تراجع أعداد العائمات السياحية بين الأقصر وأسوان من 280 فندقا لـ42 ومحافظ الأقصر: نسعى لتطوير كافة المراسى بإجمالى مليار جنيه..وخبراء: تسهيل الإجراءات وتوافر عوامل السلامة وخطة للترويج لإحياءها من جديد

كارثة جديدة تدق ناقوس الخطر فى مجال العمل بالقطاع السياحى، تستدعى تدخل الدولة الفورى بكافة وزاراتها المعنية لضبط قطاع السياحة وتسهيل الأمور للعاملين بها، تتمثل فى النقص الشديد والتراجع فى أعداد العائمات السياحية التى تعمل بين الأقصر وأسوان، للكشف عن التاريخ الأثرى السياحى الكبير بين أكبر مدينتين تكتظ بالمعابد والمقابر التاريخية الآثرية.

التصريح الذى ظهر جليًا وأصدره العميد عبد الجواد أمين، مدير إدارة العائمات السياحية بالإنابة فى أسوان، أمس الأول الأربعاء، أكد فيه أن عدد الفنادق العائمة التى تعمل ما بين الأقصر وأسوان ينخفض تدريجيا، حيث وصل إلى 42 فندقا عائما من إجمالى 280 فندقاً عائماً كانوا يعملون خلال السنوات الماضية.

وأوضح أمين، فى تصريحاتٍ لـ"انفراد" أن الفنادق العائمة التى تعمل ما بين الأقصر وأسوان 40 فندقا، و2 أخرين من أسوان إلى القاهرة فى الرحلات النيلية الطويلة، مضيفاً أنه يوجد على متن هذه الفنادق العائمة 2001 نزيل بنسبة مئوية 8.07% ومن أبز الجنسيات الألمانية والصينى والأمريكية وعدد من الإنجليزية والهولندية.

واستطرد مدير إدارة العائمات السياحية، أنه منذ حوالى ثمانى أيام وصل العدد إلى 45 فندقا عائما، على متنها 2112 نزيل بنسبة 9.18، ومنذ حوالى عشرين يوم تقريباً كان يعمل حوالى 60 فندقا عائما بنسبة 19% وعلى متنها 2950 نزيلا.

خطوات محافظ الأقصر لرفع كفاءة المراسى الخاصة بالعائمات السياحية وفى هذا الإطار سعى محمد بدر محافظ الأقصر للقيام بدوره فى رفع كفاءة المراسى الخاصة بالعائمات السياحية الخاصة بالمحافظة، وذلك للحفاظ على تقديم أعلى مستويات الخدمة للعائمات لكى يضمن استمرار عملها بصورة تليق بالأقصر وتاريخها السياحى، حيث سعت سلطات محافظة الأقصر لإحياء مشروع المرسى الجديد للفنادق العائمة الذى قدرت كلفته بحوالى مليار جنيه.

وقال محافظ الأقصر محمد بدر أن سلطات المحافظة شرعت فى إتخاذ حزمة الإجراءات لإقامة المشروع فى منطقة الزينية المطلة على نهر النيل الخالد فى شمال المحافظة، ومن بين تلك الإجراءات البدء فى إستكمال الدراسات الخاصة بالمشروع الذى كان مقترحا إقامته قبل اربعة أعوام، عقب إلغاء مشروع مرسى الفنادق العائمة بمنطقة المريس على خلفية اعتراض مئات المزارعين على إقامته وسط زراعات قريتهم الواقعة فى جنوب الأقصر.

وأشار بدر فى تصريحات لـ"انفراد"، إلى التنسيق مع وزارات السياحة والاستثمار والرى بجانب هيئة التنمية السياحية للبدء فى إتخاذ الخطوات التنفيذية لإقامة المشروع وإستكمال الطريق الذى يربط بين منطقة الزينية من جهة ومطار الأقصر الدولى ومعابد الكرنك الفرعونية من جهة أخرى، موضحاً أن إحياء مشروع مرسى الفنادق العائمة فى منطقة الزينية يأتى ضمن السعى لتنويع المنتج السياحى، وجذب مزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال إلى المحافظة، والمشروع سيجعل من "الزينية" منطقة جذب سياحى، وأن المشروع يتضمن إقامة منطقة خدمات، ومراكز ترفيهية، ومنطقة مطاعم وبازارات سياحية، إلى ذلك رحبت الأوساط السياحية فى المحافظة التى تضم عشرات المقابر والمعابد الفرعونية، بمخط محافظ الأقصر لإحياء مشروع مرسى الفنادق العائمة بالزينية.

وقال الخبير السياحى محمد عثمان، أن إقامة المشروع هو أمر ضرورى ليكون بديلا عن المرسى القديم لوزارة السياحة فى وسط المدينة، والذى قامت المحافظة بإخلاء 800 متر منه خلال عمليات تطوير كورنيش نهر النيل، مما تسبب فى حدوث حالة من التكدس داخل المرسى.

