مع مرور 150 عاما على إنشاء قناة السويس، يشهد هذا الممر الملاحى واحدة من أكبر خطط تطويره منذ إنشائه وحتى الآن ليصبح رافدا جديدا من الروافد التنموية للاقتصاد المصرى لعقود مقبلة، ويتحول إلى منطقة جذب جديدة للاستثمارات عن طريق تأسيس مناطق اقتصادية جديدة بالقرب من الممر الملاحى لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المشروعات الصناعية، لتحقيق نقلة نوعية تليق بالاستثمارات الواعدة وجواز المرور الجديد نحو مستقبل ملىء بالفرص الاستثمارية.
ومن بين أهم المناطق الاقتصادية فى العالم، هناك قفزة اقتصادية تتحقق الآن على ضفتى أهم ممر ملاحى فى العالم منطقة اقتصادية عالمية تربط البحرين الأحمر والمتوسط ومناطق اقتصادية ولوجستية بمساحة تبلغ 460 كيلو مترا مربعا، و6 موانئ كبرى صناعات كبيرة ومتوسطة وخفيفة، وشبكات طرق ومطارات، بالإضافة إلى حوافز استثمارية هى الأكثر تنافسية عالميا، وتسهيلات وإعفاءات جمركية «صفر» جمارك للمواد الخام، 50% تخفيضات على الخدمات البحرية، مصادر طاقة بأقل تكلفة، وسوق محلى يخدم 100 مليون نسمة، وسوق عالمى يتسع لمليار و500 مليون مستهلك باتفاقيات تجارية دولية، أرقى مراكز التدريب الفنى مجانا، أعلى مستوى من الخدمات الإدارية عبر خدمة اشباك الواحد.
من بين أهم المناطق التى تشهد تطورا ملحوظا ضمن مشروع تنمية محور قناة السويس، تمتد منطقة شرق بورسعيد المتكاملة على مساحة 144 كيلو متر مربع، تضم منطقة صناعية تبلغ مساحتها 60 كيلو مترا مربعا، بها أكبر المطورين الصناعيين، شرق بورسعيد للتنمية المصرية بمساحة 16 كيلو مترا مربعا، والمنطقة الصناعية الروسية أول منطقة صناعية تقيمها روسيا خارج أراضيها، بمساحة 5.25 كيلو متر مربع، ميناء شرق بورسعيد المحورى، تم بناء أرصفة جديدة بطول 5 كيلو مترات بغاطس 18.5 مترا لاستقبال أكبر السفن فى العالم وكبار مشغلى الخطوط الملاحية فى العالم، وهناك توسعات جديدة للأرصفة لتنفيذ محطة حاويات هى الأكبر فى الشرق الأوسط ومحطة بضائع عامة ورصيف الـ«رورو» لدحرجة السيارات يشغله تحالف تويوتا بوليريه الفرنسى، ويتسع الميناء لساحة انتظار الشاحنات ومحطة لاستقبال وتدوير مخلفات السفن ليكون ميناء صديق للبيئة.
ويتميز ميناء بورسعيد المحورى بقربه من الأنفاق العملاقة تمر أسفل قناة السويس تبعد 5 كيلو مترات جنوب بورسعيد، وعلى المدخل الشمالى لقناة السويس، يقع ميناء غرب بورسعيد بطاقة استيعابية 12 مليون طن يساهم فى خدمة الاكتشافات الجديدة من الغاز الطبيعى فى البحر المتوسط، كما يعد أهم ميناء لاستقبال أكبر السفن السياحية ليصبح الوجهة المفضلة لخطوط الرحلات السياحية والكروز.
على بعد 30 كيلو مترا من شمال محافظة الإسماعيلية تقع المنطقة الصناعية بشرق القنطرة، على مساحة 13 كيلو مترا مربعا، لتشكل تجمعا مثاليا للصناعات الصغيرة والمتوسطة، منها صناعة الحاصلات الزراعية والغذائية، وهى الوجهة المفضلة لصغار المستثمرين، والمنطقة الصناعية بشرق الإسماعيلية والتى تعتمد على الصناعات ذات التقنية العالية وأهمها صناعة الشرائح الإلكترونية وخلايا توليد الطاقة الشمسية من الرمال البيضاء المصرية، وهذه المنطقة تمتد على مساحة 70 كيلو مترا بالقرب من مدينة الإسماعيلية الجديدة وعلى بعد 57 كيلو مترا من ميناء شرق بورسعيد و5 دقائق عن أنفاق تحيا مصر بالإسماعيلية.
