لماذا لم يحصل غاندي على نوبل؟..الجائزة ترد وتوضح السبب بعد ترشحه 4 مرات.. المحكمون لم يروه مسالما واعتبروه منحازا للهند .. وأعضاء اللجنة رأوا أن فوز الدالاي لاما بجائزة السلام في 1989 اعتذارا للمهاتم

عاش غاندى (1869-1948) الذي يعد أشهر رمز للاعنف فى القرن العشرين حياة هادئة، وكان ينبغى أن يحصل على جائزة نوبل للسلام، خاصة أنه تم ترشحه 4 مرات، لكنه لم يحصل على الجائزة، فلماذا؟ رد موقع نوبل الاليكتروني علي السؤال وقال : دائما ما كان يطرح سؤال: هل كان أفق لجنة نوبل النرويجية ضيقًا جدًا؟ هل كان أعضاء اللجنة غير قادرين على تقدير النضال من أجل الحرية بين الشعوب غير الأوروبية؟ ويضيف موقع جائزة نوبل، أنه تم ترشيح غاندى فى الأعوام 1937 و1938 و1939 و1947، وكانت الأخيرة قبل أيام قليلة من اغتياله فى يناير 1948، وقد تم الاعتذار بشكل علنى عن هذا الإغفال من قِبل أعضاء لاحقين فى لجنة نوبل، وذلك عندما حصل الدالاى لاما على جائزة السلام فى عام 1989، قال رئيس اللجنة إن هذا "جزئياً تكريما لذكرى المهاتما غاندى"، ومع ذلك، لم تعلق اللجنة مطلقًا على التكهنات حول سبب عدم منح غاندى الجائزة، وحتى وقت قريب كانت المصادر التى تلقى بعض الضوء على الأمر غير متوفرة. وُلد غاندى فى مدينة بوربندر، وهى عاصمة لإمارة صغيرة فى ولاية جوجارات فى غرب الهند، حيث كان والده رئيسًا للوزراء، وكانت والدته هندوسية متدينة، وكانت الأسرة جميعا ترى أن اللاعنف والتسامح بين الجماعات الدينية أمرا فى غاية الأهمية، تم اعتبار خلفيته العائلية لاحقًا بمثابة تفسير مهم جدًا للسبب الذى جعل غاندى قادرًا على تحقيق المكانة التى شغلها فى المجتمع الهندى، فى النصف الثانى من ثمانينيات القرن التاسع عشر، ذهب غاندى إلى لندن حيث درس القانون، وبعد الانتهاء من دراسته، عاد أولاً إلى الهند للعمل كمحامٍ ثم فى عام 1893 انتقل إلى ناتال فى جنوب إفريقيا، حيث كان يعمل لدى شركة تجارية هندية. فى جنوب إفريقيا، عمل غاندى على تحسين الظروف المعيشية للأقلية الهندية، وعندما عاد إلى الهند فى عام 1915، انتشر خبر إنجازاته فى جنوب إفريقيا وخلال سنوات الحرب العالمية الأولى، أصبح شخصية بارزة فى المؤتمر الوطنى الهندي. وخلال الفترة ما بين الحربين العالميتين، بدأ سلسلة من الحملات غير العنيفة ضد السلطات البريطانية، فى الوقت نفسه، بذل جهودًا كبرى لتوحيد الهندوس والمسلمين والمسيحيين، وكافح من أجل تحرير "المنبوذين" فى المجتمع الهندوسي. فى حين أن العديد من زملائه من القوميين الهنود فضلوا استخدام الأساليب غير العنيفة ضد البريطانيين لأسباب تكتيكية فى المقام الأول، فإن اللاعنف الذى قام به غاندى كان مسألة مبدأ. وثباته فى هذه النقطة جعل الناس يحترمونه بشكل كبير. الترشح الأول لجائزة نوبل للسلام ومن الذين أعجبوا بـ غاندى كان أعضاء شبكة جمعيات "أصدقاء الهند" التى تأسست فى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية فى أوائل الثلاثينيات، وفى عام 1937، قام عضو فى البرلمان النرويجى، يدعى أول كولبورنن (حزب العمل)، بترشيح غاندى لجائزة نوبل للسلام فى ذلك العام، وتم اختياره كواحد من ثلاثة عشر مرشحًا فى القائمة المختصرة للجنة نوبل النرويجية. لكن كان لـ غاندى العديد من النقاد فى حركة السلام الدولية، وقد ذهب هؤلاء الرافضين إلى أنه لم يكن مسالمًا باستمرار، وأنه كان ينبغى أن يعلم أن بعض حملاته اللاعنفية ضد البريطانيين ستتحول إلى عنف وإرهاب، وضربوا مثلا بما حدث فى 1920-1921، عندما هاجم حشد فى شورى شورا بالمقاطعات المتحدة مخفر شرطة وقتل العديد من رجال الشرطة ثم أشعلوا النار فى مركز الشرطة. يقول موقع جائزة نوبل كان اسم الحائز على جائزة نوبل للسلام لعام 1937 هو اللورد سيسيل من شيلوود، ولا نعرف ما إذا