الخلاف فى وجهات النظر حول القضايا القومية أمر طبيعى فى السياسة، لكن الأمر يختلف عن التزييف والتزوير، ومادام لجأت تنظيمات الإرهاب إلى التزوير يصعب التعامل معها بجدية، وهى أمور لم تعد جديدة ولا مفاجئة. رأينا خلال الأسابيع الماضية حالات من التلاعب والتزييف على مواقع التواصل، وظهور عشرات الحسابات الوهمية التى تمارس التزوير. لطمس حجم العمل تجاه المستقبل. والفرق واضح بين العمل ضمن كيان دولة فيها ملايين البشر، وبين أفراد يتربحون من تسويق اليأس ونشر الإحباط.
هناك تحركات على الأرض لبناء مصر المستقبل، ومواجهة تداعيات سنوات من الركود والتراجع الاقتصادى. لا يبدو أن من يثيرون الضجيج يهتمون بما يجرى فى البلاد طولا وعرضا. والحقيقة أن من يريد أن يعرف ما يجرى بكل تفاصيله يمكنه ذلك ومن يريد الوقوف عند نفس نقاط الجمود والمشى فى المكان وإعادة التجارب البائسة من الضجيج الفارغ كذلك يمكنه. وما ظهر فى مشروع مدينة جبل الجلالة يشير إلى أننا لسنا أمام مشروع، وإنما أمام قيمة مضافة للأرض، وتعظيم إيرادات الدولة، وخلق فرص العمل، وهو السبيل الوحيد للعمل.
هناك بالفعل ما يقرب من 100 إلى 200 مشروع بنفس المستوى، لإقامة كيانات زراعية وصناعية وتجارية وسياحية. ولعل أهم الخطوات التى تم اتخاذها مؤخرا هو إلغاء فكرة إقامة منتجعات سياحية مغلقة على ساحل البحر مباشرة، لإتاحة ساحل البحر للجميع، بعد سنوات كان هناك إفراط فى المجتمعات السياحية المنغلقة.
وقد أعلن الرئيس أنه سيواصل زيارة المشروعات القومية الكبرى، للخروج من حالة اليأس والإحباط، ومحاولات تأليب الناس على بعضهم البعض، لكن ما أن نغادر هذه الحالة من الإحباط والغضب، وتجاهل أى خطوات على الأرض، هنا نكتشف الفرق بين بعض المنتمين للنخب الكسولة، ممن يتكسبون من نشر الإحباط، بينما الأغلبية من المواطنين يعرفون أنهم من يدفع ثمن الطموحات الغريبة لمدعى النشاط أو مدعى السياسة، وهؤلاء الذين يدفعون ثمن هذا الخراب الاقتصادى. هناك مواطنون يعرفون قيمة وأهمية العمل والمشروعات لهم ولأبنائهم، ويعرفون أن الجدل والخلاف ممكن بشرط البقاء ضمن حالة الدولة، وعدم الهبوط إلى مستوى الاقتتال الأهلى بالشكل الذى يضيع ملامح الدولة وينقلها إلى حالة الصراع على غنائم بقايا دولة.
لقد قطعت مصر خلال السنوات الخمس الماضية شوطا رأى فيه المواطنون الكثير، وتشكل وعيهم وأصبح لديهم القدرة على التفرقة بين الحقيقة والخيال أو العالم الافتراضى الذى يصنع شعورا كاذبا بانتصارات وهمية، وينتج نماذج مشوهة، تكرر نشر اليأس وكراهية البلد وتدعو إلى الهجرة، ثم إنهم هم أنفسهم يقيمون فى الخارج، بينما يدعون المواطنين لحرق أوطانهم.
الفرق واضح بين مواطن يغضب ويتخذ رأيا ويعلن وجهة نظره، وآخر يمارس لعبة مكشوفة، باسم وطن هو نفسه يمارس الهجوم عليه.