رغم احتكار الرجال مجال البيزنس والأعمال فى مصر على مدى العقود الماضية، فإن السنوات الأخيرة شهدت ظهور مجموعة من سيدات الأعمال، اقتحمن مجالات العمل المختلفة، وحققن نجاحات كبيرة حتى أصبح عدد منهن يقدن شركات واستثمارات تقدر بالمليارات.
«انفراد» التقت عددًا منهن لإظهار هذه النماذج لتكون قدوة لمثيلاتهن فى المجتمع المصرى الذى يحتاج لتغيير ثقافته تجاه المرأة، وتأكيد قدرتها على العمل، بل وقيادة كيانات استثمارية ضخمة.
فى تلك اللقاءات حكت كل سيدة أعمال تجربتها، كما أشارت إلى الصعوبات التى واجهتها والتى تواجهها، بالإضافة إلى إلقاء الضوء بشكل سريع على طبيعة الأعمال التى تديرها وتطلعاتها فى هذا الشأن.
غادة درويش: ثقافة المجتمع تجاه المرأة تنحصر فى الزواج.. مدير «بيزا للتوريدات»: البيزنس يتطلب أن يكون لدى المرأة روح مثابرة
قالت غادة درويش، المدير التنفيذى لشركة بيزا للتوريدات الصناعية، إنه على الرغم من أنه ليس هناك ما يمنع من وجود سيدات أعمال فى مصر، فإن ثقافة المجتمع لا تدعم الفتيات لذلك، وتحصرها فقط فى الزواج، وليس العمل وتحقيق الذات.
وأضافت: «مقومات صناعة سيدات الأعمال تتطلب أن يكون لدى المرأة روح مثابرة وإصرار لتتحدى أى معوقات، مشيرة إلى أن المعوقات التى تواجهها فى العمل هى نفسها التى تواجه الرجل، سواء البيروقراطية أو صعوبة الحصول على تراخيص.
وأكدت غادة درويش أن هناك سيدات أعمال فى مصر حققن نجاحًا عظيمًا فى مجالات مختلفة، سواء صناعية أو غذائية، ولا ينحصر مجال عملهن على الحرف اليدوية، غير أنها أكدت أن عددهن أقل من الرجال، وهذا ليس فى مصر ولكن فى العالم كله.
وتوقعت ظهور كيانات اقتصادية كبيرة خلال الفترة المقبلة تقودها سيدات أعمال، وذلك بعدما نجحن خلال الفترة الماضية، ونافسن الرجال فى جميع المجالات، وأصبح هناك جيل من سيدات الأعمال اللاتى لديهن قدر مرتفع من التعليم والاطلاع.
عبير عصام: لا نواجه مشاكل فى التعامل مع الرجال.. رئيس «مينا للإسكان»: عدم شهرة سيدات الأعمال إعلامياً سببها ضيق الوقت لانشغالهن بالواجبات المنزلية
أكدت عبير عصام، رئيس مجلس إدارة شركة مينا لإسكان المستقبل، أنه ليس هناك أى صعوبات تواجه السيدات فى إدارة الرجال داخل العمل، مضيفة: «بالعكس الرجال يساعدوننى فى عملى كثيرًا، وحتى المنافسون يرون أننى مثابرة وقوية، ولذلك فهم جميعًا وبلا أى استثناء يتعاونون معى لإنجاحى».
وأضافت أن عدم شهرة سيدات الأعمال إعلاميًا تأتى بسبب ضيق وقتهن لانشغالهن بالواجبات المنزلية، مقارنة برجال الأعمال الذين يخصصون وقتهم بالكامل للعمل، وتابعت: «هناك سيدات أعمال ناجحات، ولسن مشهورات، ويدرن استثمارات ضخمة، مثل هدى خيرى، وهدى عبود، ومنى الشريدى».
وأكدت عبير عصام أنه ليس هناك ما يمنع، سواء قانونيًا أو اجتماعيًا، من وجود سيدات أعمال فى مصر، لكن حاجة «البيزنس» لجهد كبير وأموال وتسويق ضخم جعل عددهن قليل، خاصة أن الاقتصاد المصرى عانى الفترة الماضية من العديد من المشكلات، مشيرة إلى أنه رغم أن عدد سيدات الأعمال قليل إلا أنهن يعملن فى جميع المجالات.
وأشارت إلى أن هناك طريقين لنشأة سيدة الأعمال فى مصر، إما أن تكمل مسيرة والدها أو والدتها أو عائلتها، فيما يعرف بالـ«فاميلى بيزنس»، أو أن تبدأ المرأة التنشئة فى الكيانات الاستثمارية، كالجمعيات واتحاد المستثمرات، إلا أنه يجب أن تتوافر فى المرأة الموهبة للبيزنس لتساعدها تلك الكيانات فى التدريب والتسويق، وتوفير دراسات الجدوى من أجل تأهيلها، وهو الدور الذى من أجله نشأت تلك الكيانات.
