محافظ القاهرة يعد بتوفير الراحة لسكان "تل العقارب" ورئيس الحى يُخلف المحافظة تفشل فى توفير أماكن بديلة لأصحاب الورش والأهالى: "هنمشى من هنا على جثثنا" والحى نقل أغراضنا فى سيارات القمامة

قال الدكتور جلال مصطفى السعيد، محافظ القاهرة، خلال اجتماعه بأهالى منطقة "تل العقارب" بحى السيدة زينب، إنه هنا لإراحتهم وإقناعهم بترك منازلهم التى لم يعرفوا غيرها منذ عشرات السنوات، مؤكدًا لهم أن راحتهم تأتى على رأس اهتمامات المحافظة، ووعدهم بتوفير كل الإجراءات التى تحقق طلباتهم ووجه حديثه لهم قائلاً: "أنا بحبكم ومش هأذيكوا"، وداعبهم: "أن كنت جاركوا فى السيدة زينب هنا".

كما وجه المحافظ خلال الاجتماع حسام رأفت رئيس حى السيدة زينب بالاستماع إلى شكواهم وتوفير كل السبل لتحقيق رغباتهم، وأمره بوقف هدم المنازل التى تحتوى على ورش لحين إيجاد الأماكن البديلة لها خاصة أن هناك معدات ثقيلة يصعب نقلها بين يوم وليلة، وعلى الرغم من ذلك لم تكن وعود وتوجيهات محافظ القاهرة لمعاونيه ورئيس الحى كافية لحل الأزمة الواقعة بين المحافظة وسكان المنطقة منذ أن قرر المحافظ إزالة جميع مبانى منطقة تل العقارب وإعادة تخطيطها من جديد.

محافظة القاهرة تفشل فى توفير أماكن بديلة لورش "تل العقارب" وسادت حالة من الغضب بين أهالى منطقة تل العقارب، وبشكل خاص بين أصحاب الورش التى أمر المحافظ بعدم إزالتها لحين ايجاد الأماكن البديلة بالاتفاق مع أصحاب الورش، فقد فشل الحى فى إيجاد أماكن مناسبة خاصة بعد أن انتهت مفاوضات رئيس الحى والأهالى بالفشل بعدما اقترح عليهم عدة أماكن وتعثر الانتقال إليها إما لبعدها الشديد عن قلب القاهرة أو لوجود بلطجية يرفضون انتقال أهالى التل بجوارهم.

الأهالى: رئيس الحى أهاننا ووصف أغراضنا بـ"القمامة والصفيح" وتحدثنا إلى عدد من أهالى المنطقة الغاضبين من طريقة نقلهم وإهمال المحافظة لطلباتهم، وقال الحاج سيد حنفى أحد أصحاب ورش "السمكرة" بالمنطقة: "محافظ القاهرة اجتمع بنا يوم الخميس، ووعدنا بحل جميع مشكلاتنا وتوفير أماكن بديلة بالاتفاق بيننا وبين الحى، وفى اليوم التالى بعد صلاة الجمعة تقابلنا مع رئيس حى السيدة زينب فى مكتبه، فى بداية حديثنا سألناه عن أسباب نقل أغرض أهالى المنطقة بسيارات نقل القمامة، فكان رده صادمًا، فقال لنا أنه يزيل مجموعة من الزبالة والصفيح وهذه السيارات تليق بتلك الأغراض".

المحافظة توفر 4 أماكن لا تصلح أن تكون بديلة لورش "تل العقارب" وأضاف عم سيد: "تغاضينا عن الإهانة التى وجهها لنا ولذوينا، وسألنا عن الأماكن البديلة التى تحدث عنها المحافظ أمس، فأكد لنا أن مول المواردى الواقع بمنطقة أبو الريش بالسيدة زينب به مجموعة من المحلات الفارغة ويمكننا نقل أغراضنا ومعداتنا به، فذهبنا لمعاينة المحلات، فوجدناها لا تتناسب مع طبيعة عملنا نهائيًا، فهى عبارة عن محلات صغيرة لا تستوعب أنابيب الأكسجين ولا ماكينات الخراطة التى يصل وزن الماكينة الواحدة 6 أطنان، فعدنا إليه وأكدنا له أن تلك الأماكن لا تصلح، ولكن يبدو أن حديثنا لم يعجبه".

