فين "هيومان رايتس".. سجناء برج العرب لـ"انفراد": نتلقى رعاية كريمة والمنظمات المشبوهة تعتمد على السوشيال.. النزلاء: نتريض بالملاعب ونحصل على هامش ربح من العمل بالورش. وسجناء بدرجة دكتور بالمكتبات

استقبل سجن برج العرب فى الإسكندرية، اليوم الأربعاء، وفود من البرلمانيين والحقوقيين والإعلاميين حيث تجول الضيوف فى السجن، لتفقد أوضاع السجناء والتأكد من حسن رعايتهم بشكل كبير، والالتزام بمعايير حقوق الإنسان. وتجول الضيوف في مستشفى السجن، حيث تبين أنه تم دعمها بالعديد من الأجهزة والتقنيات الحديثة والمتطورة، فضلاً عن وجود طاقم طبي يعمل على مدار الـ 24 ساعة، ويتم إجراء العمليات بها. وأكد عدداً من النزلاء المرضى بمستشفى السجن، أنهم يلقوا رعاية طبية كبيرة داخل المستشفى، ويتم إجراء العمليات بها، والغسل الكلوى، فضلاً عن تركيب الأطراف الصناعية للنزلاء مبتوري القدمين واليدين. وتفقد الضيوف مكتبات سجن برج العرب، حيث تبين وجود أعداد ضخمة من الكتب بكافة المجالات "الثقافية، والعلمية، والطب، والدين"، وبينها كتب تحث عن الصبر، فضلاً عن وجود مجلات وصحف يومية. وأكد النزلاء المتواجدين بمكتبة السجن، أنه يتم السماح لهم بقضاء أوقات ترفيهية داخل المكتبة، وبينهم من يكتب فى الشعر، وآخرين حصلوا على دراجات الماجستير والدكتوراه من هذه المكتبة. وحرص الضيوف على الاطمئنان على منظومة التغذية، حيث تجولوا في مطابخ السجن، حيث يتم إعداد وجبات النزلاء "الجراية" من خلال "أواني" ضخمة يقف خلفها بعض النزلاء بملابسهم الزرقاء، ويتم إعدادها وفقاً للكميات المقررة بالجرامات وفقاً للوائح السجون، ويكون بينها لحوم مرتين على الأقل أسبوعياً. وقال أحد السجناء، ممن يعملون فى المطابخ: "مهمتى هنا إعداد وجبات النزلاء برفقة مجموعة من الزملاء، حيث توفر لنا مصلحة السجون الخامات الطازجة، لنعد من خلالها الوجبات، التى تتم وفق نظام صحى". وتجول الضيوف بملاعب سجون برج العرب فى الإسكندرية، حيث تمتد الملاعب على مساحات واسعة، وشاهدوا بعض من النزلاء بملابسهم الرياضية يؤدون مباراة لكرة القدم، فيما هناك آخرين مشغولين بلعب تنس الطاولة، وقد ظهرت في الملاعب صور للنجم المصري محمد صلاح على جدران الملاعب. وقال سجين، تسمح لنا مصلحة السجون بالتواجد فى الملاعب لقضاء وقت ترفيهي، حيث يساعدنا على النشاط، والتغلب على الوقت، ويتم تنظيم دورات رياضية أحيانا لنا. وتابع السجين، نتلقى هنا رعاية كريمة من مصلحة السجون، ويسمحوا لنا باستقبال ذوينا بصفة مستمرة، فضلاً عن السماح لنا بممارسة كافة الهوايات المفضلة. وتجول الضيوف في ورش الأثاث داخل سجن برج العرب فى الإسكندرية، حيث يعمل السجناء فى تقطيع الأخشاب وتحويلها لأثاث راقي، حيث قال نزيل:" توفر لنا مصلحة السجون كافة الإمكانيات من الأخشاب والمعدات اللازمة لتصنيع الأثاث، ونحصل على هامش ربح مما نعمل"، مضيفاً في حديثه لـ “انفراد"، منتجاتنا تتميز بالجودة والدقة وأسعارها المنخفضة، فيستطيع مواطن شراء أثاث لشقة كاملة بمبلغ لا يتجاوز الثلاثون ألف جنيه. وأردف السجين، تعلمت هذه المهنة فى السجن، وعقب خروجى من محبسى سأعمل فى هذا المجال بعدما نبغت به، واكتشفت أن الحلال أفضل من الحرام بكثير. وتحرك الضيوف داخل ورش الحدادة، حيث معدات حديثة ومتطورة لدى النزلاء لمساعدتهم فى تقطيع الحديد وتحويله لمنتجات عديدة، وقال سجين: "مصلحة السجون توفر لنا كل شىء، ونحول الحديد الخام لمنتجات عديدة ما بين أبواب ونوافذ وأحياناً آسرة، وغيرها من المنتجات الأخرى التي نصنعها"، مضيفاً:" مصلحة السجون تعرض هذه المنتجات من خلال معارضها وتوفر لنا هامش ربح، ونحن سعداء بشغل أوقاتنا وبتعليمنا هذه الحرف التي تدر علينا أموال من حلال". وحرص الضيوف على الحديث مع النزلاء أثناء تواجدهم بسجن برج العرب