ولفتت إلى أنه لم يعد هناك مجال عمل مخصص للسيدات فقط، مشيرة إلى أن السيدات نجحن حتى الآن فى الوصول إلى جميع المناصب، ويتولين حاليًا مناصب مستشارة ووزيرة، مضيفة: «الحمد لله ثقافتنا فى المجتمع تغيرت وقبلت عمل السيدات».
هدى يسى تطالب بقوانين تدعم ريادة المرأة.. رئيس «المستثمرات العرب»: هناك عدد كبير من سيدات الأعمال الناجحات لكنهن لا يفضلن الظهور
قالت الدكتورة هدى يسى، رئيس اتحاد المستثمرات العرب، إن هناك عددًا كبيرًا من سيدات الأعمال الناجحات فى مصر، إلا أنهن لا يفضلن الظهور أو الإعلان عن أعمالهن، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أنهن يحتجن إلى الدعم من خلال تعزيز السياسات والتشريعات والقوانين، والتى من شأنها تشجيع النساء فى زيادة الأعمال وريادتهن.
وأضافت: «كما يحتجن إلى تمكين المرأة كسيدة أعمال، وذلك على المستوى الحكومى ومنظمات المجتمع المدنى والقطاع الخاص، وأيضًا وسائل الإعلام».
وتابعت هدى يسى أن الرغبة فى إثبات الذات فى ريادة الأعمال هى المحفز الأساسى لصناعة سيدة الأعمال، ثم تأتى أدوار أخرى لدعمها، مثل بناء قدرات المرأة التى لديها مشروع ما، وتدريبها والإشراف عليها، وتقديم الدعم لها من أجل تعزيز ثقتها بنفسها لتكون قادرة على أن تبدأ مشروعها وإدارته بمهنية وثقة، وكذلك العمل على تثقيفها بكل الأدوات التى تحتاجها كى تلعب دورها فى الاقتصاد، وتكون صانعة قرار.
وتابعت: «بالإضافة إلى خلق روابط وشبكات مع جمعيات ومجتمعات الأعمال، ومجالس المجتمعات الاقتصادية الإقليمية، لمساعدتها فى الترويج لمنتجاتها من خلال تنظيم منتديات ومعارض تجارية، لتشجيع التجارة وتعزيزها».
وأشارت هدى يسى إلى تأسيس اتحاد المستثمرات العرب شركة «ترويج» للمساهمة فى تسويق منتجات العضوات الصغيرة والمتوسطة، ودعم سيدة الأعمال المستثمرة فى مصر والدول العربية.
وأكدت أن سيدات الأعمال فى مصر ينافسن الرجال بقوة، واخترقن جميع مجالات عمل الرجال بقوة ونجاح، حتى وصلن إلى مختلف المناصب الوزارية، مشيرة إلى أن هناك نماذج نسائية عربية أبدعن فى المهن الخاصة بالرجال.
19 اتفاقية مصرية وفرنسية فى زيارة «أولاند».. 60 شركة تشارك فى تنفيذ البنية التحتية للعاصمة الإدارية.. وتدرس إنشاء منطقة صناعية
كشف فؤاد يونس، رئيس مجلس الأعمال المصرى الفرنسى، عن توقيع 19 اتفاقية تجارية بين شركات مصرية وفرنسية بعد غد، الاثنين، على هامش انعقاد منتدى فرص الاستثمار المصرى الفرنسى، والذى يفتتحه الرئيس السيسى والرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند، ويشارك به وزراء الصناعة والكهرباء والاستثمار.
وأضاف أن الاتفاقيات التجارية ستكون بقطاعات الطاقة المتجددة، ومياه الشرب والصرف الصحى، والتدريب الفنى، هذا فضلًا على الاتفاقيات الحكومية التى ستوقع فى أول يوم من زيارة الرئيس الفرنسى بقصر الاتحادية غدًا الأحد.
وأكد «يونس» فى تصريحات خاصة لـ«انفراد» أن وفدًا يضم 60 رجل أعمال وكبار المسؤولين سيرافقون الرئيس الفرنسى خلال الزيارة، مضيفًا أنه من المقرر أن يلقى الرئيس الفرنسى لأول مرة كلمة أمام البرلمان المصرى يوم الاثنين، كما سيتفقد العمل بإحدى مراحل خطوط مترو الأنفاق الجديدة التى تنفذها شركات فرنسية.
وكشف «يونس» أن الشركات الفرنسية التى ستزور مصر تدرس إنشاء منطقة صناعية بمنطقة برج العرب، تختص بصناعات النسيج والأدوات الكهربائية والصناعات المعدنية، إلا أنها حتى الآن لم تستقر على مساحة المنطقة، أو حجم الاستثمارات المتوقع تنفيذها، مضيفًا: كما تدرس الشركات المشاركة بأعمال البنية التحتية للعاصمة الإدارية الجديدة، سواء أعمال الكهرباء أو الصرف الصحى، وتنفيذ خط قطار من محطة مترو السلام حتى مدينة العاشر من رمضان.
وقال إن الشركات الفرنسية مهتمة أيضًا بمحور تنمية قناة السويس، وهناك شركات تعمل حاليًا على تنفيذ تصميم لموانئ ومصانع بالمنطقة، غير أنها حتى الآن لا تدرس أى استثمارات بمشروع المليون ونصف المليون فدان.