ومن شرق المتوسط تأتى منطقة واعدة بالقرب من أحواض السفن الممتدة بطول 40 ألف متر مربع بميناء العريش، يسهل استخراج المواد الخام منها وتصنيعها وتصديرها من منطقة واحدة، بالإضافة إلى ميناء الطور وهو ميناء تجارى يخرج منه الجزء الأكبر من صادرات المعادن والشحنات الجافة وغير المعبأة، لدعم الأنشطة البترولية وخدمة الصناعات التعدينية فى تلك المنطقة الواعدة.
وفى ميناء الأدبية أكبر الموانئ المحلية المتخصصة فى أنشطة الصب الجاف والسائل، قيمة صناعية وتجارية كبيرة قريبة من كبرى الشركات المتخصصة فى تداول المنتجات البترولية والبتروكيماوية وأرصفة بحرية تستوعب السفن العالمية على مدار الساعة.
المنطقة الصناعية بالعين السخنة وتقع على مساحة 210 كيلومترات مؤهلة لاستقبال الصناعات الثقيلة العالمية وجاهزة بالمرافق ومصادر الطاقة لاستقبال الاستثمارات وتقع على بعد 100 كيلو متر من القاهرة و50 كيلو مترا من العاصمة الإدارية الجديدة، وتضم مجموعة من أكبر المطورين الصناعيين المحليين فى مصر، وتكتسب أهميتها لقربها من ساحل البحر الأحمر والذى يعد هو المحور المركزى الفعلى طريق الحرير الذى يربط آسيا وأفريقيا.
وبالقرب من منطقة العين السخنة الصناعية يأتى ميناء السخنة الملقب بميناء القرن الأفريقى، وتم الانتهاء من بناء الحوض الثانى للميناء بطول 1300 متر لإنشاء محطة جديدة للحاويات بمساحة 640 ألف متر مربع.
وبعد الخطوات التى حققتها المنطقة الاقتصادية فى السنوات الخمس الأخيرة على مستوى البنية التحتية وتهيئة التربة والمناخ الاستثمارى اللازم لجذب الاستثمارات المصرية والعربية والأجنبية، تستعد المنطقة الاقتصادية لبدء مرحلة جديدة للترويج للمنطقة الاقتصادية، بناء على خطة محددة بالمشروعات الصناعية المستهدفة بالمنطقة خلال الفترة المقبلة، بالإضافة إلى خطة تحرك واضحة لجذب المستثمرين الأجانب فى القطاعات المستهدفة، بالإضافة إلى حسم بعض الملفات العالقة مع أطراف استثمارية كبرى، وعلى رأسها انتهاء المفاوضات الجارية مع موانئ دبى العالمية، من أجل تطوير وتنمية منطقة صناعية بالعين السخنة ليتم توقيع التعاقد بين الجانبين خلال الشهور القليلة المقبلة، بالإضافة إلى العمل على إنهاء كل المفاوضات الخاصة بالمنطقة الصناعية الروسية بمساحة 5.25 كم2 بشرق بورسعيد بتكلفة استثمارية بنحو 185 مليون دولار للمرحلة الأولى من التنفيذ، وتسليم أول مرحلة للمنطقة الصناعية الروسية مارس المقبل، ليبلغ إجمالى استثمارات المنطقة 6.9 مليار دولار.
وتشمل مستهدفات الهيئة فى الفترة المقبلة أيضا، الانتهاء من مفاوضات الهيئة وتحالف تويوتا NYK بولوريه الفرنسى العالمى نهاية العام الحالى، للتعاقد على تشغيل رصيف الرورو بشرق بورسعيد الجديدة بطول رصيف 600 متر بتكلفة استثمارية 150 مليون دولار، مشيراً إلى أن الهيئة حالياً تقوم بمراجعة كل العقود بصياغتها القانونية، تمهيداً للتوقيع النهائى مع المستثمرين وجذب مزيد من الاستثمارات وخلق فرص عمل.
وتكلفت منطقة شرق بورسعيد حتى الآن نحو 10 مليارات جنيه، كما أن هناك نحو 245 شركة صناعية وخدمية تعمل حاليا فى المنطقة الجنوبية منها 85 شركة منتجة وشركات أخرى تحت الإنشاء و43 شركة جارى الانتهاء من التراخيص الخاصة به.
وفى إطار التطوير فى الفترة المقبلة من المقرر تنفيذ وتطوير 100 كيلو متر مربع من الطرق وهناك دراسات لإدخال الغاز إلى للمنطقة الاقتصادية، كما أن هناك خطة لتسعير الأراضى من خلال برنامج مالى لحساب التكلفة، علما بأن كل أراضى الهيئة تقدم بنظام حق الانتفاع.