مدرسة للدراسات المسيحية.. والأنبا انجيلوس أشار لطريقة مغايرة لتفسير

ككل المؤسسات العريقة ذات التاريخ الطويل، لا تتوقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عن ولادة الآباء المصلحين الذين ينقلون العلم الكنسى ويجددون فيه بما يناسب العصر ولا يتناقض مع أسس العقيدة، فإذا كان الأنبا ابيفانيوس الأسقف الراحل تلميذ متى المسكين النجيب قد استشهد وهو يمثل حالة فريدة جمعت بين العلم والثقافة والرهبنة الحقيقية، فإن بالكنيسة آباء أخرين يسيرون على نفس النهج ويفعلون ما يؤمنون به من أجل فهم حقيقى لجوهر المسيحية، من بين هؤلاء. الأنبا مقار أسقف الشرقية والعاشر من رمضان يعتبر الأنبا مقار من رموز التيار الإصلاحى المعاصر، وقد كان راهبًا بدير البراموس بوادى النطرون وحصل على ماجستير فى تاريخ المسيحية المبكر فى أفريقى، بإشراف مشترك بين جامعة إيسترن بأمريكا Eastern University وكلية اللاهوت الأسقفية ما بين عامى 2013 و2016 أى بعد رسامته أسقفا يتمتع الأنبا مقار بمحبة كبيرة من بقية الكنائس والطوائف المسيحية، إذ يدرس فى دبلوم دراسات الشرق الأوسط بكلية اللاهوت الإنجيلية وهى نفس الدبلومة التى كان يدرس فيها الأنبا ابيفانيوس الأسقف الراحل، كذلك فإن دراسته بكلية اللاهوت الأسقفية خلقت له علاقة محبة وتقارب مع تلك الكنيسة، إذ يؤمن أسقف الشرقية والعاشر من رمضان بضرورة التقارب بين الكنائس ومبدأ الوحدة الكنسية الذى يدعو له البابا تواضروس، وهو من بين المرشحين لترأس دير الأنبا مقار بوادى النطرون بعد عزم البابا إجراء إصلاحات إدارية فيه الفترة المقبلة. الأنبا انجيلوس.. أسقف شبرا الشمالية من رهبان دير البراموس بوادى النطرون أيضًا، وقد سبق وأن خدم بمدينة شرم الشيخ، التى تحتاج الخدمة فيها لمهارات رعوية خاصة تقوم على استقطاب العاملين المسيحيين فى السياحة والأقباط المقيمين هناك من أجل الالتزام بتعاليم الكنيسة الأمر الذى يتطلب خطاب لاهوتى منفتح وقد خدم الأنبا بافلى أسقف شباب الإسكندرية بنفس المدينة قبل أن يعينه البابا نائبًا باباويًا له. حاول الأنبا انجيلوس إيجاد فهم جديد لبعض آيات العهد القديم من الكتاب المقدس التى تمتلئ ببعض القصص مستندًا فى ذلك لمدرسة التفسير الرمزى فى الإنجيل الأمر الذى أثار عاصفة ضده، فحاول الدفاع عن نفسه قائلًا أن التشكيك فى مدرسة التفسير الرمزى يضع الإيمان المسيحى فى مواجهة أسئلة ليس لها إجابات، متسائلًا: ماذا عن عودة إسرائيل وسفر الرؤيا مشددًا على أن المسيح ذاته هو أول من اتبع مدرسة التفسير الرمزى حين قال "كما رفع موسى الحية فى البرية هكذا يرفع ابن الإنسان". وأوضح أسقف شبرا الفرق بين معنى الأسطورة كخرافة، وبين الأسلوب الأسطورى والرمزى فى الكتابة الذى هو وصف لحقيقة واقعة توضع بقالب رمزى أى أن قصة الجنة والسقوط قصة واقعية تمامًا وتم استخدام القالب الرمزى فى وصفها. ضرب الأنبا أنجيلوس مثلًا بالقول إن الله يتمشى فى الجنة وأن الله استراح بعد الخلق، وأن الخلق فى ستة أيام، كل هذه أمور رمزية ولا يمكن إطلاقها بالمفهوم الحرفى للكلمة. القس سارافيم البراموسى ومدرسة الإسكندرية إلى دير البراموس بوادى النطرون أيضًا، ينتمى الراهب القس سارافيم البراموسى الذى يخدم فى مدرسة الإسكندرية للدراسات المسيحية، وهى المدرسة التى أصدرت الكثير من كتب آباء الكنائس غير القبطية وترجمات لكتب آباء الكنيسة وتحقيق لبعض المخطوطات وأثارت حربا عبر مواقع التواصل الاجتماعى حتى اضطر دير "العذراء برموس" بوادى النطرون، لإصدار بيان قال فيه أنه تابع ما تداولته بعض المواقع عن الراهب القس سارافيم البرموسى ومؤسسة "مدرسة الإسكندرية"، معلنًا أن تلك المدرسة تعمل تحت إشراف ودعم الدير والأنبا إيسيذورس، رئيس الدير، بصفه مستمرة ودائمة منذ إنشائها عام 2009 بالشراكة مع كنيسة "مارجرجس سبورتنج" ممثلة فى القمص تادرس يعقوب ملطى والقس مرقس داوود، وأشار الدير إلى أن المدرسة يشارك بها مجموعة كبيرة من الأساقفة والكهنة والرهبان والباحثين والمتخصصين فى العلوم اللاهوتية والتراث القبطي. وأكد الدير أن كل ما يُقال عبر صفحات التواصل الاجتماعى وبعض المواقع المجهلة عن تبنى المدرسة لأفكار تخالف تعاليم الكنيسة هو عارٍ من الصحة ولا يجب الالتفات إليه، علمًا أن تلك المواقع تقوم أيضًا بمهاجمة البابا وبعض أعضاء المجمع المقدس وكثير من الرهبان والكهنة والمتخصصين. القس الدكتور باسيليوس صبحى يعتبر القس الدكتور باسيليوس صبحى وكيل الكلية الإكليريكية بالقاهرة، من أبرز الوجوه الكنسية المؤمنة بقضية العلاقة مع الكنائس الأخرى والوحدة بين الكنائس المسيحية إذ ينشط فى المؤتمرات المسكونية يجمع الدكتور باسيليوس صبحى عدة علوم كنسية وتاريخية فهو حاصل على بكالوريوس فى اللاهوت، وليسانس فى التاريخ المصرى والآثار من جامعة الإسكندرية، وماجستير فى التاريخ القبطى، ودكتوراه فى العلوم اللاهوتية من كلية اللاهوت من جامعة أثينا باليونان، وكان قبل الرسامة قسا يدرس بكلٍ من: إكليريكية بورسعيد والمحلة الكبرى ومعهد الدراسات القبطية ومعهد الألحان بالزقازيق ومركز الليتورجيات بالأزبكية.