أسبوع تقريبا بات يفصلنا عن واحدة من الظواهر الفلكية النادرة التى يترقبها الملايين من هواة الظواهر الفلكية والمعلقة أبصارهم بالسماء، حيث سنكون على موعد الإثنين 11 نوفمبر الجارى مع عبور نادر لكوكب عطارد لقرص الشمس فى حدث فلكى نادر يتكرر بعد عدة سنوات .
وكشفت الحسابات الفلكية التى أعدها معمل أبحاث الشمس بـ "المعهد القومى للبحوث الفلكية"، أن ظاهرة عبور عطارد لقرص الشمس سترى فى معظم أنحاء العالم، حيث ترى فى منطقة الشرق الأوسط، ومعظم قارة أوروبا ، وقارة أفريقيا ، والأمريكتين ماعدا ألاسكا ، ومعظم أوفيانوسيا".
وسيستغرق العبور 5 ساعات و 28 دقيقة و47 ثانية ، ويمكن رؤيته فى مصر وكذلك فى المنطقة العربية، وكان أخر عبور لعطارد لقرص الشمس كان فى 9 مايو 2016 ، والعبور التالى سيحدث فى 13 نوفمبر 2032 ثم عبور آخر فى 7 نوفمبر 2039 .
وأوضحت الحسابات أن عبور عطارد لقرص الشمس سيبدأ فى تمام الساعة الثانية والدقيقة 35 ظهرا وتبلغ ذروته فى تمام الساعة الخامسة والدقيقة 20 مساء تقريبا وينتهى عبور عطارد لقرص الشمس فى تمام الساعة الثامنة وأربع دقائق مساء تقريبا بتوقيت القاهرة المحلى .
وفى مدينة القاهرة فإن عبور عطارد لقرص الشمس ينتهى فى تمام الساعة الخامسة ودقيقتين مساء تقريبا وقت غروب الشمس فى مدينة القاهرة بتوقيت القاهرة المحلى، أى أنه سيرى عبور عطارد لقرص الشمس فى مدينة القاهرة لمدة ساعتين و27 دقيقة تقريبا ، وتنتهى رؤية عبور عطارد لقرص الشمس مع غروب الشمس فى كل مدينة بمحافظات الجمهورية على حده.
ومن جانبه كشف الدكتور أشرف تادرس رئيس قسم الفلك السابق وأستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، أننا سنكون مع حدث فلكى نادر وهو عبور كوكب عطارد أمام قرص الشمس يوم الاثنين 11 نوفمبر، حيث يبدأ فى الساعة الثانية وخمسة وثلاثين دقيقة بعد الظهر بتوقيت القاهرة عندها يكون عطارد على الحافة اليسرى من قرص الشمس.
وأشار رئيس قسم الفلك السابق وأستاذ الفلك بالمعهد القومى للبحوث الفلكية، فى تصريحات له، أن كوكب عطارد يظهر كنقطة صغيرة سوداء مستديرة تتحرك ببطء شديد عبر قرص الشمس، ويستمر على هذا النحو حتى الساعة الخامسة مساء، حيث يصل عطارد إلى منتصف قرص الشمس تقريبا ثم تغرب الشمس ولا نستطيع المتابعة من القاهرة.
وأوضح تادرس، أن هذه الظاهرة تحدث أيضا لكوكب الزهرة حيث أن كوكبى عطارد والزهرة من الكواكب الداخلية أى التى قبل كوكب الأرض فى الترتيب بالنسبة للشمس، ولذلك لا يمكن أن تحدث هذه الظاهرة مع أى كواكب أخرى فى المجموعة الشمسية سوى عطارد والزهرة فقط.
وتفسير هذه الظاهرة يرجع إلى أن مدار كوكب عطارد يميل على مدار كوكب الأرض بـ7 درجات تقريبا، ولذلك لا يتيح لنا سكان الأرض رؤية مرور عطارد امام قرص الشمس إلا فى شهرين فقط هما شهرا مايو ونوفمبر (بفارق 6 أشهر) حيث يتقاطع المداران وتكون الأرض وعطارد والشمس على خط مستقيم واحد.
وأشار تادرس إلى أن الظاهرة تتكرر كل بضعة أعوام حينما يتصادف مرور الأرض وعطارد بإحدى نقطتى تقاطع المدارين، علما بأن عطارد يدور حول الشمس مرة واحدة كل 88 يوما فقط.
ونصح تادرس بعدم التحديق فى قرص الشمس بالعين المجردة، حيث إن رصد هذه الظاهرة يستلزم وجود تليسكوب فلكى مع فلتر شمسى جيد مخصص لذلك، ولا يجب استخدام الزجاج المدخن أو النظارات الشمسية العادية أو صور الإشاعات الطبية أو أقراص الحاسب الممغنطة القديمة وغيرها إلا لفترة وجيزة جدا لا تتجاوز 30 ثانية فقط حيث أنها غير آمنة تماما فينفذ منها الأشعة تحت الحمراء التى لها تأثير ضار جدا على شبكية العين.
ومن جانبها حذرت الجمعية الفلكية بجدة فى تقرير لها، أن الشمس جسم سماوي خطير عند رصده. فرؤيتها من خلال أى أداة بصرية سواء المناظير أو التلسكوب بدون حماية سيؤدي لعمى فورى ودائم، مشيرة إلى عدد من الطرق الآمنة لمتابعة ورصد الظاهرة .
وأوضح التقرير أن الطريقة الأكثر أمانا لمشاهدة ظاهرة العبور هي بشراء " صندوق عرض الشمس " فهو مصمم خصيصاً لهذا الغرض ، ويتكون من ورق مقوى مع عدسة صغيرة في جانب واحد ، تعرض صورة مكبرة للشمس على ورقة كرتون بيضاء داخل الصندوق ، وبعد انتهاء ظاهرة العبور يمكن الاستفادة منه في مراقبة البقع الشمسية ، وهذا الصندوق سريع الاعداد ومثالي للاستخدام مع الاطفال والمجموعات.
وأضاف التقرير أن هناك طريقة أخرى لرصد ظاهرة عبور عطارد من خلال اسقاط صورة الشمس على قطعة من الورق الأبيض من خلال إستخدام تلسكوب كاسر صغير ، أو تلسكوب نيوتيوني ، ولكن يجب عدم استخدام هذه الطريقة أبدا مع تلسكوب ( Schmidt-Cassegrain) او (Maksutov) لان هذه النوعية من التلسكوبات سوف تتلف بشكل دائم لذلك يجب الحذر .
وللقيام بعملية اسقاط صورة الشمس تحتاج إلى تركيب عدسة عينية رخيصة التكلفة ( منخفضة القوة) وتمكسك بقطعة ورق بيضاء على بعد 30 الى 40 سنتيمترا من العدسة العينية، مع تجنب استخدام العدسات العينية باهظه الثمن عند القيام بعملية الإسقاط حيث يوجد دائما خطر أن تتصدع العدسة وتنكسر بسبب حرارة الشمس، ومع تتجنب العدسات المصنوعة من البلاستيك لأنها قابلة للذوبان.
وأوضح التقرير أن من بين الطرق المفضلة هي الحصول على فلتر خاص بالشمس يوضع أمام التلسكوب وهو يسمح بالنظر بشكل مباشر إلى الشمس بشكل امن تماما ، ويجب أن تتأكد بأن حجم الفلتر مناسب لحجم تلسكوبك وأنه سليم غير متضرر بمعنى لا يكون مكسور أو مشطوب أو ممزق ، والفلتر هو الطريقة الامنة والوحيدة مع تلسكوبات من نوع (شميدت كاسجرين).