كانت لجنة نوبل النرويجية قد نظرت بجدية فى منح جائزة السلام إلى غاندى فى ذلك العام، لكن يبدو الأمر غير مرجح إلى حد ما، وأعاد "كولبورنن" ترشيحه عام 1938 وعام 1939، لكن عشر سنوات مضت قبل أن يدخل غاندى القائمة قصيرة اللجنة مرة أخرى. الترشح الأخير لجائزة نوبل فى عام 1947، جاءت ترشيحات غاندى عبر برقية من الهند، من خلال وزارة الخارجية النرويجية. وكان المرشحون له هم بى جى خير، رئيس وزراء بومباى، وجوفيند بهالاب بانث، رئيس وزراء المقاطعات المتحدة، ومافالانكار، رئيس الجمعية التشريعية الهندية، كُتبت حججهم المؤيدة لترشيحه بأسلوب التلغراف، مثل تلك التى قدمها جوفيند بلهاب بانث: "أوصى لهذا العام بجائزة نوبل للمهاتما غاندى زعيم الأمة الهندية" وقد كانت هناك ستة أسماء فى القائمة المختصرة للجنة نوبل، وكان غاندى أحدهم. وكتب مؤرخ لجنة نوبل، المؤرخ ينس أروب سيب، تقريراً جديداً يمثل فى المقام الأول سردًا لدور غاندى فى التاريخ السياسى الهندى بعد عام 1937، فيه "فى السنوات العشر التالية، " من 1937 إلى 1947، واجه غاندى وحركته أعظم انتصار وأسوأ هزيمة - استقلال الهند وتقسيم الهند "، يصف التقرير كيف تصرف غاندى فى النزاعات الثلاثة (الصراع بين الهنود والبريطانيين، مسألة مشاركة الهند فى الحرب العالمية الثانية، الصراع بين الهندوس والمسلمين) وفى كل هذه الأمور، اتبع غاندى باستمرار مبادئه الخاصة باللاعنف. بعد قراءة التقرير كان على أعضاء اللجنة النظر فى القضايا التالية: إذا تم اختيار غاندى لكونه رمزًا للاعنف، فما هى الآثار السياسية التى يمكن توقعها إذا مُنحت جائزة السلام لأبرز زعيم هندى - كانت العلاقات بين الهند وباكستان بعيدا عن التطور السلمى خلال خريف عام 1947؟ ويضيف موقع جائزة نوبل، من مذكرات رئيس اللجنة جونار جان، نعلم الآن أنه عندما كان على الأعضاء اتخاذ قرارهم فى 30 أكتوبر 1947، تحدث اثنان من أعضاء اللجنة بالنيابة، المحافظ هيرمان سميت إنجبريتسن، والمسيحى الليبرالى أوفدتال لصالح غاندى، ومع ذلك، فى عام 1947 لم يتمكنوا من إقناع الأعضاء الثلاثة الآخرين، وكان السياسى العمالى مارتن ترانميل مترددًا جدًا فى منح الجائزة لغاندى فى خضم الصراع الهندى الباكستانى، ووافق وزير الخارجية السابق بيرجر برادلاند مع ترانمال، لقد ظنوا أن غاندى كان منحازا بقوة بأحد الفريقين، إضافة إلى أنه خلال هذه الفترة و فى اجتماع للصلاة، أدلى غاندى ببيان أشار فيه إلى أنه تخلى عن رفضه الثابت للحرب، لذا نقل "جان" فى مذكراته "صحيح أن (غاندى) هو أعظم شخصية بين المرشحين - والكثير من الأشياء الجيدة يمكن قوله عنه – لكن يجب أن نتذكر أنه ليس مجرد رسول للسلام، هو أولا وقبل كل شيء وطني. (...) علاوة على ذلك، علينا أن نضع فى اعتبارنا أن غاندى ليس ساذجًا. إنه رجل قانون ومحام ممتاز. فى النهاية لم يحصل عليها واغتيل المهاتما غاندى فى 30 يناير 1948، قبل يومين من الموعد النهائى لترشيحات جائزة نوبل للسلام فى ذلك العام. تلقت اللجنة ستة خطابات ترشيح لتسمية غاندى، بين المرشحِين كان الكويكرز وإميلى غرين بالش، الفائزين السابقين. للمرة الثالثة، جاء غاندى ضمن القائمة المختصرة للجنة - وهذه القائمة تضمنت فقط ثلاثة أسماء - وكتب مستشار اللجنة سايب تقريراً عن أنشطة غاندى خلال الأشهر الخمسة الأخيرة من حياته. وخلص إلى أن غاندى، من خلال حياته، وضع بصمته العميقة على موقف أخلاقى وسياسى من شأنه أن يسود كقاعدة عامة لعدد كبير من الناس داخل وخارج الهند: "فى هذا الصدد، لا يمكن مقارنة غاندى سوى بـ مؤسسو الأديان. " وفى 18 نوفمبر 1948، قررت لجنة جائزة نوبل النرويجية عدم منح جائزة فى ذلك العام على أساس أنه "لم يكن هناك مرشح حى مناسب".








الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;