فى الوقت الذى تعيش فيه تركيا أزمة اقتصادية ضخمة لا يبدو لها حلول على المدى القريب، يتجاهل الرئيس التركى رجب طيب أردوغان كل ذلك، ويستخدم أموال شعبه فى تمويل جماعات ضغط فى الولايات المتحدة الأمريكية، فى وقت تتزايد فيه معاناة فئات الشعب التركى وتتزايد ديون الفلاحين الأتراك، كما ترتفع فيه أسعار المياه.
أردوغان يدعم جماعات ضغط فى أمريكا
فى هذا السياق، سلطت صحيفة زمان التركية الضوء على ممارسات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وقال أحمد يايلا المدير السابق لدائرة مكافحة الإرهاب في الشرطة التركية، إن الرئيس التركي رجب أردوغان مول الكثير من جماعات الضغط في الولايات المتحدة، وأقام علاقات مع الجماعات الإسلامية هناك، وقام بتسلحيهم، وبعد تولي الرئيس الحالي دونالد ترامب المسئولية حاول التقرب من المقربين من ترامب للتأثير في عملية اتخاذ القرارات داخل الإدارة الأمريكية، كما زادت أنشطته الاستخباراتية على الأراضي الأمريكية".
وذكر يايلا ، أن الرئيس التركي لم يسعد بقدر الدعم الذي حصل عليه من دعم المجتمعات الإسلامية رغم الملايين التي أنفقها دون أن يحصل على الدعم الذي يريده، فأنفق أمواله وسط الجاليات الإسلامية المهاجرة والأتراك الذين يدعمونه في أمريكا الشمالية، لافتا إلى أن أردوغان يستخدم موارد الدولة لحشد الدعم لنفسه ولحزبه في الولايات المتحدة، بما في ذلك مؤسسة ديانت التي هي مؤسسة كبيرة حول العالم، وتتواصل مع منظمة أمة الإسلام الأمريكية لتحقيق أغراضه.
ولفت يايلا إلى أن زوج ابنة أردوغان بيرات البيرق يمتلك فندقا باسم ترامب في اسطنبول، بالاشتراك مع مؤسسة مجلس الولايات المتحدة الوطني الإسلامي ومحاولة استخدام هذه الرابطة للتأثير في الرئيس الأمريكي، كما أشار إلى أن أردوغان جعل الدين أداة سياسية، حيث إن الأفراد الذين يتفاعلون معه لا يعرفون أغراضه الفاسدة، وقد سلح المنظمات الجهادية التي قتلت الآلاف بأسلحة مقدمة من تركيا، ووجدت المنظمات أن كل المواد التي استخدمها داعش قدمت من طرف تركيا.
زعيم المعارضىة يتهم أردوغان بتزوير الحقائق
كما نقلت صحيفة "زمان"، التابعة للمعارضة التركية، عن زعيم المعارضة التركية كمال كليجدار أوغلو، اتهامه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتزوير وتشويه الحقائق التاريخية من أجل التستر على فشله الاقتصادي.
وقالت الصحيفة التركية المعارضة، إن تصريحات زعيم المعارضة التركية تأتي بعدما قال أردوغان إنه من الجهل إهانة الامبراطورية العثمانية باستمرار، والإدعاء بأن نسبة التعليم في عهدها كانت متدنية.
وأوضحت الصحيفة التركية المعارضة، أنه خلال اجتماع الهيئة التنفيذية لحزب الشعب الجمهوري المعارض بالأمس، استنكر رئيس الحزب، كمال كليجدار أوغلو، تصريحات أردوغان وزعمه تناقص نسبة المتعلمين بعد سقوط الدولة العثمانية.
وذكرت صحيفة زمان، أن ما يعادل مساحة 40 مليون هكتار في تركيا أصبح خاضعًا للرهن العقاري بالبنوك المختلفة، في ظل تزايد ديون المزارعين، حيث تتركز أكثر الأراضي الزراعية الخاضعة للرهن العقاري في مدن أيضن ومانيسا وإزمير التي يتركز بها الإنتاج الزراعي في البلاد.
ونقلت الصحيفة التركية المعارضة، عن نائب حزب الشعب الجمهوري عن مدينة مانيسا، أحمد وهبي بكرلي أوغلو، تأكيده أن المزارعين في المدن التي يكثر بها الإنتاج الزراعي يعانون من ديونًا متزايدة، مفيدا أن هذا الأمر يعكس المأزق الذي يشهده قطاع الزراعة في تركيا.
وأشارت الصحيفة التركية المعارضة، إلى أن دراسة أجراها بكرلي أوغلو بشأن المساحات الزراعية الخاضعة للرهن العقاري، كشفت عن خضوع جزء كبير من المساحات الزراعية في تركيا للرهن العقاري، حيث تشير البيانات الرسمية لوزارة البيئة والتخطيط العمراني التركية إلى سقوط المزارعين في تركيا بمستنقع الديون.
تزايد ديون الفلاحين الأتراك
وأوضحت الدراسة أن 39 مليون و474 ألف و630 هكتار من بين إجمالي المساحة الزراعية في تركيا التي تقدر بـ266 مليون و766 ألف و913 هكتار تخضع للرهن العقاري وهو ما يعادل 15 % من إجمالي المساحة الزراعية.
كما أكدت الصحيفة التابعة للمعارضة التركية، أن بلدية إسطنبول الكبرى رفعت أسعار المياه، بقيمة 20%، اعتبارًا من الأول من ديسمبر المقبل، حيث إنه بحسب الزيادة الجديدة التي ستطبقها إدارة المياه والصرف الصحفي، اعتبارًا من مطلع الشهر المقبل، سيكون سعر المتر المكعب من المياه في الشريحة الأولى 0-15 متر مكعب 4 ليرات و80 قرشًا، بدلًا من 4 ليرات، على أن يكون سعر استخدام الشريحة الثانية 11-20 متر مكعب بسعر 7 ليرات و20 قرشًا بدلًا من 6 ليرات.
وقالت الصحيفة التركية المعارضة، إنه بالنسبة الأسعار الخاصة بالاستخدام التجاري، ستكون 12 ليرة و89 قرشًا، بدلًا من 10 ليرة و74 قرشًا، وبالنسبة لسعر المتر المكعب لأماكن العمل في القرى والضواحي فسيكون 3 ليرات و22 قرشًا، بدلًا من 2 ليرة و68 قرشًا. وسيكون سعر المتر المكعب للمنازل في القرى والضواحي 1 ليرة و20 قرشًا بدلًا من 1 ليرة فقط.
وأشارت صحيفة زمان، إلى أن هذه الزيادة، تأتي بالتزامن مع إعداد ميزانية إدارة المياه والصرف الصحي التابعة لبلدية اسطنبول الكبرى، والتي يظهر فيها خفض كبير في ميزانية إسطنبول من 8 مليارات و501 مليون و502 ألف ليرة في عام 2019 إلى 7 مليارات و776 مليون و456 ألف ليرة في عام 2020، بتخفيض في الميزانية بقيمة وصلت إلى 725 مليون و46 ألف ليرة تركية.