قال الدكتور خالد فهمى وزير البيئة ،ورئيس مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة "الأمسن"، إن الأمطار الغزيرة التى شهدتها الإسكندرية العام الجارى وموجات الحر الشديدة ورياح الخماسين وأمطار نهاية الربيع التى تشهدها مصر مؤخرا، وراءها التغييرات المناخية، محذرا من آثار التغيرات المناخية، قائلا "يجب أن نضع فى حسبانا ما لا نتوقع أن يحدث من التغيرات المناخية" .
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده وزير البيئة مساء اليوم بإحدى فنادق القاهرة، للإعلان عن انطلاق فعاليات الدورة السادسة الخاصة بمؤتمر وزراء البيئة الأفارقة "الأمسن" الذى تستضيفه القاهرة اعتبارا من بعد غد، ولمدة 4 أيام، تحت عنوان "أجندة 2030.. أفريقيا.. من السياسات إلى التنفيذ" وذلك بمشاركة وزراء البيئة من 54 دولة أفريقية، وممثلين عن مفوضية الاتحاد الأفريقى وبنك التنمية الأفريقى وما يقرب من 50 وكالة من وكالات الأمم المتحدة، على رأسها برنامج الأمم المتحدة للبيئة، والمنظمات الدولية الحكومية، حيث يبلغ عدد المشاركين حوالى 250 مشاركا.
وأضاف الوزير، أن العالم أجمع بدأ يشعر بآثار التغيرات المناخية مؤخرا، والدول الأفريقية ستكون الأكثر تأثرا من تغير المناخ، لكن الدول المتقدمة كانت تتهرب من مسئوليتها، فى تسببها فى تلك التغيرات لكثرة انبعاثاتها، متسائلا "هل المطلوب أن تتحول أفريقيا لمصنع العالم وتتهرب الصين"، وتابع الوزير أنه من يعتقد أن مؤتمرات التغيرات المناخية فنية مخطئ بل هى اقتصادية فى الأساس.
وأكد وزير البيئة أن مؤتمر مجلس وزراء البيئة الأفارقة، يعد من أهم المؤتمرات البيئية على الإطلاق وعقد المؤتمر 14 دورة عادية منذ إنشائه عام 1985، تم خلالها مناقشة عدة موضوعات، أهمها قضايا تغير المناخ، وسبل التكيف مع آثارها السلبية، ومواجهة تلك المخاطر.
وأشار فهمى، إلى أن المؤتمر الذى يضم حاليا وزراء البيئة فى 54 دولة أفريقية يعمل على توفر القيادة على مستوى القارة للتفاوض بشأن القضايا البيئية العالمية والإقليمية المتعلقة بتنفيذ الاتفاقيات الدولية فى مجالات التنوع البيولوجى والتصحر وتعير المناخ بجانب تقرير المشاركة الأفريقية فى الحوار الدولى بشأن القضايا البيئية العالمية، ذات الأهمية للقارة الأفريقية، وتشجيع تصديق الدول الأفريقية على الاتفاقيات البيئية متعددة الأطراف ذات الصلة بأفريقيا وبناء القدرات الأفريقية فى مجال الإدارة البيئية.
وأوضح فهمى، أنه فى إطار سعى مصر للدفع بالمبادرة تم الاتفاق مع رئيس بنك التنمية الأفريقى على عقد اجتماع تشاورى لمجموعة العمل الفنية ذات الصلة التى يتولى رئاستها وذلك فى أبيدجان وتم خلاله التوصل إلى عدد من النتائج التى من شأنها الإسراع بعملية تنفيذ المبادرة والعمل عى إعداد مبادرة لتعبئة الدعم الدولى لأنشطة التكيف مع ظاهرة تغير المناخ فى أفريقيا، منوها إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد لأطلق هذه المبادرة خلال مؤتمر باريس فى ديسمبر الماضى.
ونوه فهمى إلى أن المؤتمر يعقد دورات عادية كل عامين، وكان آخرها الدورة الـ 15 التى استضافتها القاهرة فى مارس الماضى ويجوز للمؤتمر عقد دورات خاصة أو غير عادية إذا ما استدعت الضرورة ذلك ومن هنا كانت استضافة القاهرة فى الفترة من 16 إلى 19 أبريل الحالى للدورة السادسة الخاصة.
وأكد الدكتور خالد فهمى أن المؤتمر يتناول فى دورته الحالية، 4 موضوعات رئيسية تتمثل فى تنفيذ أجندة 2030 للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة فى أفريقيا، ونتائج مؤتمر باريس للأطراف للتغيرات المناخية وتأثيرها على القارة الأفريقية والإعداد لمؤتمر الأطراف الـ 22 فى مراكش فى نوفمبر 2016.
كما يناقش المؤتمر على مستوى الخبراء يومى 16 و17 ابريل ، وخلال الشق الوزاري يومى 18 و19 أبريل ، آخر التطورات الخاصة بالمبادرتين الأفريقية فى مجال الطاقة المتجددة والتكيف مع آثار تغير المناخ، حيث تم إطلاقهما من خلال رئيس الجمهورية فى مؤتمر باريس لتغير المناخ بصفته منسق للدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المناخ، بالإضافة إلى موقف أفريقيا خلال الدورة الثانية لجمعية الأمم المتحدة للبيئة التى تعالج عددا من القضايا ذات التأثير على القارة.
وتابع فهمى"لقد بادرت بصفتى رئيس الامسن بالاتفاق مع مجموعة المفاوضين الأفارقة الى الدعوة الى عقد اجتماع لمجموعة العمل الفنية المعنية بالتكيف، التى قررت القمة الافريقية انشائها فى يناير الماضى، وذلك فى القاهرة اليوم وغدا للعمل على استكمال بلورة المبادرة فى اطار مواصلة جهود مصر للدفع بهذه المبادرة وتعبئة الموارد المالية لتنفيذها.
جدير بالذكر أن مصر تسلمت رئاسة المؤتمر فى دورته الخامسة عشر بالقاهرة من دولة تنزانيا العام الماضى، بما يعد عودة "للأمسن" للقاهرة بعد 30 عاما، ويعد إحدى خطوات استعادة مصر لدورها الأفريقى الرائد فى جميع القطاعات التنموية، لمناقشة القضايا البيئية التى تؤثر على القارة السمراء والموقف الإقليمى تجاه القضايا البيئية العالمية.