يبدوا أن تحالف الشر بين قطر وتركيا على موعد مع خلافات ربما تتسع فى الآونة المقبلة حيث وجهت صحيفة تركية انتقادات حادة لـقناة الجزيرة القطرية خاصة النسخة الإنجليزية، مشيرة إلى أن تغطيتها للعدوان التركى على شمال سوريا يحمل "تجاوزات".
وقالت صحيفة "أحوال" التركية، إنه على الرغم من الانتقادات غير المسبوقة التي وجهتها وسائل الإعلام التركية التي تديرها الدولة للتغطية التي أجرتها شبكة "الجزيرة" للعملية العسكرية التركية في سوريا، إلا أن المحللين يقولون إنه من غير المرجح أن تكون العلاقة بين البلدين في خطر بالغ، ولكن الأمر يعكس رغبة تركيا في السيطرة على الإعلام وإسكات منتقديه.
وسبق أن أعلنت إمارة قطر دعمها علنا للعدوان الذى شنته القوات التركية على شمال سوريا 9 أكتوبر الماضى، وهو موقف لم يكن غريباً بحسب مراقبين خاصة فى ظل التنسيق المفتوح بين الجانبين لتمويل كيانات وتنظيمات إرهابية ومتطرفة فى العديد من الدول العربية وبلدان الشرق الأوسط.
وتحت عنوان "الجزيرة الإنجليزية تهديد للتحالف التركى القطرى"، قالت صحيفة "دايلي صباح" التى يمولها حزب العدالة والتنمية التركى بزعامة "أردوغان" فى مقالتها الافتتاحية إلى العلاقات القوية بين البلدين والاستثمارات المشتركة التي تقدر بمليارات الدولارات، ودعم تركيا لـقطر في مواجهة دول المقاطعة وكذلك دعم قطر لتركيا لمواجهة أزمتها المالية.
وقالت الصحيفة التركية: "هذا الـتحالف، الذي يبدو أنه لا يتزعزع، أصبح اليوم تحت تهديد من داخله"، واتهمت الصحيفة النسخة الإنجليزية من قناة "الجزيرة" القطرية بأنها "تنشر دعاية مضادة لتركيا تحت ادعاء الصحافة المستقلة والحيادية".
الهجوم التركى على تنظيم الحمدين، دفع أمير قطر للتراجع بحسب تقارير خليجية، حيث أقدم تميم بن حمد على إصدار أوامر بعزل رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية ومدير مكتب الاتصال الحكومي، لاسترضائه بعد هجوم صحيفة ديلى صباح.
ودخلت الأوساط الإعلامية والسياسية في قطر حالة من الفوضى والارتباك على إثر التهديد والوعيد الذي تضمنته افتتاحية "صحيفة ديلي".
وذكرت تقارير إعلامية خليجية، أن النظام القطري رضخ للضغط التركي وقدم سيف بن أحمد آل ثاني رئيس مجلس إدارة المدينة الإعلامية ومدير مكتب الاتصال الحكومي، ككبش فداء حفاظا على العلاقات مع تركيا.
ومنذ المقاطعة العربية لإمارة قطر رداً على دعمها وتمويلها الإرهاب، استعانت الدوحة بعناصر من الجيش التركى لتأمين مؤسساتها الحيوية ونظام تميم بن حمد خوفاً من اندلاع احتجاجات شعبية داخل قطر ضد تنظيم الحمدين.
وبحسب مراقبين، فإن الموقف التركى الجديد ينبئ عن رغبة أردوغان فى استغلال النظام القطرى بشكل أوسع، فى ظل الازمات الاقتصادية التى تعانيها أنقرة بعد الانهيارات المتتالية لليرة التركية أمام الدولار، بخلاف ارتفاع معدل الركود بشكل ملحوظ.