ولفت «يونس» إلى أن اللجنة التى شكلها مجلس الأعمال المصرى الفرنسى لحل مشاكل الشركات الفرنسية العاملة بالسوق المصرية درست 6 مشاكل، ونجحت فى حل بعضها محليًا، وجار العمل على الباقى، عدا مشكلة سابقة لإحدى شركات النظافة التى كانت متعاقدة مع محافظة الإسكندرية، ولجأت للتحكيم الدولى عقب فسخ عقدها بسبب عدم التزام المحافظة فى سداد مستحقاتها.
وأشار «يونس» إلى أن الشركات الفرنسية العاملة بالسوق المصرية تواجه نفس المشاكل التى تواجهها الشركات الأجنبية فى مصر، سواء الخاصة بصعوبة توفير الدولار لاستيراد الخامات والآلات، وتحويل أرباحها للخارج، أو المشاكل المتعلقة بالبيروقراطية وصعوبة إصدار التراخيص، مضيفًا: إلا أن الشركات الحالية والبالغ عددها 150 شركة لديها نية للتوسع فى أعمالها الفترة المقبلة.
وأكد أن مصر مازالت سوقًا جاذبة للاستثمار الأجنبى، نظرًا لما تمتلكه من فرص استثمار واعدة، وسوق استهلاكية ضخمة، واتفاقيات تجارة حرة مع عدد كبير من الدول العربية والأفريقية من خلال اتفاقية الكوميسا، وهى كلها مناطق تسعى فرنسا إلى فتح أسواق جديدة بها، مشيرًا إلى أن حجم الاستثمارات الفرنسية الحالية ضخمة، حيث تبلغ 3.2 مليار يورو، كما أنها متنوعة فى جميع المجالات.
وحول انخفاض الصادرات المصرية لفرنسا، قال «يونس»: من الطبيعى انخفاض الصادرات المصرية، بسبب اعتمادنا تصدير الطاقة والأسمدة، والفترة الماضية شهدت نقصًا فى المعروض محليًا أدى إلى خفض التصدير، إلا أن مصر أمامها فرصة كبيرة لزيادة صادراتها من الأغذية والمنتجات الزراعية والنسيج.
فريد خميس يطالب بتشكيل أمانة فنية لمشروعات سيناء.. رجل الأعمال: لو كان الأمر بيدى لعاقبت المتسببين فى تأخير التنمية
طالب رجل الأعمال محمد فريد خميس، رئيس الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، بتشكيل أمانة فنية تابعة لمجلس الوزراء تضم خبراء وممثلين عن الوزارات، وتكون لها جميع الصلاحيات فى اختيار المشروعات وتنفيذها بسيناء لسرعة إنجازها من أجل تنمية المنطقة، كما طالب خميس، الحكومة بسرعة استكمال البنية الأساسية بالمناطق الصناعية الموجودة بسيناء، وتوصيل المرافق مع إنشاء شبكة طرق فرعية لربط التجمعات الصناعية بالمحاور الرئيسية، وذلك لتأهيل تلك المناطق للعمل، مع وضع برنامج لتنمية المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر ودعمها.
وقال خميس إن تأخر تنفيذ المشروع القومى لتنمية سيناء، والذى كان مقررًا منذ عام 1994 حتى عام 2017، بتكلفة استثمارية تبلغ نحو 75 مليار جنيه، يرجع إلى حالة عدم الاستقرار فى المنطقة، ودخول الدولة فى مشروعات أخرى أدت إلى تفتيت الجهود.
وأضاف: «لو كان الأمر بيدى لطالبت بمعاقبة كل من قصّر فى هذه المهمة الوطنية التى تأخرت كثيرًا، ويجب ألا تتأخر أكثر من ذلك، فالأمر جد خطير، وعواقب الإهمال فيه لا يعلم مداها إلا الله».
كان رجل الأعمال محمد فريد خميس قد تقدم بدراسة إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى تضمنت مقترحات لتنمية شبه جزيرة سيناء، وتحقيق الجذب السكانى فيها، وتوفير فرص العمل لأبنائها فى مناطقها الثلاث، الشمال والوسط والجنوب.
وتضمنت الدراسة التى حصلت «انفراد» على نسخة منها العديد من المقترحات لتنمية سيناء، على رأسها إنشاء صندوق قومى لتنمية سيناء برأسمال مناسب، يمول تراكميًا من عوائد البترول، حيث تنتج سيناء ما يزيد على 5? من إجمالى البترول فى مصر، ومن المصادر القومية الأخرى المتاحة.
ويختص الصندوق بمشروعات التنمية الشاملة فى سيناء، وللتوسع فى إقامة المشروعات الكبرى المستخدمة للثروات الطبيعية، وفى مقدمتها مشروعات الأسمنت والزجاج والسبائك الحديدية والأسمدة والطوب والرخام، مع التحفيز على إقامة المشروعات الضخمة المستخدمة للغاز الطبيعى كبداية حقيقية للتوسع فى صناعة البتروكيماويات فى مصر.