وأوضح الخبير السياحى ناصر حسين، أن إعلان محافظ الأقصر عن إحياء مشروع مرسى الفنادق العائمة فى منطقة الزينية، يعيد الأمل فى القضاء على ظاهرة تكدس البواخر والفنادق العائمة فى طوابير بعرض النيل الأمر الذى يعرض 285 باخرة وفندقا عائما لمخاطر الحريق المتكررة، ويزيد من معاناة السياح فى الوصول لبواخرهم التى يستقلونها فى رحلاتهم النيلية بين مدينتى الأقصر وأسوان.

وكانت لجنة من الإدارة الهندسية بالقوات المسلحة، قد تفقدت مرسى إسنا السياحى الجديد والقديم، ضمت كل من العميد شريف حسان على الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة بالقاهرة، والمهندس ياسر فاروق مدير إدارة الهيئة العامة للتنمية السياحية، والمهندس ملاك لمعى التنمية السياحية بمنطقة جنوب الصعيد، وذلك بعرض المشاركة فى عمل خطة لتطوير ورفع كفاءة المرسى.

وشارك فى الجولة التفقدية لمرسى إسنا السياحى كل من المهندس يوسف كمال محمد مدير المشروعات بالإدارة الهندسية بإسنا والمهندس ياسر عشاوى رئيس شبكة المياه والصرف الصحى والمهندس ناجح رمضان صالح مدير إدارة كهرباء إسنا والمهندسة الشيماء ضاحى شعبان مدير هندسة حماية نيل السباعية، وقاموا بمعاينة المرسى الجديد والقديم على أرض الواقع، وذلك لعمل مشروع تطوير المرسى، فى الطريق من مجلس المدينة القديم إلى مسجد أبو هاشم بمعدل 750 مترا، وذلك لبدء التنفيذ خلال الفترة المقبلة بعد طرح المشروع وعرضه أمام المسئولين التنفيذيين.

خبير بالعمل السياحى: الحل يكمن فى الاستقرار وخطة ترويج كبرى لبلادنا والعائمات بها ولعل نسب التراجع فى الأشغال فى الفنادق الثابتة أو العائمة فى الأقصر وأسوان تتراوح فى السنوات الأخيرة فى المتوسط بين 5% أحيانا أو حتى 10% أو 20% فى أحسن الأحوال، وذلك الأمر شيئ يزعج أصحابها ويضيع آمال المستثمرين فهذه النسب لا تكفى مصاريف التشغيل، فبعد أن كانت تعمل بين مدينتى الأقصر وأسوان 280 فندق عائم فى النيل يتوقف أكثر من 240 فندق منها على المراسى، ولا يعمل طوال هذه الفترة الأخيرة سوى 42 فندق فقط.

ويقول أحمد نوبى موسى مستشار إعلامى ووكيل الوزارة بالهيئة العامة للاستعلامات لجنوب الصعيد والخبير السياحى، أن إنقاذ العائمات السياحية بين الأقصر وأسوان حلها هو عودة الإستقرار إلى مصر ثم الأقصر وأسوان، وإنطلاق الحكومة فى خطة تسويق وترويج وحملات اعلانية دولية لتغيير الصورة الذهنية عن هذه المدن أو المناطق بما يدفع أصحاب القرار السياحى فى العالم لوضعها على برامجهم السياحية بشكل مكثف فى المرحلة المقبلة.

القرارات التى أعاقت عمل الفنادق العائمة بين الأقصر وأسوان ومن بين القرارات التى تسببت فى إندلاع الأزمة فى العائمات السياحية بين الأقصر وأسوان، ظهرت فى الضغط عليها من الدولة بمشاكل ورسوم ومطالبات وقرارات تعجزها عن العمل، ومن بين تلك القرارات ما صدر من وزارة الرى من خلال اللجنة التشغيلية فى بحيرة ناصر بمنع إعطاء رخص التيسير ووقف إيجار هذه الفنادق بسبب مشاكل الصرف الصحى رغم تأكيد الفنادق بالإلتزام بالشروط.

وأصدرت وزارة النقل قرارات بضرورة وقف تسيير الفنادق العائمة فى النيل إلا إذا تمت أعمال الصيانة أو الرفع على الجاف بشروط معينة، ورغم اعطاء مهلة من وزارة النقل لمدة شهر إلا أن تنفيذ ذلك صعب جداً، ويؤكد ملاك تلك الفنادق العائمة أن وزارة النقل طلبت بدائل لعملية الصيانة أو الرفع على الجاف لأن الإبحار فى الأنهار غير البحار المالحة وأن المياه العذبة فى النيل لا تستدعى هذا الرفع كل 4 سنوات لأنه مكلف جداً، كما أن هذه المياه لا تسبب مشاكل مثل البحر، وبالتالى هناك تفكير كما يقولون فى الصيانة تحت الماء أو على بالونات وكلها وسائل فنية ستؤدى إلى حل المشكلة، وأن هناك تفاهم مع وزارة النقل على ذلك للتراجع أو تأجيل هذا القرار.

