مخلف جيش.. بريطانى يتبرع بحيواناته المنوية فيصبح أبا لـ110 أطفال.. استطاع الأولاد الوصول لأبيهم باستخدام الحمض النووى.. والأب: شعور ممتع للغاية.. وهيئة الخصوبة البشرية: زيادة 200% فى أعداد الباحثين عن

باتت فكرة التبرع بالحيوانات المنوية أو البويضات، الأكثر انتشارا خاصة فى المجتمعات الأوروبية والمتقدمة، لانجاب الأطفال وخاصة عند وجود مشكلة طبية بين الزوج وزوجته فى انجاب الأطفال ليتجهوا نحو الاستعانة ببنك الخصوبة الذى يقتنى ويوفر الحيوانات المنوية والبويضات لمن لا يستطيع الإنجاب كنوع من أنواع المساعدة فى إنجابهم للأطفال. ونشرت شبكة" بى بى سى" البريطانية قصة رجل يدعى آندى ووترز، وهو متبرع بالحيوانات المنوية واكتشف حديثا أنه أبا لنحو 110 من الأطفال استطاع العديد منهم تعقّبه عبر قواعد البيانات باستخدام أدوات اختبار الحمض النووى، وقال ووترز: "انتهى زمن التكتم على الهوية". فقبل عام 2005 كان الأطفال المولودون لا يستطيعون معرفة أبائهم وأصولهم، لكن الأطفال الناتجين عن التبرع باتوا قادرين أكثر من ذى قبل على التعرف على آبائهم الطبيعيين عبر مواقع إلكترونية متخصصة فى تعقب الأنساب. وقد كان المتبرعون يحافظون على هويتهم طى الكتمان قبل أن يتغير القانون عام 2005 ويصبح مسموحا للأطفال الوصول إلى حقائق تفصيلية عن أنفسهم بمجرد بلوغهم سن الثامنة عشرة. وعليه، فحتى هؤلاء الذين تبرعون بالبويضات والحيوانات المنوية قبل ذلك التغيير بات فى الإمكان تعقبهم والوصول إليهم، بحسب هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة. وبدأ آندى ووترز، 54 عاما، بحسب رواية " بى بى سى" البريطانية، فى التبرع بالحيوانات المنوية وهو لم يزل طالبا فى التاسعة عشرة من عمره، وتعرف عليه اثنان من أطفاله فى العام الماضى فقط، كما التقى مؤخرا بطفل له استطاع الوصول إليه عبر تعقب البيانات على موقع تعقُّب الأنساب فى المملكة المتحدة. وأكد ووترز: "فقط عندما صار لى أطفال، عرفتُ مبلغ اهتمام أطفالى بالتواصل معي، مضيفا: "وفى ظل هذه المواقع الإلكترونية، لم يعد الأمر يتوقف على رغبتك كفرد فى التواصل، فإذا رغب الأطفال فى ذلك، فإن البيانات الوراثية كفيلة بوصولهم." وقدّم آندى ووترز ولده إلى الطفلين الآخرين، واصفا التجربة بأنها "مثرية للحياة" و"إيجابية للغاية". وأكد ووترز: "آن الأوان لكى نخبر أطفالنا من أين جاءوا، قبل أن يعرفوا ذلك بأنفسهم ويكرهوننا، فكلما تأخر موعد الإفصاح لهم عن الأمر زاد ضيقهم وغضبهم". وقالت هيئة الخصوبة البشرية وعلم الأجنة إنها رصدت زيادة بنسبة 200% فى أعداد الباحثين عن معلومات عن آبائهم الطبيعيين منذ عام 2010. وأتاحت الهيئة للمتبرعين إمكانية الكشف عن هويتهم فى سِجِلّاتها، كما عمدت إلى تغيير النصح الذى كانت توجهه إلى العيادات، مطالبة بإلقاء الضوء على شعبية المواقع الإلكترونية الخاصة بتعقب الأنساب. وقالت سالى شيشر، رئيسة الهيئة، إن "ارتفاع أعداد الباحثين عبر المواقع الإلكترونية مستخدمين اختبار الحمض النووى لتعقب أنسابهم إنما يعنى أن مزيدا من الناس قد يكتشفون مصادفة أن آباءهم الطبيعيين متبرعون". وأضافت: "نحن نتحدث إلى تلك الشركات للتأكد من عرضها معلومات واضحة على مواقعها الإلكترونية وعن المخاطر التى تحفّ الخدمة التى تقدمها حول الحمض النووى". وأكدت الشبكة البريطانية أنه بحلول عام 2016 كان نحو ثلاثة ملايين شخص قد أقدموا على تعقب أنسابهم باستخدام أدوات اختبار الحمض النووي، وقد زاد عدد هؤلاء المتعقبين لأنسابهم على الإنترنت ليصل الآن إلى نحو 30 مليون شخص. ومن المتوقع أن يصل العدد إلى نحو 100 مليون شخص بحلول عام 2021، بحسب مؤسسة بروجريس إديوكيشنال تراست الخيرية المعنية بالخصوبة، والتى دعت إلى إنشاء أنظمة دعم لمساعدة المتضررين من عملية تعقب الأنساب على الإنترنت باستخدام فحص الحمض النووى.