في الإسكندرية للاطمئنان على أوضاعهم المعيشية. وقال "نزيل": فكرة دخول السجن كان صعبة، والأيام الأولى مرت قاسية وصعبة، وكنا نتخيل أن السجون قمع وتعذيب كما يروج البعض عنها، لكن الحقيقة مختلفة تماماً، فهنا نلقى كل رعاية ومعاملة كريمة. وأردف السجين، تحرص مصلحة السجون على تأهيلنا باستمرار، وتعليمنا حرف تدر علينا أموالاً، فلا يتركونا حتى نتعلم شيء مفيد، ونحصل على هامش ربح بعضنا ينفق منه على نفسه، وآخرين يرسلوه لذويهم، فضلاً عن رعاية شرطة الرعاية اللاحقة لأسرنا بالخارج. والتقط سجين آخر أطراف الحديث من زميله، قائلاً:" البعض يعتقد أننا نقضي اليوم كاملاً داخل زنزانة مغلقة، وهذا أمر مغلوط، فهنا يتم الاهتمام بساعات التريض، ويسمحوا لنا بالتواجد في الملاعب والحدائق والمكتبات، فضلاً عن العمل في الورش المختلفة. وقال سجين ثالث، تعلمنا الدرس، ولن نعود للجريمة مهما كان، فبالرغم من كافة الأمور المتاحة هنا، إلا أن حبس الحرية أمر صعب وقاسي "ربنا ما يكتبه على حد"، ومن أجل ذلك، فلن نفكر فى العودة للسجن مرة أخرى، وهدفنا قضاء فترة العقوبة والخروج بسلام، وبدء حياة جديدة دون مشاكل أو صراعات. وبشأن تقارير هيومان رايتس، أكد السجين، البعض يروج أكاذيب عن السجون، خاصة المنظمات المشبوهة، التي تعتمد في تقاريرها المفبركة على السوشيال ميديا، ولا تعرف شيء عن أحوال السجناء، وتغض الطرف عن التطوير داخل السجون المصرية. وحولت وزارة الداخلية السجين لشخص منتج يفيد نفسه بعد الخروج من السجن، من خلال برامج علمية اهتمت بالسجناء، خاصة أنهم يشكلون قوة إنتاجية كبيرة يجب على الدولة الاستفادة منها باستغلالها فى مجالات العمل لما يحققه ذلك من الخير للمجتمع بأثره، ومن ثم تبنت الدولة مبدأ توفير العديد من فرص العمل داخل السجون، فأقيمت العديد من المشروعات الإنتاجية بداخلها، وتم إنشاء هيئة صندوق التصنيع والإنتاج للسجون بهدف تأهيل المسجونين وتشغيلهم في مشروعات شتى. وحرص قطاع السجون، على التوظيف الأمثل لطاقات السجناء، واستثمار أوقات فراغهم في عمل نافع، والنهوض بالمستوى المعيشي لهم ولأسرهم من خلال تنميتهم مهارياً ومهنياً، وحصولهم على أجور مجزية مقابل العمل، بهدف تأهيلهم للانخراط الكريم فى مدارج المجتمع، ولا تتوقف عملية تطوير السجون على الاهتمام بعمل السجناء وإنما تثقيفهم أيضاً، تجنبا لتركهم وشأنهم داخل المؤسسة العقابية دون إشراف أو توجيه على مناحي تفكيرهم، خشية أن يتجه إلى التفكير في الجريمة أو تقليد غيره من المجرمين، لذلك يصرح لنزلاء السجون أن يستحضروا الكتب والصحف والمجلات المصرح بتداولها للاطلاع عليها أثناء وقت الفراغ، وتم دعم المكتبات وتزويدها بأحدث الإصدارات من الكتب الثقافية والعلمية والدينية، الصادرة عن كبرى دور النشر. وتهتم مصلحة السجون بالنزلاء الموهوبين، حيث يتم تشجيع السجناء ذوي المواهب الفنية بمزاولة الهوايات المختلفة كالرسم والنحت وأعمال التطريز والتريكو، والعزف على الآلات الموسيقية وغيرها، بالأماكن التي تم تخصيصها لممارسة تلك الهوايات، وتيسر إدارات السجون الحصول على الخامات اللازمة للتشغيل، بالإضافة لمساعدة السجناء في تسويق منتجاتهم، إذا رغبوا في ذلك، ويسمح بالعروض الترفيهية التي تقام داخل السجون بالتنسيق مع قصور الثقافة بالمحافظات. وتأتي هذه الزيارة بعد أيام من المنتدى العالمي الثالث للسجون المصرية، الذي أقيم بطرة، ولقي إشادة ضخمة من وسائل الإعلام العالمية والمحلية، بما لمسوه من رعاية للنزلاء وتطوير السجون بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية. وكان سامح السايح عضو مجلس النواب عن دائرة المنتزه في الإسكندرية، طالب وزارة الداخلية بتنظيم زيارة لسجون برج العرب على غرار زيارة سجون طرة في القاهرة، مؤكداً موافقة الوزارة على طلبه.