ولعل تنفيذ القرار الوزارى لوزير الرى رقم 92 لسنة 2103 بشأن منع الصرف فى النيل نهائياً سواء كانت المخلفات معالجة أو غير معالجة أثناء الرسو وأثناء الابحار كان صعب للغاية بالنسبة للفنادق العائمة، وفى هذا الصدد يقول المهندس صابر عباس أحد الخبراء فى هذا المجال فيقول، إن تنفيذ تلك القرارات سببها عدة معوقات تواجهها الفنادق أثناء الرسو وهى أن مرسى الوطنية بالأقصر ومعظم المراسى بالأقصر وأسوان غير مجهزة لتوصيل خراطيم صرف أكثر من ثلاث بواخر (أول ثلاث بواخر على المرسي)، وفى الواقع عدد البواخر التى تكون على المرسى كبير ويصل فى أحيان كثيرة إلى 8 بواخر فيكون هناك 5 بواخر غير قادرة على توصيل خراطيم الصرف لها، وذلك لسببين الأول عدم تجهيز المراسى لتوصيل خراطيم صرف أكثر من ثلاث بواخر، والثانى بعد المسافة من نقطة توصيل الخرطوم على الباخرة الرابعة والخامسة والسادسة.

وأضاف صابر عباس أن الطريقة المستخدمة لتشغيل طلمبات السحب الموجودة على المرسى أتوماتيكيا هى بواسطة استخدام (فلوسويتش) وهو عبارة عن ريشة حرة الحركة تكون داخل ماسورة لطلمبة المرسى تدور عند دفع الصرف داخل الماسورة من أى باخرة، وبالتجربة هذه الطريقة غير عملية وتسبب مشاكل كثيرة ومتكررة فى منظومة الصرف.

وأكد الخبير السياحى بمجال العائمات، أن الإجراءات الإستباقية المطلوبة وبعض الحلول والأفكار لمواجهة معوقات تنفيذ القرار إثناء الرسو، تكون بتزويد عدد المراسى لاستيعاب عدد البواخر الموجودة فى الأقصر وأسوان حتى لايكون على أى مرسى اكثر من ثلاث بواخر، وللتغلب على مشكلة خلل عمل الطلمبات الموجودة على المراسى اتوماتيكيا عند دفع الصرف من البواخر بواسطة استخدام الفلوسويتش، يمكن عمل خزان خرسانى مدفون على المرسى قبل خط سحب طلمبة المرسى.

توافر عوامل السلامة والصحة المهنية شرط أساسى للحفاظ على العائمات السياحية ومن أهم العوامل التى تساعد على الحفاظ على نشاط وعمل العائمات السياحية بعد إنخفاض أعدادها بين الأقصر وأسوان خلال الأعوام الأخيرة من 280 فندق عائم إلى 42 فندق فقط هى فشل أغلب عوامل السلامة والصحة المهنية، حيث أن حرائق الفنادق العائمة التى تكررت خلال السنوات الماضية أدت لتوقف عدد كبير من تلك العائمات.

وفى هذا الصدد أكد ثروت عجمى رئيس غرفة الشركات السياحية بالأقصر، أن عدم توافر السلامة والصحة المهنية بأغلب الفنادق العائمة والمراسى الغير المجهزة للفنادق العائمة، وكذلك بطول المجرى الملاحى فى ظل إذا ماتعرض فندق عائم للحريق أو الغرق فى أى وقت طوال رحلته من الأقصر وأسوان، وقد كشف غرق الباخرة "ملك النيل" فى أسوان قبل 3 أعوام ومصرع حوالى 112 راكب بها، ومدى القصور الذى تتعرض له السياحة النيلية، وكذلك الحرائق المتكررة للفنادق العائمة حيث تعرض اكثر من6 فنادق عائمة طوال الصيف الماضى نتيجة القصور والإهمال.

وطالب ثروت عجمى بضرورة توافر عوامل الامان للسياحة النيلة حيث تتعرض فى فصل الصيف إلى الشحوط والغرق والحرائق نتيجة عدم تطهير مجرى النيل، ونتيجة عدم وجود مراسى للفنادق العائمة تتوافر فية كل الامكانيات، وضرورة توفير لنشات مزودة بزراع هيدوروليكى فى حالة تعرض أى فندق للحريق والغرق، وتطهير المجرى الملاحى حتى الآن من الجزر العالقة بالنهر وتسبب فى الشحط وغرق الفنادق.






































الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;