أحدث نجاح مصر فى مؤتمر القمة الإسلامية فى إحراج رجب طيب أردوغان، وعدم قدرة الجماعة على طرح مشاكلها فى المؤتمر، خيبة أمل كبيرة، بعدما عولت كثيرا على أنقرة فى استغلال هذا المؤتمر لجعل الدول العربية تغير موقفها من الجماعة.
وقالت مصادر مقربة من جماعة الإخوان، أن تفاقم الخلافات الداخلية لجماعة الإخوان فى اسطنبول أفشلت كافة الاستعدادات التى كانت تخطط لها الإخوان خلال الأيام التى ستعقد فيها المؤتمر القمة الإسلامية فى تركيا، خاصة أن الفعاليات التى كانت تخطط لها الجماعة كانت تتضمن اعتصامات فى مدينة إسطنبول.
وأوضحت المصادر أن قواعد الجماعة التابعة لجبهة القيادة الجديدة ومكتب شورى جماعة الإخوان فى تركيا يشعرون بخيبة أمل كبيرة بسبب فشل تلك الفعاليات، ويتهمون جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد التنظيم فى إفشال تلك الفعاليات.
من جانبهم قال سياسيون وإسلاميون أن نجاح مصر فى توصيل رسالتها خلال مؤتمر القمة الإسلامية، فى إسطنبول وإحراج رجب طيب أردوغان، يؤكد أن نفوذ الجماعة انخفض كثيرا فى الدول التى تتواجد بها، كما توقعوا تغيير مواقف أنقرة من الجماعة قريبا.
فيما هاجم جمال حشمت، عضو مجلس شورى جماعة الإخوان المتواجد فى تركيا، الوفد المصرى لصالح تركيا، مضيفا: "إن هذا المؤتمر مكن أنقرة من رئاسة دور الانعقاد الثالث عشر"، مضيفا فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك": "إن وزير الخارجية المصرى غادر إسطنبول دون مصافحة أردوغان فى افتتاح مؤتمر منظمة التعاون الإسلامى".
وبدوره قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مصر استطاعت توصيل رسالتها القوية خلال مؤتمر القمة الإسلامية، وهو ما سيؤثر على الإخوان ونشاطها فى الدول التى تتواجد بها، متوقعا أن تغيير تركيا موقفها من الجماعة.
وأضاف أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، لـ"انفراد" أن أنقرة فشلت فى جعل أزمة الإخوان ضمن الموضوعات التى يناقشها المؤتمر، وأصبحت الأزمات الإقليمية هى محور المناقشات، وهو ما يؤكد أن الدول العربية لن تغير موقفها من جماعة الإخوان، خلال الفترة المقبلة.
وفى السياق ذاته قال خالد الزعفرانى، الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، إن فشلت محاولات الإخوان فى إظهار أنفسهم خلال فعاليات مؤتمر القمة الإسلامى، التى استعدت له الجماعة منذ شهور يؤكد أن التنظيم لم يعد له قوة داخل تركيا فى الوقت الراهن، وأن أنقرة يمكنها التضحية بهم مقابل توطيد علاقاتها فى منطقة الشرق الأوسط.
وأضاف الخبير فى شئون الحركات الإسلامية، لـ"انفراد" أن جماعة الإخوان كانت تعول كثيرا على هذا المؤتمر فى إقناع الدول العربية بتغيير موقفها من الجماعة سواء عبر الضغط بمظاهرات أو إقناع السلطات التركية بإثارة قضيتها إلا أنها فشلت فى المحاولتين ولم تعد قادرة على أن تغير موقف الدول العربية بشأنها.