واستكمل عم سيد حديثه: "وأثناء حديثنا معه أجرى اتصالات هاتفيًا برئيس حى البساتين وسأله عن الأماكن المُتاحة لديه، فقال له أن المنطقة الكندية بها مجموعة من المحلات يمكن نقلنا إليها، وفى اليوم التالى وبعد أن أكد لنا المكان مُجهز لاستقبالنا، سألناه عن موعد الانتقال إليه وقد أكدنا له أننا يمكننا أن ندفع مبلغ على القيمة الإيجارية التى ستوفرها لنا المحافظة حتى نحصل على تلك المحلات، فاعترض على نقلنا هناك بحجة أن جمعية صقر قريش رفضت نهائيًا انتقالنا هناك".

وقال عم سيد: "وجهنا رئيس الحى بعد ذلك إلى مساكن السيدة زينب بالقرب من قلعة الكبش، وأكد لنا أن المكان ملائم لاستقبالنا، فذهبنا لمعاينة المكان فوجدنا بلوكين أسفلهما محلات صغيرة جدًا، وفور وصولنا حاصرنا مجموعة من البلطجية وطلبوا مننا عدم المجىء مرة أخرى، فتوجهنا إلى رئيس الحى وطلبنا منه حمايتنا، فأكد لنا أنه يستطيع حمايتنا حتى ننقل أغراضنا ومعداتنا فقط، أما بعد ذلك لا يمكنه فعل شىء، فقلت له إنه يلقى بنا إلى التهلكة الأمر الذى أثار استياءه الشديد وعاود التحدث بأسلوبه غير اللائق".

وأضاف عم سيد: "وفى النهاية، قال لنا إن هناك مجموعة من المحلات بنهاية منطقة المعراج، أول طريق العين السخنة الجديد بالقرب من شركة بتروجيت، وهو مكان لا يوجد به حياة، يخلو من البشر والحيوانات الضالة، وهو عبارة عن مجموعة من المحلات تحيط به الصحراء من جميع الاتجاهات، فهذا المكان من المستحيل أن يعمل به أحد أبدًا، فقد يُقتل أحدنا دون أن يعلم أحد عنه شيئًا، ومن المستحيل أن يصل إلينا زبائن إذا انتقلنا هناك، وبعد ذلك كلما حاولنا مقابلته يتهرب مننا بحجة الاجتماعات والجولات الميدانية".

انقطاع المياه عن منطقة تل العقارب بالكامل منذ بدء عمليات الإزالة وقال إسلام محمد أحد سكان منطقة تل العقارب وصاحب 4 ورش خراطة هناك: "حسام رأفت رئيس الحى طلب من شركة المياه أن تقطع المياه عن المنطقة بالكامل منذ أن بدأت عمليات إزالة المنازل، وهو مدة تجاوزت الشهر ونصف، فقد جمع الأهالى من بعضهم مبلغًا من المال لعمل وصلة مياه من خلال وضع ماسورة مُتصلة بصنبور، يستعين به أهالى المنطقة التى وصلت مساحتها إلى 7 أفدنة فى قضاء حوائجهم من غسيل وطعام وشراب وغيره".

وأضاف إسلام: "هناك مشاكل كبيرة فى عملية الحصر التى أجراها الحى، فهناك أسر لها الأحقية فى الحصول على شقق وخرجوا من عملية الحصر دون الحصول على وحدة سكنية، مؤكدًا أن هناك عددًا من المواطنين بالمنطقة عناوينهم فى بطاقاتهم القومية بتل العقارب، وعلى الرغم من ذلك خرجوا من عملية الحصر، بحجة أنه لا توجد عدادات كهرباء بمنازلهم".

أهالى تل العقارب يطلبون مقابلة الرئيس السيسى لحل مشكلتهم ووجه أهالى منطقة تل العقارب رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى، لمساعدتهم فى حل مشكلتهم والنزاع الواقع بينهم وبين محافظة القاهرة: "نثق فى حكم الرئيس، ونتمنى مقابلته لحل مشكلتنا، ونطالبه بتطبيق مبادئ الثورة العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، وإن لم يحدث ذلك، نتمنى من الحكومة أن تضعنا بالسجون أو تقتلنا لأن مصيرنا مجهول ولن نغادر المكان إلا على جثثنا".