نجح قطاع الأمن الوطنى بالتنسيق مع مباحث الجيزة فى إسقاط عدد من العناصر الإرهابية خلال الآونة الأخيرة التى تستهدف تنفيذ مخططات إرهابية وهدم الاقتصاد وزعزعة استقرار الدولة، وتمكنت أجهزة الأمن منذ بداية العام الجارى 2016 فى الكشف عن 4 خلايا إرهابية، وتم القبض على عدد من عناصرها، وجارى مطاردة باقى المتهمين الهاربين.
أول هذه الخلايا، تم القبض على 6 من عناصرها لاستهدافهم ضرب الاقتصاد المصرى من خلال منع وصول تحويلات المصريين بالخارج وشراء العملات الأجنبية وخاصة "الدولار" فى السوق السوداء بأسعار تفوق الأسعار الرسمية للبنوك.
وأكدت التحقيقات أن المتهمين ضبط بحوزتهم 730 ألف دولار و180 ألف ريال سعودى، وأنهم كانوا يستهدفون أيضا تنفيذ عمليات تخريبية تستهدف منشآت الدولة ورجال الشرطة، وعثر بحوزتهم عقب ضبطهم على بندقية آلية، و6 عبوات ناسفة داخل شقة يستخدمونها لتصنيع المتفجرات والتخطيط للعمليات التى يسعون لتنفيذها.
كما كشفت تحريات ضباط قطاع الأمن الوطنى ومباحث الجيزة، عن خلية ثانية يتزعمها أحد قيادات جماعة الإخوان ويدعى "كمال الدين جمعة" أحد الهاربين عقب فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، الذى استعان بــ7 أشخاص آخرين، من بينهم شخص يدعى "كوهين" السابق اتهامه فى قضايا جنائية لتنفيذ عمليات تخريبية ضد الدولة وتكدير السلم العام.
وتم القبض على المتهمين بمنطقة إمبابة وبحوزتهم 4 بنادق آلية، وطبنجة ميرى، مبلغ بسرقتها، بالإضافة إلى 8 عبوات ناسفة ومبلغ مالى نصف مليون جنيه، و42 ألف دولار، وهاتف محمول متصل بالقمر الصناعى.
ونجحت أجهزة الأمن بالجيزة فى ضبط خلية إرهابية ثالثة، تضم 33 متهما تم القبض على 4 متهمين منهم، بينما قتل أحدهم خلال تبادل لإطلاق الرصاص مع رجال الشرطة بالوراق، وتوصلت التحريات إلى أن المتهمين متورطون فى تنفيذ عدة عمليات إرهابية، تفجير عبوة ناسفة استهدفت سيارة شرطة بمنطقة فيصل، وتفجير عبوة ناسفة بميدان الرماية بالهرم، بالإضافة إلى زرع عبوات ناسفة بطريق كرداسة لاستهداف سيارات الشرطة.
كما ضبط بحوزة أحدهم كمية من المتفجرات والمواد التى تستخدم فى تصنيعها بمشتل يمتلكه بمنطقة كرداسة، ويكثف ضباط الأمن الوطنى ومباحث الجيزة جهودهم لضبط باقى أعضاء الخلية الهاربين.
وتمكنت أجهزة الأمن بالجيزة فى ضبط خلية رابعة مكونة من 4 أشخاص، بينهم مدرس مساعد بجامعة القاهرة "مفصول"، وسيدتان متهمتان بالانضمام لتنظيم أجناد مصر الإرهابى، وعثر بحوزتهما على مخطوطات تنظيمية، وعبوات ناسفة، وهاتفين "ثريا" متصلين بالقمر الصناعى ومبالغ مالية.
وتوصلت تحريات الأمن الوطنى إلى أن المتهمين الأربعة تلقوا تدريبات عسكرية بدولة ليبيا، وتمكنوا من التسلل لمصر عن طريق الصحراء، حيث تمكنت أجهزة الأمن من رصدهم وتتبعهم لحين وصولهم لمنطقة منشاة القناطر بمركز إمبابة، واتخذوا جمعية خيرية مهجورة مملوكة لأحد قيادات الإخوان، وعضو سابق بمجلس الشورى، تحت ستار عيادة طبية خيرية.
وتمكنت قوة أمنية من ضبط المتهمين الأربعة، والسيدتين اللتين تقومان بخدمتهم، وجلب الطلبات والتجهيزات لهم حتى لا يثيرون الشبهات حول وجودهم بالمنطقة التى يقطنونها، وبالتحرى تبين أنهما زوجتان لمتهمين محبوسين فى قضية "أحداث عنف المقطم".
اللواء فؤاد علام وكيل جهاز أمن الدولة السابق أكد أن وزارة الداخلية فى المرحلة الأخيرة نجحت فى اختراق التنظيمات السرية ووجهت لها ضربات استباقية، قبل أن تشرع فى تنفيذ المخططات الخاصة بها، وأن ما يحدث الآن ليس مواجهة إرهاب وإنما إخماد لعمليات إجرامية.
وأضاف " علام" أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى تطبيق منظومة تعتمد على 6 محاور "سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ودينية وإعلامية" وكل محور يتطلب تكليف مجموعة من الوزارات والمؤسسات بواجبات معينة حتى يتم تجفيف منابع الفكر الإرهابى وتجفيف مصادر تمويلها، وإذا لم يتم تنفيذ تلك المنظومة ستهدأ العلميات الإرهابية فقط، لكن سرعان ما ستعود مرة أخرى أكثر شراسة وعنفا.
وطالب وكيل جهاز أمن الدولة السابق بإنشاء مجلس قومى لمكافحة الإرهاب لإعداد الدراسات ووضع المخططات بالإضافة إلى تكليف الوزارات والمؤسسات حسب اختصاصها، حتى تواجه الدولة بأكملها الإرهاب .
وأضاف "علام" أن المجلس القومى لمكافحة الإرهاب سيكون نواة لمجلس قومى عربى لمواجهة الإرهاب، لأنه لو تم القضاء على التنظيمات الإرهابية فى مصر، وظلت موجودة فى أى دولة عربية أخرى سيتم تصدير الإرهاب مرة أخرى إلى مصر.
وتحدث "علام" عن ضبط خلية إرهابية تستهدف ضرب الاقتصاد القومى من خلال العمل على رفع سعر الدولار، وشرائه فى السوق السوداء، قائلا إن الحرب ليست تصفية عناصر إرهابية وإحباط عمليات تفجيرية فقط، بل يضاف إليها إرهاب يتم دعمه خاصة من جماعة الإخوان، ويقف ورائه بعض الدول مثل تركيا وقطر وأمريكا وإسرائيل، الهدف منه تقويض الدول العربية ولذلك يستهدف الاقتصاد والسياسة والثقافة.
وذكر أن الهجمة الشرسة التى تتعرض لها مصر عقب مقتل الشاب الإيطالى "جوليو ريجينى" تعد جزءا من منظومة الإرهاب العالمية التى تستهدف تشويه صورة مصر والوقيعة بين الدولة المصرية وكثير من الدول الأوربية، منها إيطاليا حاليا.