أكثر من 100 حزب يتواجدون فى مصر، ورغم كثرة هذا العدد إلا أن كثيرا منهم ليس له أى تواجد فى الشارع، وكثير منهم لا يعرفه المصريون، لذلك يطرح "انفراد" سؤالا مهما هو هل المواطنون يثقون فى الأحزاب ويتقدمون بشكاوى لهم لحلها أم أنهم لا يثقون فيها؟
خبراء وقيادات حزبية أجابت على هذا السؤال ليؤكدوا أن المصريين لا يثقون فى الأحزاب وقليل منهم ما يعرف أسماء بعض الأحزاب إما لكثرة عددها أو لعدم وضوح برامج كثير منها للمصريين.
فى هذا السياق أكد اللواء محمد الغباشى، نائب رئيس حزب حماة الوطن، أن كثيرا من المواطنين لا يعرفون الأحزاب المصرية وبالتالى لا يثقون فى أغلبها ولا يلجأون لها لحل أزماتهم ، مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب دعت المواطنين لعدم الثقة فى الأحزاب.
وقال نائب رئيس حزب حماة الوطن، فى تصريحات لـ"انفراد"، إن السبب الأول يتمثل فى عدد الأحزاب الكبيرة الذى تخطى الـ 100 حزب فى الوقت الراهن، وهو ما يسبب حالة تشتت لدى المصريين.
وأشار اللواء محمد الغباشى، إلى أن السبب الثانى يتمثل فى عدم وضوح برامج كثير من الأحزاب السياسية أمام المصريين، على عكس ما كان فى الماضى، مشيرا إلى أن السبب الثالث هو تحول بعض الأحزاب إلى مجرد أحزاب عائلية وليست أحزاب لكل المصريين.
ولفت نائب رئيس حزب حماة الوطن، إلى أن حزب حماة الوطن يسعى إلى إعادة ثقة المصريين فى الأحزاب من خلال البرنامج الواضح الذى يتبعه إلى جانب الأداء القوى لنوابه فى البرلمان والانتشار بفعالية فى المحافظات والتواصل مع المواطنين فى الشارع.
وفى إطار متصل، قال الدكتور طه على، الباحث السياسى، إن كثيرا من الأحزاب السياسية ليس لها أى دور فى الشارع ولا تنظم حملات فى الشارع ولا تتواصل مع المواطنين مما يجعل المصريين جاهلين بشكل كبير بأسمائها ولا يتعاملون معها.
وأضاف الباحث السياسى، لـ"انفراد"، إن برامج كثير من الأحزاب المصرية غير معروفة، وكثير منهم أيضا يظل فى مكاتبهم ولا يقدمون حلولا وتصورات للمشاكل الخاصة بالمواطنين وبالتالى لا يثق المصريون فى الأحزاب ممل يجعلها بحاجة إلى تفعيل دورها فى الشارع لأن هذا هو الدور الحقيقى للأحزاب.
فيما أكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن تعدى عدد الأحزاب المصرية لـ 100 حزب يتطلب إعادة دمجها أو ائتلافها وهو إجراء متبع في كل دول العالم.
وأشار الدكتور طارق فهمى، إلى ضرورة إعادة صياغة البرامج والرؤية الخاصة ببعض الأحزاب بعد التطورات السياسية الكبيرة في مصر من أجل أن يعرفهم المصريون ويلجأون لهم ويثقون فيهم، موضحا أن المصريين يحتاجون أن تكون برامج الأحزاب واضحة لهم وأن يكون لهذه الأحزاب فعاليات على الأرض.